"بركة غليون".. من مركز للهجرة غير الشرعية إلى أول مدينة للاستزراع السمكي بالشرق الأوسط

على مدار سنوات ماضية، كانت المناطق الساحلية التي تتبع مركز مطوبس بكفر الشيخ، أمثال منطقة بركة غليون، موصوفة ب"الخراب"، لتعدد وقائع الهجرة غير الشرعية بها، ولكن سرعان ما تحولت إلى منطقة مشروعات قومية، بعدما جرى تنفيذ مشروع الاستزراع السمكي في بداية عام 2014.
وكانت منطقة بركة غليون، عبارة عن تجمعات مائية على مساحة 4 ألف فدان، منخفضة، تطل على البحر الأبيض المتوسط، ولا تصلح للاستخدام من خلال إقامة مشروعات عليها، باستثناء مزارع سمكية فقط، لقربها من البحر، حتى خرج هذا المشروع للنور، ليحقق الأمن الغذائي لمصر، وذلك بحسب تقرير صادر عن الهيئة العامة للثروة السمكية.
كانت الساعة تقترب من السادسة صباحًا حينما خرجنا من القاهرة، لزيارة هذا المشروع الضخم، الذي سيغير حياة ومستقبل محافظات الدلتا، قطعنا أكثر من 5 ساعات متواصلة، ووقفت السيارة أمام لافتة ضخمة مكتوب عليها "المشروع القومي للاستزراع السمكي بمنطقة بركة غليون"، والتي تبعد عن محافظة كفر الشيخ أكثر من 120 كيلو متراً.
وفي جولة ل"مصراوي"، داخل هذا الصرح الكبير، الذي ضم عمالة يومية خلال فترة إنشاء المرحلة الأولى للمشروع 5 ألف عامل وفني ومهندس، وجدنا أنه يضم من المعدات والآلات 1700 معدة ثقيلة، وبلغت إجمالي أعمال الحفر والردم حوالي 16 مليون م3، وهو يساوي 6 أهرامات (خوفه) وإجمال وزن كميات الحديد حوالي 13 ألف طن وهو ما يزيد عن وزن الحديد ببرج إيفل بفرنسا.
مكونات المشروع
مفرخ "أسماك – جمبري" على مساحة 17 فدان بطاقة 20 مليون أصبعية أسماك بحرية، و2 مليار يرقة جمبري، ومزرعة إنتاج الأسماك البحرية بإجمالي عدد 453 حوض تربية، 155 حوض تحضين 50 إلى 150 بطاقة إنتاجية 3 ألف طن أسماك دورة تقريباً، ومزرعة إنتاج الجمبري 655 حوض تربية ومبطنة بمشمع بولي إيثيلين على الكثافة HDPE بطاقة انتاجية 2 ألف طن جمبري دورة تقريباً، ومزرعة أنتاج اسماك المياه العذبة 83 حوض بطاقة إنتاجية 2000 طن.
ويضم مركز ابحاث وتطوير وتدريب، ومصنع إنتاج أعلاف الأسماك والجمبري ويضم مصنع أعلاف الأسماك البحرية، ومصنع عبوات الفوم على مساحة، ومصنع الثلج، وتضم المدينة السمكية الصناعية غليون أكبر مصنع تجهيز الأسماك والجمبري في الشرق الأوسط.
التوسع في الاستزراع السمكي
وأشار اللواء حمدي بدين رئيس مجلس إدارة الشركة الوطنية للثروة السمكية والأحياء المائية، إن الشركة تتولي تنفيذ العديد من المشروعات الهامة في مجال الاستزراع السمكي بالتعاون مع وزارة الزراعة والعديد من الأجهزة المعنية بالدولة والتي تمثل طاقة انتاجية جديدة تسهم بعد تشغيلها في زيادة الناتج المحلي عن طريق تطوير وتنمية البحيرات والتوسع في الاستزراع السمكي وإدخال أنظمة جديدة للاستزراع عن طريق الأقفاص البحرية والاستزراع المكثف.
مدينة صناعية توفر فرص العمل
وأكد اللواء السيد نصر، محافظة كفر الشيخ، أن المدينة السمكية الصناعية بغليون ساهمن بشكل كبير من تغير "دموجرافية" منطقة غليون وتحويلها من منطقة أكثر احتياجا وبؤرة لمخالفة للقانون ومنفذ للهجرة غير الشرعية إلى مدينة صناعية متكاملة توفر الألاف من فرص العمل المباشرة وغير المباشرة للصيادين وخريجي الجامعات من أبناء كفر الشيخ والمحافظات المجاورة لها.
وحدة الإنتاج المكثف
وقالت الدكتورة سامية علاء رئيس قسم التغذية بوحدة الإنتاج المكثف، إن هدف الوحدة تقليل عدد الأيام عن الاستزراع العادي بحيث تصل مدة حجم السمكة المثمنة إلى 100 يوم، وان الوحدة تعمل طوال العام بأقل كمية ماء على عكس الاستزراع العادي.
وتحتل مصر المركز السابع عالمياً في الاستزراع السمكي طبقاً لإحصائيات منظمة الأغذية والزراعة (FAO) كما تحتل المركز الأول إفريقيا في إنتاج الأسماك، وبلغ إنتاج جمهورية مصر العربية من الإسماك (1.5) مليون طبقاً لأخر كتاب إحصائي 2016 صادر عن الهيئة العامة لتنمية الثروة السمكية، كما بلغ حجم الواردات من الأسماك 236 ألف طن تقريباً بنسبة 16% من الإنتاج العام.