"نادي الشراع".. هنا سقطت مؤامرة المرشدون الأجانب على تأميم القناة

يعتبر نادي شراع الإسماعيلية شاهدا على نجاح الإرادة المصرية وإفشال مؤامرة الانسحاب الجماعي للمرشدين الأجانب من العمل بقناة السويس.
ففي 14 سبتمبر 1956 أعد المرشدون الأجانب الكؤوس والخمور بنادي الشراع المطل على بحيرة التمساح بمدينة الإسماعيلية، متابعين حركة الملاحة، مستعدين لإقامة حفل كبير ابتهاجا بفشل الإدارة المصرية الجديدة لقناة السويس في تسيير عبور السفن وإحراج مصر دوليا، متوقعين فشل المرشدين المصرين في القيام بمهامهم.
وكانت لحظة توقف الملاحة بقناة السويس، اللحظة الحاسمة لهم، ليتناولوا نخبا بالحدث المنتظر، والذي أفسده عليهم المرشدون المصريون، ليسطروا ملحمة وطنية تضاف لإنجازات الإدارة المصرية الجديدة وتستعيد بعدها مصر كامل سيطرتها على القناة.
يقول رئيس نادي الشراع بالإسماعيلية المهندس أحمد رجب: "بعد قرار التأميم تولى المهندس محمود يونس وزملاءه إدارة قناة السويس ولاحظوا أن بعض المرشدين في إجازات بالدول التي ينتمون إليها ولم يعودوا للعمل، وهناك من باع عفش منزله، وكأنها شواهد لوقوع حادث غير متوقع، وفوجئنا في يوم 14، 15 سبتمبر، بامتناع المرشدين الأجانب بجميع جنسيات العالم ما عدا اليونان عن العمل بقناة السويس".
وأضاف: "أعد المرشدون الأجانب لقناة السويس أنفسهم للانسحاب من مصر ومن الشركة بعد تأميمها وانشغلوا بالتسوق والتنزه وانشغلت الفنادق بالكامل وكانت ساعة التنفيذ 12 منتصف ليل 14 و15 سبتمبر 1956، وترك المرشدون الأجانب السفن وعلى وجوههم ابتسامة سخرية، ولكن محمود يونس وعزت عادل وعبدالحميد أبوبكر، كانوا قد أعدوا طاقما من 16 مرشدا مصريا لتسيير القافلة من السفن الآتية من السويس و25 الآتية من بورسعيد، ولم ينسحب المرشدون اليونانيون وفوجىء المصريون بهم صباح 15 سبتمر يباشرون أعمالهم.
وأشار مدير نادي الشراع، إلى نجاح المصريين في إرشاد السفن ولم يحدث خطأ واحد، ودوت الزغاريد المصرية وارتفع صوت عبدالناصر في خطاب تاريخي "اليوم نثبت للعالم أن المصريين تمكنوا من مواصلة العمل في القناة..".
وأضاف المهندس أحمد رجب، أن نادي الشراع وقت الإدارة الفرنسية لقناة السويس وقبل استعادة المصريين لها، كان مخصصًا للأجانب فقط، وحرص المرشدون الأجانب بعد قرار الانسحاب من العمل بالقناة، على مراقبة حركة الملاحة وتسجيل فرحتهم بتوقفها من خلاله، إلا أنهم أصيبوا بالذهول بعد نجاح المرشدين المصريين في تسييرها وهي اللحظة التي تم تصويرها في فيلم عبد الناصر 56، والتقطت من نادي شراع الإسماعيلية.
وأضاف رجب، يحرص النادي على استضافة حفل "عيد المرشد" والذي يقام في شهر سبتمبر من كل عام، ويشهده رئيس هيئة قناة السويس وأعضاء مجلس الإدارة والمرشدون وعائلاتهم.