«نقل النواب» تقر موازنة الهيئة العامة لميناء الإسكندرية ب19 مليار جنيه    ننشر حركة تداول السفن والحاويات في ميناء دمياط    الرئيس الفلسطيني: الوقت أصبح مُلحا لتفعيل شبكة الأمان العربية    نهائي دوري أبطال إفريقيا - الأهلي يخوض مرانه الأول في تونس مساء.. ومحاضرة من كولر    أهم أسئلة التاريخ المتوقعة لطلاب الصف الثالث الثانوي 2024.. «هتقفل الامتحان»    فيلم عالماشي احتل المرتبة الرابعة وحقق أمس 48 ألف جنيه فقط    الصحة تنظم احتفالية بمناسبة اليوم العالمي للامتناع عن التدخين بالمدينة الرياضية بالعاصمة الإدارية الجديدة    الخارجية الكورية الجنوبية تعرب عن تمنياتها بالشفاء العاجل لرئيس الوزراء السلوفاكي    سفير فلسطين في موسكو: الوضع الكارثي في غزة يعيد إلى الأذهان حصار لينينجراد    عالم الزلازل الهولندي يثير الجدل بحديثه عن أهرامات الجيزة    سفير مصر بليبيا: معرض طرابلس الدولي منصة مهمة لتسويق المنتجات المصرية وفتح أسواق جديدة    أتلتيك بيلباو يحبط برشلونة بسبب ويليامز    الجمعة .. انطلاق نصف نهائي بطولة العالم للإسكواش بمصر    وزير التعليم العالي يغادر إلى لندن لتمثيل مصر في فعاليات المُنتدى العالمي للتعليم    التخطيط: 7.7 مليار جنيه استثمارات عامة موجهة لمحافظة الدقهلية بخطة 23/2024 لتنفيذ 525 مشروعًا تنمويًا    «زراعة النواب» تطالب بوقف إهدار المال العام في جهاز تحسين الأراضي وحسم ملف العمالة بوزارة الزراعة    إنشاء وحدات اقتصادية لتحسين الموارد بمستشفيات بالقليوبية    نتائج الدوري السعودي الإلكتروني للعبة روكيت ليج    أوكرانيا تشن هجومًا جديدًا على مطار روسي عسكري في القرم    موعد عيد الأضحى 2024 ووقفة عرفات فلكيًا.. (أطول إجازة رسمية)    جامعة المنوفية تتقدم في تصنيف CWUR لعام 2024    غدا.. إعادة عرض فيلم "زهايمر" احتفالا بميلاد الزعيم    ببرنامج "نُوَفّي".. مناقشات بين البنك الأوروبي ووزارة التعاون لدعم آفاق الاستثمار الخاص    بمشاركة مصر والسعودية.. 5 صور من التدريب البحري المشترك (الموج الأحمر- 7)    معهد التغذية: نسيان شرب الماء يسبب الشعور بالتعب والإجهاد    «التربية والتعليم» تنظم فعاليات مسابقة المعلمة الفعالة    قرار قضائي جديد بشأن سائق أوبر المتهم بالاعتداء على سيدة التجمع    خلال 24 ساعة.. رفع 39 سيارة ودراجة نارية متهالكة من الميادين    أمير عيد يؤجل انتحاره لإنقاذ جاره في «دواعي السفر»    جيش الاحتلال: مقتل 5 ضباط وجنود وإصابة 8 آخرين في جباليا شمال غزة    "العربة" عرض مسرحي لفرقة القنطرة شرق بالإسماعيلية    توقيع بروتوكول تجديد التعاون بين جامعة بنها وجامعة ووهان الصينية    لهذا السبب.. ياسمين عبد العزيز تتصدر تريند "جوجل"    توقيع بروتوكول تجديد التعاون بين جامعتي بنها وووهان الصينية    تراجع دور بيلينجهام في ريال مدريد بسبب مبابي    شوبير السبب.. كواليس إيقاف الحكم محمود عاشور من إدارة مباريات الدوري المصري    بدء التعاقد على الوصلات المنزلية لمشروع صرف صحي «الكولا» بسوهاج    «الداخلية»: ضبط 13 ألف قضية سرقة تيار كهربائي خلال 24 ساعة    