وصل رئيس الوزراء الفلسطيني رامي الحمد لله إلى قطاع غزة، اليوم الاثنين، حيث أجرى جولة تفقدية في حي الشجاعية ومخيم الشاطئ، لتفقّد أحد المنازل التي دمّرها الاحتلال خلال حربه الأخيرة على القطاع. كما التقى الحمد لله رئيس المكتب السياسي لحركة حماس إسماعيل هنية، بحضور وفد مصري، والوفد الحكومي المرافق، ورئيس هيئة الشون المدنية حسين الشيخ، ومدير جهاز المخابرات العامة ماجد فرج. وفي كلمة ألقاها رئيس الوزراء الفلسطيني، قال: "إننا نقف على أعتاب مرحلة جديدة تؤسس لشراكة حقيقية في تحمل المسؤوليات لإنتشال غزة من الكارثة الإنسانية المتفاقمة، مضيفًا: "يسرني أن ألبي هذه الدعوة، وأن أجتمع بكم في كنف غزة الأبية، وفي ظل أجواء تسودها الكثير من الإيجابية والتفاهم بل والطاقة لإستكمال بناء غزة وتلبية إحتياجات وتطلعات أهلنا فيها". وأشاد رئيس الحكومة الفلسطينية بالجهود التي تقوم بها مصر في مسار انهاء الانقسام بين الحركات الفلسطينية، متابعًا قوله: "نثمن المبادرات والجهود الشعبية التي دفعت بجهود المصالحة قدما، وخاصة وثيقة الأسرى، الذين لا بد وأن نبقى دوما أوفياء لتضحياتهم". وأضاف الحمد الله: "أنقل إليكم جميعا، إعتزاز فخامة الأخ الرئيس محمود عباس، بالجهود الوطنية المخلصة التي وضعتها فصائل وأطياف العمل الوطني، لتكريس المصالحة والوحدة. وأؤكد لكم حرصه الشديد على متابعة ما تتمخض عنه إجتماعاتنا من خطوات وإجراءات فاعلة لتفكيك عقبات المصالحة والبدء بمعالجة تداعيات وآثار الإنقسام المؤلمة." وأردف رئيس الوزراء: "إننا اليوم نعيد للقضية الفلسطينية توازنها وقوتها، وفاء لتضحيات وإرث قادة حركتنا الوطنية وفي مقدمتهم الزعيم الخالد ياسر عرفات، ولمسيرة "حركة فتح" حامية مشروعنا الوطني التحرري." كما أشار رئيس الوزراء الفلسطيني إلى تفاقم الكارثة الإنسانية التي تتهدد قطاع غزة والتي حذرت منها المنظمات الدولية، معربًا عن تفاؤله من تنامي الحضور الفلسطيني في النظام الدولي، وهو الذي توج قبل أيام، بقبول فلسطين عضوا في منظمة الشرطة الجنائية الدولية "الإنتربول" - على حد قوله. وأكد الحمد الله أن الحكومة الفلسطينية استطاعت التصدي لحصار مالي وسياسي وتراجع حاد في المساعدات الخارجية، حيث تمكنت من تطوير مؤسسات قادرة على التجاوب مع إحتياجات المواطنين، لافتًا إلى أن كل ذلك سيكون تمهيد لإجراء إنتخابات تشريعية ورئاسية، مما يترتب عليه وضع المانحين والأسرة الدولية عند مسؤولياتها في الوفاء بإلتزاماتها نحو إعادة الإعمار وإلزام إسرائيل برفع حصارها عن قطاع غزة وفتح المعابر والمنافذ، وتحرير اقتصادنا الوطني وأختتم الحمد الله: "بهذه الرؤية الشاملة نحمي جهود المصالحة من أية أطراف تعول على فشلها، ونتحدى الصعاب ونقاوم الاحتلال الإسرائيلي ونبني غزة، وننجز ملف إعادة الإعمار في كافة القطاعات لنتمكن معا من مواجهة التحدي الأكبر الماثل أمامنا وهو الاحتلال الإسرائيلي وضرورة إنهائه، وإقامة دولة فلسطين المستقلة كاملة السيادة على حدود عام 1967، والقدس عاصمتها وغزة والأغوار في قلبها." وتأتي هذه التطورات في أعقاب إعلان حركة حماس، في 17 سبتمبرالجاري، عن حلّ اللجنة الإدارية التي شكّلتها هناك، ودعوتها الحكومة للقدوم لغزة لاستلام مهامها، في إطار الجهود المصرية لإنهاء الانقسام.