فازت منظمة "الحملة الدولية للقضاء على الأسلحة النووية"، بجائزة نوبل للسلام لعام 2017. وقالت اللجنة النرويجية المانحة للجائزة، اليوم الجمعة، إن "المنظمة فازت نتيجة جهودها غير العادية التي استهدفت إبرام معاهدة تحظر استخدام الأسلحة النووية".. دعونا نعرف أكثر عن هذه المنظمة. هي ائتلاف مكوّن من 468 منظمة غير حكومية، يُعرف باسم "آيكان"، تشكّل منذ عشر سنوات، واتخذ من العاصمة السويسرية جنيف مقرًا له. وتنتمي المنظمات غير الحكومية التي تتكون منها المجموعة لأكثر من مئة دولة، ما يجعل تأثيرها بالغًا في أنشطة التوعية والترويج للقضايا التي تختارها. تركّز "آيكان" على تعبئة المجتمع المدني حول هدف مُحدّد مُتمثّل في الانضمام إلى اتفاقية حظر الأسلحة النووية وتنفيذها، بعد اعتمادها في نيويورك، في 7 يوليو الماضي، من جانب 22 دولة، فيما رفضت الدول التسع التي تمثل القوى النووية الكبرى على مستوى العالم، ومن بينها بريطانيا والولايات المتحدة، التوقيع عليها. تُقدم "آيكان" نموذجًا للشراكة، فأي منظمة تتفق مع أهداف حملتها ولا تستخدم العنف أو تدافع عنه يمكنها الانضمام لتُصبح شريكة في الائتلاف، على أن يتعهّد الشركاء بتعزيز هدف معاهدة حظر الأسلحة النووية، ولديها فريق توجيه، وفريق من الموظفين، ومنظمات شريكة. المبدأ الأساسي الذي تقوم عليه المبادرة الإنسانية التي تتبنّاها المنظمة هو أنه "من الضروري أن يكون الحديث عن الآثار الكارثية والمستمرة للأسلحة النووية على صحتنا ومجتمعاتنا وبيئتنا محور جميع المناقشات العامة والدبلوماسية بشأن نزع السلاح النووي وعدم الانتشار". واستهدفت جهود المجموعة في الفترة الماضية لفت الانتباه إلى العواقب الكارثية للأسلحة النووية، ومحاولة التوصل إلى معاهدة تقوم على حظر مثل هذه الأسلحة. وأعلنت بياتريس فين، مديرة (آيكان)، أن حصول المنظمة على جائزة نوبل للسلام للعام 2017 "شرف كبير"، موجهة نداء إلى العالم من أجل التحرك "الآن" لحظر هذه الأسلحة. وقالت بياتريس، في بيان، من مقر المنظمة في جنيف إنه "لشرف عظيم أن نحصد جائزة نوبل للسلام لعام 2017 اعترافًا بدورنا في تحقيق معاهدة حظر الأسلحة النووية، هذا الاتفاق التاريخي الذي اعتُمِد في 7 يوليو بدعم من 122 دولة، والذي يُقدّم بديلًا قويًا لعالم يُسمح فيه لتهديدات الدمار الشامل أن تُهيمن بل وتتصاعد". وأضافت مديرة "آيكان" أننا نعيش فترة من التوتر الدولي الشديد يمكن أن تؤدي فيه الخطب النارية بسهولة وبشكل لا يمكن تفاديه إلى فظائع لا توصف. عاد التهديد باندلاع نزاع نووي ماثل بقوة من جديد، وعلى الأمم أن تعلن الآن دون التباس معارضتها للأسلحة النووية". ومن المقرر أن تتسلم إيكان 1.1 مليون دولار، وميدالية، وشهادة تقدير على جهودها في مكافحة انتشار الأسلحة النووية في حفل توزيع جوائز نوبل المقرر إقامته في ديسمبر المقبل. جدير بالذكر أن آخر منظمة فازت بنوبل للسلام قبل منحها للناشطة بالاكستانية ملالا يوسفزاي، العام الماضي، كانت في عام 2015، حيث تم منحها للمنظمات الأربع التي قامت بالوساطة في الحوار الوطني في تونس تقديرًا "لمساهمتهما الحاسمة في بناء ديمقراطية متعددة بعد ثورة الياسمين في عام 2011".