الصحف الصينية والروسية ترد بقوة على استراتيجية ترامب للأمن القومي

فور انتهاء الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، من إعلان استراتيجيته الجديدة للأمن القومي، شنت الصحف الصينية والروسية هجومًا شرسًا على الإدارة الأمريكية، متهمة إياها بالتصعيد الغير مبرر.
ووصف ترامب، أمس الثلاثاء، روسيا والصين بأنهما أبرز تهديدين أمام المصالح الاقتصادية الأمريكية. وقال ترامب في واشنطن إن الولايات المتحدة تواجه عصرًا جديدًا من المنافسة، مضيفًا أن روسيا والصين "قوتان منافستان تسعيان إلى تحدي النفوذ الأمريكي".
"الصحف الصينية"

وفي هذا السياق، نقلت صحيفة "الشعب"، الناطقة باسم الحزب الشيوعي الحاكم، بيان السفارة الصينية فى واشنطن، والتي أوضحت فيه أن الولايات المتحدة الأمريكية عليها أن تعتاد على صعود الصين وتتقبله، وستظل بكين وواشنطن ملتزمتين بالتعاون المشترك، بيد أن الدولتين تقدمان رؤى مختلفة تماما لمستقبل الشؤون العالمية.
وأضافت أن "الوقت قد حان لتتخلى الولايات المتحدة عن عقلية عفا عليها الزمن، وعملت مع الصين على هدف مشترك هو الرخاء والتقدم للجميع". وأكدت السفارة أنها الصين تنتظر كيف سيتم تنفيذ الاستراتيجية الأمنية الأمريكية الجديدة بالكامل، ولكن في ظل معايير التعاون العالمية الحالية، تحافظ الصين بحزم على مكانتها الصحيحة.
من جانب آخر، استهلت صحيفة "جلوبال تايمز" افتتاحيتها بالحديث عن الاستراتيجية "المتغطرسة"- على حد وصفها- للرئيس الأمريكي، والتي اعتبرتها الصحيفة الصينية بأنها تندرج ضمن المعتقدات الخاطئة للإدارة الأمريكية.
ونوهت الافتتاحية أن ترامب ذكر كلمة "الصين" 33 مرة، دون التطرق إلى الاجراءات الفعلية الصارمة التي تعتزم واشنطن اتخاذها في مواجهة بكين، ثم استخلصت الصحيفة: "ترامب يريد أن يضعف التجارة الصينية الأمريكية والانخراط في مواجهة عسكرية، لكن بكين واثقة من حلفاءها في جنوب شرق آسيا، والتي هي غير مستعدة للعمل كأداة لها.
وقالت "جلوبال تايمز" إن حكومة ترامب تحاول الضغط على الصين على أمل انزلاق الصين إلى مزيد من التعاون مع واشنطن بشروطها، معتبرة أن ترامب ليس أكثر مهارة من الرؤساء الأمريكيين السابقين.
على صعيد آخر، لفتت صحيفة "تشاينا ديلي"، الصادرة باللغة الإنجليزية، إلى تحذير ديفيد لامبتون، مدير دراسات الصين في كلية الدراسات الدولية بجامعة جونز هوبكنز، وأوضح أن لامبتون أن اللغة المستخدمة في إعلان البيت الأبيض قد تجر بكين وواشنطن إلى منعطف جديد من العلاقات، والذي من غير المستبعد أن تكون المرحلة المقبلة مليئة بالصراعات".
وقال لامبتون: "إنه مجال يلعب فيه التهديد والردع دورا موسعا، وتصبح المنافسة بجميع أشكالها ضمن خيارات كلا الطرفين".
من جهتها، أشارت صحيفة "ساوث شاينا مورنينج بوست" إلى أن ادعاء ترامب بأن الصين تتحرك فقط لمواجهة الولايات اللمتحدة الأمريكية هو افتراض متطرف، حسبما قال روبرت دالى، مدير معهد كيسنجر الصيني.
ووفق الصحيفة، قال دالي، "هذا يشكل أول هجوم كبير لترامب بعد إثارته سجل حقوق الإنسان في الصين، والذي عادة ماتستغله واشنطن كجزء من مجموعة الأسلحة الأمريكية في مواجهة المنافسة مع الصين، مشيرًا إلى أن العلاقات الدولية تتسم في أغلبها بالتعاون الذي يمكن أن يبطن قدر من المنافسة والخصومة.
"الصحف الروسية"

وفي سياق منفصل، رجحت صحيفة "برافادا" الروسية أن تجر استراتيجية ترامب للأمن القومي العلاقات بين واشنطن وموسكو إلى نفق مظلم، مؤكدة أن البيت الأبيض يريد اخضاع جميع الأطراف الدولية تحت المظلة الأمريكية، ولكن الأمر متروك لكل دولة ذات سيادة.
وبحسب "برافادا"، يبدو أن دور روسيا في استراتيجية ترامب هو شبيه إلى حد كبير بما كان في استراتيجية أوباما في السنوات الأخيرة، ولذا فإن العلاقة بين روسيا والولايات المتحدة الأمريكية لا تزال تسير على نفس المنوال، وليس هناك ضوء في نهاية النفق.
وردًا على استرتيجية ترامب، نددت الصين باستراتيجية الرئيس الأمريكي دونالد ترامب للأمن القومي، التي وصفت بكين بأنها تمثل تحديا للقوة الأمريكية.
وطالبت المتحدثة باسم وزارة الخارجية هوا تشون ينج الولايات المتحدة الأمريكية بوقف نواياها الاستراتيجية لتشويه الصين عمدا والتخلي عن الأفكار الباطلة لعقلية الحرب الباردة ولعبة المجموع الصفري، وإلا فإنها سوف تلحق الضرر بآخرين بالإضافة لنفسها".
بدوره، صرح المتحدث باسم الكرملين ديمتري بيسكوف أن "الطابع الإمبريالي لهذه الوثيقة يبدو جليا، وكذلك رفض التخلي عن عالم أحادي القطب،