توجه الكتالونيون إلى مراكز ولجان الاقتراع اليوم، الأحد، للإدلاء بأصواتهم في استفتاء انفصال الإقليم عن إسبانيا، رغم معارضة الحكومة، ووصفها لعملية الاقتراع ب"غير القانونية". واستخدمت الشرطة الإسبانية العنف لمواجهة الاستفتاء، وأفادت تقارير إعلامية أنهم استخدموا الرصاص المطاطي لتفريق الطوابير المنتظرة أمام لجان الاقتراع، وهذا ما أدانه العديد من المسؤولين من بينهم عمدة برشلونة ادا كولاو. واستعرضت صحيفة واشنطن بوست الأمريكية أبرز التفاصيل الخاصة بمحاولات الاستفتاء كالآتي: لماذا يرغب الكتالونيون في الانفصال؟ بالنسبة للانفصاليين، فإن القتال من أجل الحصول على استقلال الإقليم بدأ منذ ثلاثة قرون، إذ يعود إلى عام 1714، عندما استولى فيليب الخامس برشلونة، ومنذ ذلك الحين، نادى الكتالونيون باستمرار للحصول على الحكم الذاتي والانفصال عن إسبانيا. وبحلول عام 1932، حصل الإقليم على حكم شبه ذاتي، ووافقت الحكومة الإسبانية على ذلك، ولكن بعد حصول فرانسيسكو فرانكو على السلطة في عام 1939، فقد الإقليم ما حصل عليه. حاول فرانكو التصدي لكافة الجهود المبذولة لانفصال كتالونيا عن إسبانيا، وحكم البلاد بقبضة من حديد. وبعد وفاة فرانكو، عاود الانفصاليون محاولاتهم للحصول على الاستقلال، وفي عام 2006، منحت إسبانبا الإقليم مجموعة من الحقوق واعتبرتها شبه دولة، إلا أن المحكمة الدستورية الإسبانية سحبت منها كافية الصلاحيات في عام 2010، وأشارت إلى أن الكتالونية جنسية، إلا أت كتالونيا ليست أمة. وأثار هذا القرار غضب الكتالونيين، فخرج حوالي مليون مواطن إلى الشوارع محتجين. والآن، تمتع كتالونيا بالعديد من المميزات التي تجعلها مختلفة عن أي منطقة أخرى بإسبانيا، خاصة السيطرة على مواردها المادية والاقتصادية، ومع ذلك فلن تستطيع في حالة الانفصال أن تُكفي مواردها حاجات السكان. وبحسب الصحيفة، فإن كتالونيا تعد مركز الصناعة في إسبانيا، فهي مصدر العديد من الصناعات ومن بينها الدواء والطعام، والملابس، والمواد الكيميائية وغيرهم. وشعر الكتالونيون أنهم ليسو إسبان، واشتكوا من دفعهم ضرائب للحكومة الإسبانية أكثر من غيرهم. كيف تتعامل إسبانيا؟ تتعامل إسبانيا بعدوانية شديدة مع طلبات الانفصال، وأدان رئيس الوزراء الإسباني ماريانو راخوي الاستفتاء، مُشيرا إلى أنه غير قانوني، وأكد انه سيشكل خطورة كبيرة على أحوال البلاد. وأرسل راجوي آلاف الجنود لعرقلة عملية الاستفتاء، ومنعه استكماله. وبحسب تقارير إعلامية، فإن الشرطة الإسبانية صادرت صناديق الاقتراع، وألقت القبض على المواطنين. كما أشار ناشطون إسبان إلى استخدام قوات الشرطة للرصاص المطاطي لفض الطوابير المنتظرة أمام لجان الاقتراع. ماذا يريد الكتالونيون؟ بحسب الاستطلاعات فإن الكتالونيين منقسمين حول موقفهم من الانفصال، وإشار استطلاع صدرت نتائجه في يوليو الماضي، إلى أن 41% يؤيدون الانفصال، مقابل 49% يرفضونه. وفي عام 2014، عقد قادة كتالونيا استفتاء على الاستقلال، اعتبرته الحكومة الإسبانية غير قانوني، وأعرب من خلاله 80 % من الناخبين عن رغبتهم في الانفصال. وأشارت الصحيفة الأمريكية إلى أن مؤيدي البقاء مع إسبانيا سيقاطعون الاستفتاء الذي يجري اليوم، ما يجعل النتيجة في صالح الانفصال. ماذا يحدث بعد ذلك؟ بغض النظر عما سيحدث عقب استفتاء اليوم، فإن كتالونيا أمامها طريق طويل من أجل الحصول على الاستقلال. لن تعترف إسبانيا بنتيجة الاستفتاء، ولن تمنح الإقليم الاستقلال المنشود.