قال المرصد السوري لحقوق الإنسان إن محافظات إدلب وحماة وحلب تشهد حالة من الهدوء منذ منتصف ليل الجمعة-السبت بعد توقف الغارات الجوية التي تشنها الطائرات التي يعتقد أنها تتبع القوات الحكومية السورية والطيران الروسي على تجمعات لجبهة النصرة وفصائل معارضة أخرى في المحافظات الثلاث. وأضاف المرصد المعارض في بيان إن حالة الهدوء هذه تأتي بعد سلسلة غارات مكثفة تجاوزت 1500 غارة خلال 11 يوماً متتالياً على مناطق في المحافظات الثلاث. وأوضح المرصد الذي يتخذ من بريطانيا مقرا له ويعتمد على شبكة واسعة من الناشطين في مختلف أنحاء الأراضي السورية، أن الغارات بدأت مع معركة أطلق عليها "المحاولة الأخيرة" وبدأت في 19 سبتمبر الجاري. وأفاد بأن الغارات سقط فيها مئات من القتلى والجرحى من المدنيين في مدن وبلدات وقرى إدلب وحماة وحلب. وقال إن 179 مدنيا قتلوا على الأقل بينهم 53 دون الثامنة عشر. وقبل حالة الهدوء، أفاد المرصد بأن الطائرات أسقطت 12 صاروخًا على تجمع للمدنيين في مدينة أرميناز في إدلب، ما أسفر عن دمار أكثر من عشرين منزلا، بالإضافة إلى مقتل أربعة أطفال آخرين. وأوضحت مقاطع مصورة نشرها نشطاء على وسائل التواصل الاجتماعي، لقطات لمبان مدمرة "بعد الغارات المكثفة على مدينة أرميناز التابعة لسيطرة المعارضة"، بحسب ما نقلته بي بي سي. وقدر المرصد حصيلة قتلى الغارة على إدلب بحوالي 30 قتيلًا من المدنيين وإصابة 29 آخرين، وأشار مدير منظمة إسعاف سوريا للإغاثة والتنمية، عبيدة دندوش، إن الحصيلة قابلة للارتفاع، إذ توجهت سيارات الإسعاف والدفاع المدني لنقل الجرحى إلى مشاف قريبة وأخرى عند الحدود السورية التركية. وقال رامي عبد الرحمن مدير المرصد السوري المعارض، إن حصيلة القتلى هي ثاني أكبر حصيلة هذا العام بعد هجوم غاز السارين الذي وقع مدينة في خان شيخون في أبريل الماضي، والذي سقط على إثره 83 قتيلا. من جانبها حذرت منظمة أطباء بلا حدود، أن الغارات أصبحت أكثر عددا وشراسة في محافظتي إدلب وحماة خلال الأيام العشرة الماضية لدرجة أن العديد من المستشفيات اضطرت لإغلاق أبوابها لعدم قدرة الاطقم الطبية على مواصلة العمل. وقالت وزارة الدفاع الروسية، اليوم السبت، إن هناك محاولات التنظيمات الإرهابية "داعش" و"جبهة النصرة"، للتقدم في غرب وشرق سوريا خلال الأسابيع الأخيرة. وأوضحت الوزارة أن ضربات المسلحين على مواقع القوات السورية في إدلب ودير الزور تم التصدي لها بنجاح بدعم من القوات الجوية الروسية. وفي مؤتمر سابق، أكدت الوزارة الروسية أن طائراتها المشاركة بالحرب على الإرهاب في سوريا لا تستهدف المناطق السكنية، وأن جميع ضرباتها توجه على قواعد وتحركات الإرهابيين بعد تحديد مواقعها بدقة نافية التقارير التي زعمت مقتل 150 مدنيا جراء غاراتها خلال أسبوعين في محافظة إدلب، بحسب ما نقلته وكالة "سانا" السورية. وقال المتحدث باسم الوزارة اللواء إيغور كوناشينكوف في بيان له إن الطائرات تستهدف فقط قواعد الإرهابيين وآليات ومستودعات ذخائر تابعة لهم بعد تحديد مواقعها باستخدام طائرات من دون طيار وتأكيد ذلك من خلال قنوات أخرى. وأشار كوناشينكوف إلى أن جميع ضربات الطيران الروسي تركزت خلال هذا الأسبوع في محافظة إدلب على آليات ومخازن إرهابيي جبهة النصرة الذين حاولوا من خلال التقدم بشكل مفاجئ فك الحصار عن إرهابيي داعش قرب عقيربات شرقي حماة. وقال المرصد السوري إن 68 مقاتلاً على الأقل من فيلق الشام سقطوا في استهداف مقرهم في منطقة تل مرديخ القريبة من سراقب بريف إدلب الشرقي، في حين قضى وجرح مئات العناصر من الحزب الإسلامي التركستاني وهيئة تحرير الشام. وأشار المرصد إلى اشتباكات عنيفة خلال معركة "المحاولة الأخيرة" بين قوات النظام والمسلحين الموالين لها من جهة، ومقاتلي هيئة تحرير الشام والحزب الإسلامي التركستاني والفصائل المقاتلة والإسلامية من جهة أخرى، على محاور في أقصى ريف حماة الشمالي الشرقي، ومن ضمن المجموع العام للخسائر البشرية إلى ذلك، بدأت الشرطة التركية في الانتشار في محافظة إدلب الواقعة ضمن مناطق خفض التصعيد المتفق عليها في اجتماعات أستانة، حسبما أفادت قناة روسيا اليوم على موقعها الإلكتروني. وبموجب الاتفاق الذي تم في الجولة السادسة من أستانا؛ بين روسيا وتركيا وإيران، بأن تقوم القوات التابعة للدول الثلاث ستقوم بمراقبة منطقة خفض تصعيد التوتر في محافظة إدلب التي تهمين عليها جبة النصرة، فرع القاعدة في سوريا، بينما ستتولى الشرطة العسكرية الروسية الأمر في المناطق المتبقية.