في الوقت الذي تضع إيران آمالها على "مقاومة أوروبا" للرئيس الأمريكي دونالد ترامب للإبقاء على سريان الاتفاق النووي، قال مسؤولون أمريكيون، اليوم الأحد، إن الولاياتالمتحدة تسعى إلى تحسين الاتفاق بينما لا تزال طرفا فيه. ونقلت وسائل إعلام إيرانية عن وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف قوله إن مقاومة الأوروبيين ستظهر ما إذا كان يمكن للاتفاق النووي أن يستمر من عدمه. وقال إن إيران ستلتزم بالاتفاق طالما التزمت به الأطراف الأوروبية المشاركة. كان ترامب قد أعلن، يوم الجمعة الماضي، أنه لن يصدق على الاتفاق النووي مع إيران، معلنا أنه بموجب القانون الأمريكي، فإن الاتفاق لا يحقق أفضل مصلحة للولايات المتحدة. وأمام الكونجرس الأمريكي ستون يوما لتحديد ما إذا كان سيتم إعادة فرض عقوبات على إيران، وهو ما يعرض الاتفاق للخطر. وعلى الرغم من أن الخطوة لا تمثل انسحابا صريحا من الاتفاق المعروف رسميا باسم خطة العمل الشاملة المشتركة، شدد ترامب على أنه ما لم يتم التوصل لاتفاق مع الكونجرس أو حلفاء أمريكا، فقد ينسحب في نهاية المطاف. وقال وزير الخارجية الأمريكي ريكس تيلرسون، اليوم الأحد" إننا ماضون في البقاء (شركاء في الاتفاق)"، مضيفا أن الولاياتالمتحدة تحاول تحقيق المزيد على خطة العمل الشاملة المشتركة. وقال إن الولاياتالمتحدة ستعمل مع شركائها الأوروبيين لمعالجة المخاوف الأمريكية بشأن الاتفاق، لكنه ترك الباب مفتوحا أمام إمكانية أن تطلب واشنطن التوصل لاتفاق آخر. وقال تيلرسون لشبكة "سي إن إن" الأمريكية الإخبارية إن ترامب يريد استراتيجية أكثر شمولية للتعامل مع إيران ،التي وصفها يوم الجمعة الماضي بأنها "الدولة الراعية للإرهاب". وأضاف تيلرسون مرددا كلمات ترامب أن الاتفاق النووي "معيب وبه الكثير من نقاط الضعف". كما تحدث مستشار الأمن القومي الأمريكي إتش آر ماكماستر عن قرار ترامب بعدم التصديق على الاتفاق، في مقابلة أجراها صباح الأحد، ووصفه بأنه "اتفاق ضعيف ويخضع لمراقبة ضعيفة". كما دلل ماكماستر على أن دولا أخرى وقعت الاتفاق تتفق مع ترامب بشأن الحاجة إلى تغييرات وإعادة التفاوض مع إيران. وقال ماكماستر إن "حلفاءنا الأوروبيين يدعمون بالفعل تعزيز الاتفاق بشكل أكثر صرامة وأكثر رقابة". وخلال الحملة الرئاسية العام الماضي، قال ترامب مرارا إنه يريد إما إصلاح أو إعادة التفاوض على الاتفاق،في ضوء ما يراه في ظل نطاق واسع جدا من التهديدات الصادرة من إيران. كما اشتكى ترامب من أن الاتفاق يرجئ فقط القدرات النووية لإيران لمجرد فترة قصيرة. وقال ظريف إن أوروبا ترفض انتقاد ترامب للاتفاق النووي مع إيران، مضيفا أن هذا منطقي في ظل أن الدول الأوروبية لديها مصالح سياسية واقتصادية أكثر مع إيران عن أمريكا. وأضاف ظريف: "الاتفاق النووي - على أي حال – هو اختبار أيضا للأوروبيين فيما إذا كانوا يستطيعون، بشكل مستقل عن الولاياتالمتحدة، القيام بدور منفرد في الساحة السياسية الدولية أم لا". كانت رئيسة الوزراء البريطانية تريزا ماي والمستشارة الألمانية أنجيلا ميركل والرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون ذكروا في إعلان مشترك التزامهما بالاتفاق. كما شدد الرئيس الإيراني حسن روحاني على أن إيران ستستمر في الالتزام بالمعاهدة، طالما فعل الشركاء الآخرون. وينص الاتفاق النووي على أن تتخلى إيران عن تطوير أسلحة نووية مقابل رفع العقوبات الدولية.