عطف على الأرامل واستغل أطفالهن.. "مصراوي" يكشف سر هروب "خط الشرقية" المتكرر من الشرطة

تجمع أجهزة الأمن المعلومات الكافية، وتصل إليها الإخبارية بمعلومات صحيحة، بالمكان والزمان، بالشارع والحارة، فتتحرك سيارات الشرطة، لإتمام مهمتها، والقضاء على أسطورة "رائد أبوشريعة" ، مرة وراء أخرى، أفلت "خُط الشرقية" من قبضة الأمن، فما هو السر وراء هروبه المتكرر من مأموريات الشرطة؟
"مصراوي" ذهب إلى قرية "بني حسن" التابعة لمركز أولاد صقر بمحافظة الشرقية، ليكشف السر وراء هروب "رائد أبوشريعة" لمرات عديدة من يد الشرطة، في اللحظات الأخيرة قبل الإمساك به.
بين الشوارع والأزقة والبيوت، كان يقف هنا طفل، وهناك آخر، على الناصية، وفوق السطح، الطفل غير مستهدف من الأمن، يستطيع التنقل بحرية، وبسرعة وخفة، ويتواصل الأطفال بطرق مختلفة تبدأ بالإشارات اليد أو الصوت، مرورًا برّنة الهاتف المحمول، إذ لمح أحدهم سيارة شرطة على مدخل القرية كان الخبر يصل إلى "أبوشريعة" في الحال.. هكذا كانت الصورة التي نقلها إليها عدد من أهالي القرية عن السر وراء نجاح "الخط" في الهروب لعدة مرات.
الأهالي الذين رفضوا نشر أسمائهم، بعضهم خوفًا وبعضهم حياء من الرجل الذي ينظرون إليه على أنه "البلطجي الجدع" كما يلقبونه، أشاروا إلى استغلال "أبوشريعة" للأطفال ك"ناضورجية" يُبلغوه ب"كبسة الشرطة".
قال أحدهم إن "رائد" اعتاد العطف على الأرامل والمطلقات، وكان يستغل أطفالهن لحمايته، إذ كان يُعطي الطفل 50 جنيهًا، وهاتفًا محمولاً، ويطلب منه التمركز عند مدخل القرية، على أن يُهاتفه بمجرد أن يرى أي سيارة شرطة أو مأمورية في طريقها إلى القرية.
ربما لم يكن "أبوشريعة" ليسقط في قبضة الأمن لولا أن لعبت الصدفة لعبتها، عندما وقعت مشاجرة بينه وشقيقه وبين آخرين، اختلفوا على تجارة المخدرات، فأطلقوا النار على بعضهم، وأصيب بطلق ناري، ونُقل إلى المستشفى.
كان اللواء رضا طبلية، مدير أمن الشرقية، تلقى إخطارًا من اللواء محمد والي، مدير المباحث الجنائية، يفيد بالقبض على "رائد أبو شريعة" أخطر العناصر الإجرامبة بالشرقية.
وتبين وقوع مشاجرة بين "رائد أبوشريعة" وشقيقه "طرف أول"، وبين كلٍ من "نخنوخ" و"سعيد كهربا" عنصرين خارجين عن القانون "طرف ثاني" بسبب خلافات بينهم على تجارة المُخدرات، إذ تبادلوا إطلاق النيران، وأصيب "أبوشريعة"، ونُقل إلى إحدى المستشفيات الخاصة بقرية "تل راك" بكفر صقر، فيما توجه شقيقه إلى مستشفى "الزنانيري"، وتوجهت قوّة من مباحث مركز كفر صقر إلى المستشفى، وألقي القبض عليه.
وقررت نيابة أولاد صقر، بإشراف المستشار وليد جمال، المحامي العام لنيابات شمال، اليوم الخميس، حبس "رائد أبوشريعة" 4 أيام على ذمة التحقيقات، للتنفيذ حكمين قضائيين بالسجن المؤبد، و15 سنة سجنًا، إضافة إلى أنه مطلوب ضبطه وإحضاره في 30 قضية أخرى.