رأى وزير الدولة الإماراتي للشؤون الخارجية، الدكتور أنور قرقاش، أن الأزمة التي تحيط بلبنان هذه الأيام تعود إلى ما وصفه ب "ممارسة النأي الانتقائي" في القضايا الإقليمية وتغوّل حزب الله على الدولة، وذلك على هامش تزايد التوتر بين السعودية وحزب الله اللبناني، الذي يحظى بدعم من إيران، إثر إعلان رئيس الوزراء اللبناني، سعد الحريري، استقالته من الرياض. وكتب قرقاش، في تغريدة عبر حسابه بموقع تويتر، اليوم السبت، "إزدواجية التوجه بين الحياد العربي والإنحياز الإيراني لا يُعبّر عن رسالة لبنان وموقعه". وأضاف "من حقنا في الخليج العربي أن نرى العلاقات في سياقها الطبيعي، أن نفيد ونستفيد وأن لا نؤذي ولا نؤذى، والصلات السوّية لا تقوم على طريق فردي أحادي الإتجاه، وفِي الحدّ الأدنى يبقى الحياد والنأي بالنفس الملاذ الأسلم". وفي الوقت نفسه حذّر وزير الخارجية الأمريكي، ريكس تيلرسون، من استخدام لبنان كساحة للحرب بالوكالة. وقال تيلرسون، في بيان في وقت متأخر الجمعة، إنه "لا يوجد مكان أو دور شرعي في لبنان لأي قوات أجنبية أو ميليشيا أو عناصر مسلحة غير قوات الأمن الشرعية في الدولة اللبنانية". ووصف تيلرسون الحريري بأنه "شريك قوي" للولايات المتحدةالأمريكية، مؤكدا على أنه تلقى تطمينات بأن الحريري غير محتجز. وقدّم الحريري استقالته أثناء وجوده في العاصمة السعودية، الرياض، وشن هجوما عنيفا على إيران وحزب الله. وقال إن مؤامرة كانت تحاك لاستهداف حياته، متهما إيران وجماعة حزب الله اللبنانية ببث الفتنة في العالم العربي. ويتهم حزب الله السعودية بإجبار الحريري على تقديم استقالته واحتجازه في الرياض. وشدد الأمين العام لحزب الله حسن نصر الله في خطاب متلفز على أن استقالة الحريري "تدخل سعودي غير مسبوق" في السياسة اللبنانية. وقال إن السعودية قد أعلنت الحرب على لبنان وحزب الله. وتنفي السعودية وأعضاء من تيار المستقبل الذي يتزعمه الحريري، أن يكون تحت الإقامة الجبرية، لكن لم يصدر أي تصريح مباشر عن الحريري نفسه. وقال وزير الخارجية الأمريكي إنه تلقى تأكيدات من نظيره السعودي على عدم إرغام الحريري على الاستقالة. وحث تيلرسون رئيس الوزرء اللبناني المستقيل على العودة إلى لبنان وتوضيح موقفه حتى يتسنى لحكومته القيام بمسؤولياتها. وشدد على أن بلاده تدعم بقوة استقلال لبنان. وحذر الأمين العام للأمم المتحدة، أنتونيو جوتيريش، من ناحيته، من أن أي صراع جديد في لبنان ستكون له عواقب وخيمة.