في الوقت الذي أعلن الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون عزمه تجريد الرئيس السوري بشار الأسد من وسام "جوقة الشرف" الممنوح له في عام 2001، قرر الأسد اليوم الخميس إعادة الوسام بعد الهجوم الأمريكي البريطاني الذي تم بمشاركة فرنسا على سوريا لاتهامها باستخدام أسلحة كيميائية في مدينة دوما. وهذا الوسام هو أعلى تكريم فرنسي رسمي بدأ في عهد نابليون بونابرت (19 مايو من عام 1802)، وينقسم إلى 5 رتب هي (فارس – ضابط – قائد – قائد عظيم – الصليب الأكبر). وبالنظر إلى قائمة الذين حصلوا على "جوقة الشرف"، فإن عددهم تخطى المليون شخص، من بينهم اسم الزعيم الفاشي بنيتو موسوليني، والرئيس الذي ثار ضده التونسيون في عام 2011 زين العابدين بن علي. ويحصل على التكريم الفرنسي سنويًا 2600 شخصًا كحد أقصى، ويكون من بينهم أجانب على ألا يتخطى عددهم سنويًا 320 شخصًا. وبحسب الموقع الرسمي الفرنسي للتكريم الرفيع يتم سحب الوسام في حال تم إدانة حامله في تهم جنائية، أو أي فعل يمكن أن يكون "مشين" ويُضر بمصالح فرنسا. ومنح الرئيس الفرنسي الأسبق جاك شيراك الوسام إلى بشار الأسد خلال زيارة الأخير لباريس في يونيو عام 2001. وقالت صحيفة لوموند الفرنسة: أول أمس إن بشار حصل على الوسام بعد وقت قصير من توليه السلطة عندما كانت الآمال معقودة على "إحداث ربيع سياسي" في سوريا. فاشيون لكن لم يجردوا من الوسام ولم تجرد فرنسا الزعيم الإيطالي الفاشي بنيتو موسوليني من قائمة الشرف الفرنسية برغم جرائمه المرتكبة بحق المعارضين في إيطاليا خلال حقبة العشرينات من القرن الماضي. كما لم يتم تجريد الرئيس التونسي المخلوع زين العابدين بن علي وشقيق الرئيس السوري السابق رفعت الأسد، والذي شغل مناصب كثيرة في عهد الأسد الأب، ويواجه اتهامات بجرائم كبيرة مثل مجزرتي حماة وسجن تدمر في سوريا. وأصبح تجريد الشخصيات الأجنبية من الوسام أمر أسهل بعد صدور مرسوم يسمح بتجريد كل شخص أجنبي إذا "ارتكب أعمالا منافية للشرف". وكان ماكرون قد قرر سحب الوسام من المنتج الشهير هارفي واينستين بعد الاتهامات المتعددة بالإساءة الجنسية والتحرش الموجهة له خلال العام الماضي. وسبق أن حصل واينستين على الوسام الفرنسي عام 2012 من الرئيس نيكولا ساركوزي بعد فيلم "الفنان" الفرنسي الذي فاز بعدة جوائز أوسكار. ومن أبرز من سُحب منهم الوسام أيضًا الدراج الشهير لانس أرمسترونج بسبب تناوله للمنشطات المحظورة دولياً أثناء مشاركته في المسابقات الدولية. الرافضون ل"جوقة الشرف" وبعيدًا عن التجريد من الوسام، هناك من رفضوا التكريم الفرنسي الكبير، وأبرزهم الاقتصادي الفرنسي توماس بيكتي الذي رفض وسام جوقة الشرف. وصرح لوكالة الأنباء الفرنسية: "أرفض هذا الترشيح لأنني أعتقد أنه ليس من شأن الحكومة أن تقرر من يستحق التكريم". ومن بين الحاصلين على الوسام (رفعت الأسد - حازم الببلاوي - الوليد بن طلال - نجيب ساويرس - نايف بن عبد العزيز آل سعود - جابريل جارسيا ماركيز- محمد بن نايف آل سعود - تميم بن حمد آل خليفة - حمد بن خليفة آل ثاني - رفيق الحريري - زين العابدين بن علي - بشار الأسد - بطرس بطرس غالي - الملك فؤاد الأول).