الأحد.. عمر الشناوي ضيف عمرو الليثي في "واحد من الناس"    أعطيت أمي هدية ثمينة هل تحق لي بعد وفاتها؟.. أمين الفتوى يوضح    المشدد 6 سنوات لعامل ضبط بحوزته 72 لفافة هيروين في أسيوط    دون إصابات.. تفاصيل نشوب حريق داخل شقة في العجوزة    وزير الخارجية اليمني: هجمات الحوثيين لم تضر سوى باليمن وشعبه وأشقائهم العرب    الولايات المتحدة.. تراجع الوفيات بجرعات المخدرات الزائدة لأول مرة منذ جائحة كورونا    محكمة العدل الدولية تستمع لطلب جنوب إفريقيا بوقف هجوم إسرائيل على رفح    محافظ أسيوط يستقبل مساعد وزير الصحة ويتفقدان مستشفى بني محمديات بأبنوب    نتيجة الصف الرابع الابتدائي الترم الثاني 2024 عبر بوابة التعليم الأساسي (الموعد والرابط المباشر)    «الأمن الاقتصادي»: ضبط 13166 قضية سرقة تيار كهربائي ومخالفة لشروط التعاقد    كولر يحاضر لاعبى الأهلي قبل خوض المران الأول فى تونس    مد فترة التقديم لوظائف القطار الكهربائي الخفيف.. اعرف آخر موعد    محافظ أسيوط ومساعد وزير الصحة يتفقدان مشروع إنشاء مستشفى منفلوط المركزي    «الإفتاء» تحسم الجدل حول مشروعية المديح والابتهالات.. ماذا قالت؟    اليوم.. انطلاق الملتقى التوظيفي لزراعة عين شمس    عبد العال: إمام عاشور وزيزو ليس لهما تأثير مع منتخب مصر    حلم ليلة صيف.. بكرة هاييجي أحلى مهما كانت وحلة    توقعات الأبراج وحظك اليوم 16 مايو 2024: تحذيرات ل«الأسد» ومكاسب مالية ل«الحمل»    تعرف على مواقيت الصلاة اليوم الخميس 16-5-2024    نجمة أراب أيدول برواس حسين تُعلن إصابتها بالسرطان    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



عاطف الطيب.. "بائع الألبان" المبدع الذي بكي بسبب "الغيرة القاتلة"
نشر في مصراوي يوم 23 - 06 - 2018

كانت المصداقية العامل الأبرز لنجاح أفلامه، ظل حريصًا على التعبير عن الناس ومشاكلهم بكل جرأة، ربما لأنه واحدًا منهم، لا يختلف عنهم في شيء، بسيط مثلهم ويحمل نفس همومهم، إذ كانت تستهويه سينما الشارع كونها تتسم بالصدق الكامل، فالحقيقة دائمًا أفضل من الديكور.
في بيت بسيط بباب الشعرية، وُلد الراحل عاطف الطيب عام 1947، مُحققًا حلم والديه في إنجاب صبي، بعدما أنجبا 4 بنات، وكانت الأم -مثلها مثل أي أم مصرية- تخاف من الحسد، فقررت أن تقول لجيرانها إنها أنجبت بنتًا!، وظل الخوف متملكًا إياها مع ابنها الوحيد، فكانت قلقة بسبب "شقاوته" معتقدة أنه "ابن موت".
تمر الأيام ويمر "الطفل" عاطف الطيب بأزمات ساهمت في تقدمه في العمر "قبل آوانه"، كان أولها بيع محل الألبان الذي يمتلكه والده بمنطقة الدقي، في مزاد علني، وكان في الثالثة عشر من عمره وقتها، لكنه كان سندًا لأسرته رغم صغر سنه، فقرر العمل بجانب دراسته ومساعدة أبيه الذي كان يتمنى أن يراه طبيبًا، وعمل في عدة مهن، كان منها بائع ألبان متجول، ولم يؤثر عمله هذا على دراسته بل تفوق عاطف دراسيًا وحصل على مجموع كبير في الثانوية العامة، وبدأت في تلك الفترة رحلة عشقه للفن والسينما، فالتحق بفريق التمثيل بمدرسته، وصمم على الالتحاق بمعهد السينما قسم إخراج بعد ذلك، وقد كان.
