افتتح الرئيس عبد الفتاح السيسي، اليوم الخميس، الندوة التثقيفية رقم 27 للقوات المسلحة، وروى عدد من المشاركين والمشاركات في المؤتمر من أهالي شهداء القوات المسلحة، حكايات عن أبطال عرفناهم بعد أن فارقناهم. ملحمة "الصمود والثأر" قال المقدم أركان حرب محمود عبده علي هلال، إن الشهيد البطل شريف محمد عمر، طلب منه تفتيش بعض الأماكن، وبمجرد وصوله اشتبه في أحد المنازل، وأمر من معه بتأمين المنزل من الخارج، ثم دخل وحيدا المنزل واكتشف وكرًا بع عبوات ناسفة، وفي هذا الوقت كان هناك سيدتان حول المنزل، ودخلا بيتًا مجاورًا على مسافة 50 مترًا، ثم انفجرت إحدى العبوات الناسفة بواسطة جهاز تحكم استشهد على إثره البطل شريف. وتابع: "خرج من المنزل 25 تكفيريا، وطالبوا القوات بمغادرة المكان والاستسلام، وحينما وصل هلال إلى المنطقة مترجلا، لصعوبة التضاريس في المنطقة، ثم اتخذوا خطوات نحو جثمان الشهيد، وفي آخر قفزة، تلقى عمرو عادل طلقة في خوذته، وبمجرد الوصول لجثمان الشهيد، وأثناء سحب الجثمان أصيب بطلقة في يده ولكن لم يترك جثمان الشهيد". وأضاف: "طلبت العناصر التكفيرية من أحد المجندين الاستسلام، مرددين أنه مرتد وكافر، لكنه رفض ذلك، وزاد النزيف عليَّ إثر إصابتي، ثم أصيب الملازم الجارحي بطلقة في صدره، وبعد أن انتهى الاشتباك هتف بأعلى صوته "والله العظيم لأرجع تاني يا رائد شريف وأجيب حقك". وتابع: "بدأت أشلاء التكفيريين تتناثر في كل مكان، وهذا الأمر شفى غليل صدور أبطال القوات المسلحة، لأنهم أخذوا ثأر الشهيد قبل أن يدفن". قائد كتيبة الدبابات رواية أخرى قصتها رشا إسماعيل، زوجة الشهيد البطل عقيد أركان حرب أحمد محمود شعبان، قائد كتيبة الدبابات بالشيخ زويد، إن أمل والده ووالدته أن يرونه ضابطا في القوات المسلحة، وبالفعل تحققت هذه الأمنية. ومدحت تواضعه وتعاونه معها في كل شيء رشا، وكيف كان يرفض السفر معها للإجازات تقديرا منه لظروف عمله، متابعة: "كان بيقولي صعب علشان ظروف شغلي، وطول وقت أجازته عقله مش معايا، ويتصل دايما بزملائه للاطمئنان عليهم". وأوضحت أنه كان يخبرها بأنهم لن يتركوا سيناء إلا بعد تطهيرها والثأر للشهداء وأبطال القوات المسلحة، وأنه كان دائم زيارة المصابين في المستشفيات لرفع روحهم المعنوية. وتابعت: "كنت بطلب السفر معاه، كان بيقولي صعب علشان ظروف شغلي، وطول وقت إجازته عقله مش معايا، ويتصل دايما بزمايله للاطمئنان عليهم". وأضافت أنه كان يخبرها بأنهم لن يتركوا سيناء إلا بعد تطهيرها والثأر للشهداء وأبطال القوات المسلحة، وكان دائم زيارة المصابين في المستشفيات لرفع روحهم المعنوية. بطولة أسرة وصبر أم أن تفقد أسرة جزءًا منها، أمر طبيعي لكن أن تفقد الأسرة أغلب أفرادها ابتلاء كبير بحاجة إلى صبر شديد، تلك كانت قصة أميمة محمود عبد الحميد، والدة الشهيد البطل عقيد أركان حرب، محمد سمير إدريس، التي وهبها الله وهبها 5 أولاد منهم 4 يخدمون تراب الوطن. تحكي عن ابنها الأكبر أنه كان قائدًا صاحب قرار منذ صغره، وقريب من الله وقارئ للقرآن، لا يترك أي فروض، وكان بطلا رياضيا متفوقًا في كل مراحل تعليمه، وبرغم حصوله على 95% في الثانوية العامة، إلا أنه قرر الالتحاق بالكلية الحربية، والتحق بالدفعة 94. وتابعت: "دخل محمد سلاح المشاة وتخصص في الصاعقة، وحصل على تقديرات كثيرة من كل قياداته، ومشهود له في كل وحدات الصاعقة بالكفاءة والتميز، وفي عام 2012، حصل على رتبة أركان حرب، وعلمت بعد استشهاده أنه منذ عام 2013 قدم الكثير من الطلبات لأداء خدمته في سيناء، وبعد حصوله على الموافقة شكر الله، لأنه اختاره ليكون في أرض الفيروز". وقالت: "في آخر زيارة له، كما تروي والدته، طلب منها أن تجمع الأسرة كلها، وقضوا وقتا سويا، وأتته بعض الأخبار من القوات المسلحة، أجبرته على تركهم للعودة إلى سيناء للانضمام إلى رجاله في أرض المعركة، وقبل العودة سافر إلى طنطا لزيارة قبر والده، وحينما ترك والدته للعودة إلى عمله طلب منها أن يضمها إلى حضنه وقبل رأسي، وأخبرها أنها 4 أيام وسيعود لكن مرت الأيام الأربع مستشهدا يوم ذكرى المولد النبوي الشريف، تاركا خلفه 3 أطفال سيكونون أبطالا في المستقبل يواصلون مسيرة العطاء". أم شهيد صاحبة ال100 عام لبى الرئيس عبدالفتاح السيسي، طلب عصمت أحمد إبراهيم حمودة، والدة أحد شهداء القوات المسلحة والشرطة، والتي تبلغ من العمر 100 عام، في مصافحته. واستجاب الرئيس عبدالفتاح السيسي، لطلبها على الفور، وذهب إليها في مكانها، متحدثا إليها ومقبلا يديها. واستشهد ابن السيدة عصمت، الأكبر وكان ضابطا بالشرطة في معركة السويس، وولدها الثاني كان ضابط صف بالقوات المسلحة، توفي بعد أخيه ب 6 أشهر في محل عمله، وبعد سنوات قلائل توفي زوجها، ورغم هذه المعاناة لم تفقد إيمانها بالحياة.