سيطرت حالة من الاستياء على المواطنين المترددين على المقابر القديمة بحي الزهور، في محافظة بورسعيد، نتيجة انتشار القمامة والخوص وأفرع الأشجار في الشوارع المؤدية للمقابر وبينها، رغم حملات النظافة التي تتم على فترات متباعدة من الإدارات المختصة بالحي. وأبدت فريدة حسين، موظفة، حزنها الشديد على المشهد العام للمقابر، خاصة وأنها تذهب صباح كل يوم جمعة لزيارة قبر زوجها، وتشاهد بعينها القمامة تحيط بأسوار المقابر وأمام البوابات الرئيسية، كذلك في الداخل أمام قبر زوجها سواء بقايا طعام أو خوص وأفرع أشجار، ما يدفعها للقيام بتنظيف محيط قبر زوجها بنفسها كل أسبوع، مقترحة بأن يعين مسؤولو حي الزهور عمال نظافة دائمين بالمقابر للقيام بأعمال النظافة يوميًا مع وضع صناديق قمامة بأماكن متفرقة داخل المقابر لعدم تواجد صناديق. واتفق معها مصطفى السعيد، محاسب، قائلًا: "فوجئت وأنا أدفن أحد أفراد عائلتي بانتشار القمامة على المقابر وحولها، حتى الأموات لم يفلتوا من الإهمال أو تقصير المسئولين فالقمامة في كل مكان والخوص الجاف وأفرع الأشجار ملقاة على الأرض ومتراكمة منذ فترة طويلة نتيجة الإهمال وعدم حضور العمال للتنظيف ما تسبب في وصول المقابر إلى هذا الوضع السيئ"، متسائلًا: "أين رئيس الحي ومدير إدارة تحسين البيئة من هذه الفوضى؟، وأين الأمن من المتسولين بداخل المقابر". واتهم محمد صالح، موظف، المواطنين أنفسهم من المترددين على المقابر بالتسبب في انتشار القمامة قائلًا: "انتشار القمامة والمخلفات يرجع إلى سلوكيات المواطنين الخاطئة فهم الذين يلقونها على الأرض وليس الحي"، متسائلًا: "هل يذهب المواطنون المقابر لزيارة القبور وقراءة القرآن والدعاء، أم لتناول الأطعمة والمشروبات وإلقاء مخلفاتهم بمحيط قبور موتاهم؟". وقال العميد وليد البيلي، رئيس حي الزهور، إن إدارة تحسين البيئة بالحي تشن حملات شبه يومية على المقابر كان آخرها حملة مكبرة بالمقابر القديمة، استخدم خلالها اللودر وعمال الحي، وتم القيام بأعمال النظافة العامة للمقابر ورفع مخلفات الخوص والأشجار وتجريف بعض الشوارع الداخلية وأعمال التطهير للشوارع، مطالبًا المواطنين بمساندة جهود العاملين بالحي من خلال إلقاء القمامة أثناء زيارتهم للمقابر في الصناديق المخصصة لذلك.
