تحدث وزير الخارجية التركي مولود جاويش أوغلو هاتفيا مع وزير الخارجية الأمريكي ريكس تيلرسون، حسبما ذكرت وسائل الإعلام التركية، اليوم الأربعاء، وسط أسوأ أزمة دبلوماسية بين الحليفين بحلف شمال الأطلسي (ناتو) منذ عقود. وقالت شبكة "إن تي في" الإخبارية التلفزيونية إن الاتصال الهاتفي استغرق حوالى 40 دقيقة. وهذا الاتصال الهاتفي هو الأول من نوعه بين الوزيرين منذ يوم الأحد، عندما جمدت الولاياتالمتحدة انظمة تأشيرات الدخول في تركيا، واتخذت البعثات الدبلوماسية التركية في الولاياتالمتحدة قرارا مماثلا بعد ساعات. وجاء هذا الإجراء في أعقاب اعتقال الحكومة التركية أحد موظفي القنصلية الأمريكية الأسبوع الماضي. وقال السفير الأمريكي جون باس إن السلطات التركية لم توضح سبب اعتقاله ولم تسمح له بالاتصال بمحامي. وقال باس ليس لدينا أي أساس لتقييم سبب احتجاز موظفينا المحليين. يبدو أنهم اعتقلوا لمجرد القيام بواجباتهم الطبيعية. وقال مسؤولون في تركيا إن الموظف كان على اتصال بأتباع فتح الله جولن، رجل الدين الإسلامي المعارض الذي يعيش في الولاياتالمتحدة. واتهمت أنقرة جولن بتدبير الانقلاب العسكري الفاشل في العام الماضي، بينما ينفي رجل الدين الاتهامات. وحمل الرئيس التركي رجب طيب اردوغان الولاياتالمتحدة المسؤولية عن الأزمة، وقال إنه لم يعد يعترف ب "جون باس" سفيرا للولايات المتحدة في تركيا. وقدمت وزارة الخارجية دعمها الكامل للسفير باس، وأكدت أن قرار تعليق خدمات التأشيرات في تركيا اتخذ بالتنسيق مع واشنطن. يذكر أن موظف القنصلية المعتقل، هو ثاني موظف أمريكي يتم احتجازه في تركيا هذا العام، كما أن هذا هو التطور الأحدث الذي يؤدى الى توتر العلاقات، المتوترة بالفعل بسبب استمرار اعتقال قس مسيحي أمريكي. وقال باس للصحفيين في انقرة إن السلطات التركية تبحث عن موظف أمريكي ثالث بالقنصلية للاستجواب بينما تحتجز أفراد اسرته. وأضاف باس "لم يختبئ أحد في أي من منشآتنا"، ورفض التقارير الواردة في وسائل إعلام محلية بأن الموظف تحصن في مجمع دبلوماسي. وكانت الولاياتالمتحدة قد سجنت مصرفي تركى اتهم باستخدام مؤسسات مالية امريكية لمساعدة ايران على تجنب العقوبات في صفقات تقدر بمليارات الدولارات. ويذكر ان اعتقال المصرفي، فضلا عن رفض الولاياتالمتحدة تسليم جولن، بسبب ما تعتبره افتقارا للأدلة، يؤثران بالسلب على العلاقات الدبلوماسية.