"أصابوني بعاهة مستديمة".. طالب مصري يروي تفاصيل الاعتداء عليه في بولندا

بعد ساعات طويلة من المذاكرة، غادر "محمد عزت" الطالب بالأكاديمية البولندية اليابانية لعلوم التكنولوجيا، منزل صديقه، متوجها إلى إحدى محطات المترو بالعاصمة البولندية "وارسو".. خطوات قليلة حتى استوقفه 4 شباب وفتيات كانوا في حالة من السكر، اعترضوا طريقه وسأله أحدهم عن جنسيته، وما إن علم أنه مصري حتى اعتدى عليه بالضرب بمشاركة شاب وفتاة.
"بقى عندي عاهة مستديمة تحت عيني، وسناني الأمامية طارت" قالها "عزت" لمصراوي، وهو يغالب دموعه. توقف الطالب المصري عن الحديث قليلا قبل أن يروي تفاصيل الاعتداء عليه، والخطوات التي اتخذتها وزارة الخارجية والشرطة البولندية من يوم الاعتداء عليه في 9 فبراير الماضي وحتى اليوم.
في اليوم المشئوم، ذهب "عزت" -للمذاكرة مع صديقه في منزله بالعاصمة "وارسو"، وبعد ساعات ودعه وقرر العودة إلى منزله الذي يبعد عنه ب6 محطات "عشان لقيته بينام على نفسه".
يقول "عزت" إنه أثناء مروره في شارع "Aleja Jana Pawła 2 38" شاهد الشُبان الأربعة وهم يتشاجرون "كان فيه بنت متعفرتة وقاعدة تجري منه وتعيط وهما بيجروا وراها بيحاولوا يهدوها، وكانوا مش على بعضهم، وأول ما قربوا عليّ شميت ريحة الخمرة".
بصُراخ وحالة من الهيستيريا، هَرولت إحدى الفتاتين نحوه وأخذت تصيح في وجهه باللغة الإنجليزية "بتقولي إنت عاوز إيه وبتكررها كذا مرة"، قبل أن تركله في ساقه "قعدت تشوط في رجلي، البنت كانت قصيرة بس جسمها قوي ومش طبيعية".
بعد ذلك توجه الشابان نحو "عزت"، ولم يكد يُجيب على سؤال أحدهم له "أنت منين؟.. أنت شكلك عاوز تعمل مشاكل" حتى باغته الشاب الآخر الواقف وراءه بضربة قوية على رأسه "جت من الجنب نزلت على عيني وعلى سناني.. كان لابس حاجة صلبة في إيده". يقول "عزت" إنه سقط بعدها على الأرض من قوة الضربة، وأكمل الشابان والفتاة ضربه وركله "كنت مغطي راسي بدافع عن نفسي".
استجمع الشاب العشريني قواه، همٌ محاولاً الوقوف، فيما انهارت الفتاة الأخرى التي كانت تكتفي بالمشاهدة "لما شافت عيني كانت بتجيب دم بالمنظر ده قعدت تصوت"، قبل أن يأخذها أصدقائها الثلاثة ويغادرون سريعًا "طلعوا يجروا".
استغاث الطالب المصري بالمارة فطلبوا الإسعاف التي حضرت بعد دقائق وأخذته إلى مستشفى قريب، وهناك أجرى عدد من الفحوصات بأقسام الأسنان والعيون والأشعة والعظام.
يقول "عزت" إن أحد أصدقائه البرتغاليين هاتفه بالصُدفة للاطمئنان عليه وعندما علم ما حدث وشاهد الصور التي أرسلها له وهو مُصاب، طلب منه أن يسافر له في البرتغال "عشان أقعد معه وأغير جو". اقتنع الشاب بالفكرة لأنه يعيش بمفرده في بولندا منذ عامين بينما تتواجد والدته بالإمارات بعد وفاة والده.
إلى البرتغال سافر "عزت" بعد أيام من الاعتداء عليه وأجرى عملية لإعادة بناء الأسنان الأساسية الأمامية بجانب محاولات لعلاج الكدمات الخطيرة في وجهه، يقول بنبرة حزينة إن أكثر ما يؤلمه ويُثقل نفسه هو عدم وجود سبب للاعتداء عليه بتلك الوحشية "والندبة اللي تحت عيني مش هتروح.. هتفضل عاهة مستديمة".
عاد الطالب المصري، أمس، إلى وارسو، يقول إنه سيتوجه بعد أيام إلى الشرطة البولندية لاستكمال تقارير إثبات التعدي عليه، وبعدها سيذهب إلى السفارة المصرية لإعطائهم الأوراق لاتخاذ إجراءات محاسبة المعتدين عليه.
وطالب بحبس الشبان الأربعة بجانب الحصول على تعويض مادي "يارب الخارجية تجيبلي حقي".
وفي بيان رسمي أصدره الأحد الماضي، قال المستشار أحمد أبو زيد المتحدث الرسمي باسم وزارة الخارجية، الأحد الماضي، إن السفير المصري في بولندا حسام القاويش تواصل مع الطالب المصري محمد عزت للاطمئنان على حالته الصحية، حيث تعرض له 4 شبان وانهالوا عليه بالضرب المبرح مما نجم عنه إصابات فى الوجه. وقال "عزت" لمصراوي إن السفارة تواصلت معه بالفعل يوم الخميس الماضي بينما كان يتواجد في البُرتغال للعلاج.