لم تكن فكرة انفصال إقليم كاتالونيا عن إسبانيا وليدة اللحظة، إذ أن محاولات الاستقلال بدأت منذ سنوات، ودعا إليها العديد من الانفصاليين، والذين يؤكدون حقهم في الحصول على دولة خاصة بهم، لا تخضع للحكم الإسباني. وعلت أصوات الانفصاليين الحاكمين في كتالونيا منذ سبتمبر 2015 مطالبين بالانفصال؛ حيث دعوا في السادس من سبتمبر من ذلك العام إلى هذا الاستفتاء على الرغم من حظره من قبل المحكمة الدستورية، وغياب التوافق داخل مجتمع الإقليم نفسه في هذا الشأن، بحسب وكالة فرانس برس. وأعلنت حكومة كتالونيا اليوم، الأحد، أن الاستفتاء على استقلال المنطقة سيمضي قدما بينما تجمع مئات الكتالونيين امام مراكز الاقتراع في برشلونة، ومدن اخرى للمشاركة في الاقتراع غير القانوني الذي وعدت مدريد بمنعه، في أكبر تحد للسلطة المركزية منذ اربعين عاما. وانطلقت أول مظاهرة رئيسية لدعم لاستقلال في كتالونيا في سبتمبر 2012، إذ خرج أكثر من مليون شخص إلى شوارع برشلونة. ومنذ ذلك الوقت حرص الراغبون في الانفصال على تنظيم مسيرات واسعة من أجل الاستقلال سنويا. وفي 20 سبتمبر من العام نفسه، أعرب رئيس الوزراء الإسباني ماريانو راخوي عن رفضه لطلب زعيم إقليم كاتالونيا، أرتور ماس، لمزيد من الاستقلال المالي. وبعد عامين، وفي 9 نوفمبر بالتحديد، نظم إقليم كتالونيا تصويتاً غير رسمي وغير ملزم للانفصال، بعد أن رفضت المحكمة الدستورية الإسبانية اقتراحاً سابقاً للاستفتاء. وتوجه أكثر من مليوني ناخب للإدلاء بأصواتهم، وجاءت نتيجة التصويت بموافقة 80 في المئة على الاستقلال عن إسبانيا، بحسب صحيفة الشرق الأوسط. ثم فازت أحزاب موالية للاستقلال في الانتخابات الإقليمية، الأمر الذي اعتبر مراقبون أنه يمثل استفتاء بشكل فعال بشأن استقلال إقليم كتالونيا في 27 سبتمبر 2015. ووقع الاختيار على كارلس بويجديمونت رئيساً جديداً لإقليم كتالونيا في 9 يناير 2016، وفي سبتمبر من العام ذاته، نجا ويجد يمونت من اقتراع بسحب الثقة في البرلمان، وتمت إعادة محاولة أخرى لإجراء استفتاء حول السيادة في عام 2017. وبحسب استطلاع أجراه معهد كتالونيا الحكومي في يوليو الماضي، فإن 41.1 في المئة من سكان الإقليم يريدون الاستقلال في حين يعارضه 49.4 في المئة.