ضحت بأجمل سنين عمرها، وتحملت كل متاعب وهموم الحياة لتربية أبنائها، بعدما حرمت نفسها من كل حقوقها وعاشت لأولادها فقط، حتى فقدت نظرها، وفي نهاية المطاف جنت ثمار تعبها مرار وقسوة قلب. "تعبت وصحتي راحت وفقدت نظري لما ربيته وكبرته هو وإخواته البنات.. رفضت اتجوز بعد موت أبوهم علشان ماجبلهمش جوز أم، وآخرتها ابني الوحيد اللي قولت إنه هيبقى سندي في الدنيا بعد ربنا وأبوه رافض يراعيني في كبري".. كانت هذه كلمات الحاجة فاطمة ل"مصراوي" من داخل أروقة محكمة الأسرة بمحافظة الشرقية، حول دعواها التي حملت رقم 776 لسنة 2018. "جوزي مات من زمان أوي مش فاكرة من كام سنة، عيالي وقتها كانوا لسة صغيرين وأبوهم سابلي 3 بنات وأحمد الكبير بتاعي، وربنا ساعدني وقدرت أعلمهم على أد ما قدرت وجوزت بناتي الثلاث اتنين في القاهرة وواحدة في البلد قريبة مني بس حظها طلع من حظي وجوزها مات وعندها عيال وبتشتغل علشان تصرف عليهم". وتابعت: "أحمد الولد الوحيد اللي كنت فاكرة لما يكبر هيعرف تعبت علشانه هو وإخواته إزاي وهيراعيني في كبري، لكنه رافض يصرف عليا رغم إنه شغال في شركة مقاولات وبيقبض 10 آلاف جنيه في الشهر، لو أعرف من الأول إنه هيعمل فيا كدا كنت قعدت عليا قبل ما أشوف اليوم دا". واستكملت المرأة السبعينية: "أنا دلوقتي قاعدة في شقة بالإيجار أنا وبنتي اللي جوزها متوفى، ومش معقول هيا هتفضل تصرف عليا وعلى عيالها وابني موجود وربنا مديله، حد قال لي إني ممكن أرفع عليه قضية نفقة علشان يصرف عليا غصب عنه وفعلًا رفعت قضية في محكمة منيا القمح".