أكد الدكتور هشام مخلوف، أستاذ السكان بمعهد الإحصاء بجامعة القاهرة ورئيس المركز الديموغرافي، أن التعداد السكاني الحديث لمصر تضمن حصر عدد السكان والمنشآت سواء مستشفيات مصانع سجون وحقائق السكان، والمنشآت التي تشتمل على المرافق (مياه شرب- صرف صحي – تيار كهربائي). وقال مخلوف: "لأول مرة يتم استخدام الحاسب الآلي والتابلت في جميع المراحل التي تم خلالها عمل التعداد الأخير والذي استمر لمدة عامين". وأكد أن الغرض من التعداد السكاني إقامة تنمية اقتصادية وصناعية، فلا يمكن بناء مجتمع قوي بدون حصر لاحتياجات السكان وحصر النمو السكاني لكي يتم زيادة معدل التنمية بما يتناسب مع تلك النسبة. جاء ذلك خلال الندوة التي نظمها معهد الدلتا العالي للهندسة والتكنولوجيا بمحافظة الدقهلية بعنوان "المشاركة الإيجابية واجب وطني" تحت رعاية الدكتور محمد ربيع ناصر رئيس الإكاديمية، والدكتور عادل شبل عميد المعهد وبحضور الدكتور محمد إسماعيل عبدالله عميد المعهد العالي للحاسبات، وإيهاب خليفة الأمين العام لأكاديمية الدلتا، والدكتور محمد محمود سرحان عميد المعهد العالي للخدمة الاجتماعية بالمنصورة. وأوضح أستاذ السكان بمعهد الإحصاء، أن عدد سكان مصر يزيد بمعدل 2.5 مليون نسمة في العام الواحد فاذا ولد 2.7 مليون مولود سنويا يتوفى 500 ألف يتبقى 2.2 مليون، وهذا العدد قابل للزيادة إذا لم تتخذ الدولة إجراءات من شأنها الحد من الزيادة السكانية. وأشار مخلوف إلى أن الكثافة السكانية زادت في مصر بجميع الأماكن وأصبحنا نستغل 7% من مساحة مصر الكلية، مشيرا إلى أن حصة مصر من المياه 55.5 مليار متر مكعب وأصبحت مهددة بالنقص في حال اكتمال بناء سد النهضة، مؤكدا أن الخروج إلى الصحراء أو تحلية مياه البحر يحتاج إلى استثمارات ضخمة ولا تلجأ إليه سوى الدول الغنية. وأضاف العنصر البشري هام وضروي للعملية الإنتاجية ويتحول إلى مشكلة إذا كان جاهلا أو مريضا أو غير قادر على العمل، وأضاف أن على المصريين الخروج والمشاركة الإيجابية في جميع الانتخابات وإثبات الإيجابية للعالم ككل فالجميع ينظر إلى حجم مصر وعدد سكانها وحجم مشاركتهم الفعالة والإيجابية. واستعرض مخلوف، تاريخ التعداد السكاني في مصر على مر العصور مشيرًا إلى أن الفراعنة أول من قاموا بالتعداد السكاني من أجل حصر أعداد الرجال لضمهم للجيش واستعدادهم للحرب. وأشار إلى أن التعداد السكاني الأول بدأ في عهد الفراعنة من خلال الحاكم، وذلك لحصر الشباب ومن فيهم من الأقوياء ولديهم الصحة لضمه الى الجيش. وذكر مخلوف، أن مصر شهدت أول تعداد سكاني عام 1882 وإجراء تعداد للمصريين في عهد الدولة الحديثة تلاها 13 تعدادا سكانيا.