حقق عاطف حلمه الأول بدخول معهد السينما، فلم ينبهر بالطبقات الاجتماعية المختلفة هناك، ولم يهتم بأي شيء إلا بتحقيق النجاح فقط، لم تقف الحالة المادية الصعبة التي مرت بها أسرته، عائقًا أمامه، فقال -بحسب الكتاب التذكاري لمهرجان القاهرة السينمائي الدولي، في الدورة التي أقيمت عام 1995- إن مصروفه لم يزد عن عشرة قروش، وكان في معظم الأوقات يمشي من منزله بمنطقة بولاق الدكرور وحتى معهد السينما بالهرم، لتوفير ثمن المواصلات، وكان يتبع حيلة أخرى وهي الهروب من الكمسري في الأتوبيس.
فرحة "الطيب" بدخوله المعهد ووضع قدمه على بداية طريق حلمه، لم تكتمل، ففي العام التالي لدخوله المعهد حدثت هزيمة 1967، التي أثرت على كل مصري بالسلب، وشبّه عاطف الهزيمة بموقف بيع محل والده بالمزاد.
بعدما تخرج عاطف في المعهد، التحق مجندًا بالقوات المسلحة في قسم التصوير السينمائي بإدارة الشؤون المعنوية، وكان قائده السيناريست محسن زايد، كما بدأ في تكوين صداقات فنية أخرى داخل الجيش، حيث تعرف على المخرج خيري بشارة وقتها، وبعدما أتم سنوات تجنيده أخرج فيلمين تسجيليين هما "جريدة الصباح" و"مقايضة"، ثم عمل مساعدًا للمخرج شادي عبد السلام في فيلم "جيوش الشمس" وعمل مساعدًا أيضًا لبعض المخرجين الأجانب الذين يصورون أفلامهم بمصر.
عام 1982 قدم المخرج الراحل أولى أفلامه الروائية "الغيرة القاتلة"، والذي لاقى انتقادًا شديدًا وقتها لدرجة جعلته يبكي بسبب ما كتب عنه، لكن كان للمخرج محمد خان رأي آخر في هذا المخرج الشاب وقتها، فرغم أن الفيلم لم يعجبه ككل إلا أنه شعر بأن هناك مشروع مخرج جيد، فتشجع وعرض عليه قصة فيلم "سواق الأتوبيس" الذي كتبه برفقة الكاتب بشير الديك، والذي حمل اسم "حطمت قيودي" وقتها أيضا، لكن الطيب لم يشعر أن هذا الاسم ملائمًا للعمل، فقرر تغيير الاسم، واقترح حينها الراحل نور الشريف ان يكون الاسم "سائق الأتوبيس" واقترحت الفنانة نبيلة السيد أن يكون "سواق الأتوبيس"، الذي لاقى موافقة فريق العمل ككل.
توالت أعمال ونجاحات المخرج الراحل إلى أن جاء فيلم "الحب فوق هضبة الهرم" الذي لعب بطولته الفنان أحمد زكي، والذي كان يتمنى "الطيب" أن يكون هذا الفيلم هو بدايته في السينما، وهنا بدأ المرض يداهم "قلب الطيب"، لكن المخرج لم يستسلم له، ظل يجري وراء حلمه ويحقق النجاح مع كل عمل يقدمه، إلى أن تغلب المرض عليه للمرة الاولى خلال تصويره لفيلم "ملف في الآداب"، حيث صرخ عاطف من الألم وقتها واكتشف أنه مصاب بضعف في أحد الصمامات لكنه ظل يعاند ويعمل بنفس معدل الساعات الذي اعتاد عليه وكان يصل لحوالي 18 ساعة يوميًا.
بعدها دخل الطيب للمستشفى لإجراء عملية تغيير في الصمام، وقبيل العملية وخلال صعوده لغرفة العمليات بالأسانسير قال لأصدقائه الذين تواجدوا حوله إنه يستمع لصوت مزيكا "احنا عايزين ياسر عبد الرحمن أو مودي الإمام يعمل موسيقى تصويرية" وودعهم وأوصاهم على أشرف زوجته، كأنه كان يشعر أنها أخر لحظات حياته، وبالرغم من نجاح العملية إلا أن انتكاسة حدثت بعد ذلك أدت إلى وفاته يوم 23 يونيو عام 1995.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.