في نواياهم السرقة وقرروا القتل.. تفاصيل الإيقاع بقاتلي "بدوي العياط" خلال 24 ساعة

كعادته جلس "بدوي" مع 8 من أصدقائه بقطعة أرض زراعية بإحدى قرى مركز العياط، يتبادلون أطراف الحديث، وتتعالى أصوات الضحك مع الحديث عن الذكريات التي تجمعهم، لكن حضور 4 ضيوف غير مرغوب فيهم عكر صفو الجلسة، أشهروا أسلحة نارية كانوا يخبئونها بين طيات ملابسهم، وطالبوا الجميع بتسليمهم كافة متعلقاتهم الشخصية دون أي مقاومة.
دقائق معدودة من النقاش الحاد، كانت كفيلة بتهديد الضيوف الأربعة ل"بدوي" وأصدقائه "هتجيبوا اللي معاكو ولا نزعلكوا"، ومع إصرار الأصدقاء على موقفهم، اقترب أحد الأربعة ممسكًا ببندقية خرطوش بيده اليمنى، موجهًا فوهة الماسورة نحو جسد ذلك الشاب، ليتسرب قلق ممزوج بخوف إلى أصدقائه.
تأزمت الأمور مع تشبث الأصدقاء ببصيص الأمل في النجاة من الكمين "دون خسارة"، لكن أحد الضيوف الأربعة أطلق عيارًا نارياً أصاب "بدوي" بمنطقة الرقبة ليسقط جثة هامدة غارقًا في دمائه، استولى بعدها المتهمين الأربعة على 4 هواتف محمول و4 حافظات نقود، وأطلقوا عياريين في الهواء لإجبار البقية على الهرب، وضمان ألا يلاحقهم أحد.
تلقى اللواء محمود شوقي، مدير قطاع شرق الجيزة، إخطارًا من شرطة النجدة بسماع أصوات طلقات نارية ووجود قتيل بمنطقة العياط.
انتقل المقدم مروان الحسيني، رئيس مباحث العياط، إلى موقع الحادث، وعثر على فارغ طلقة خرطوش، فوجه معاونيه بجمع المعلومات من شهود العيان الذين تصادف مرورهم بتلك المنطقة بالتزامن مع موعد ارتكاب الجريمة.
وأمر اللواء إبراهيم الديب، مدير الإدارة العامة لمباحث الجيزة، بتشكيل فريق بحث بقيادة العميد ناجي كامل، رئيس مباحث قطاع الجنوب، والعقيد علي عبد الرحمن، مفتش مباحث العياط والبدرشين؛ لكشف ملابسات الواقعة.
تحريات المصادر السرية كشفت عن إقامة مسجل خطر يدعى "كارم"، 23 سنة، وشهرته "كريم"، بمنطقة مجاورة لموقع الحادث، وأنه لم يمر على خروجه من السجن أكثر من شهر ونصف على خلفية تورطه بقضية سرقة بالإكراه، لتتجه أصابع الاتهام إليه حول تورطه في الحادث.
بدأ رئيس مباحث العياط يجمع معلومات حول خط سير المشتبه به يوم الواقعة، وتمكن من ضبطه واقتياده إلى ديوان القسم، وأدلى "كارم" بمعلومات مغلوطة حول الأماكن التي كان يتواجد فيها طوال ذلك اليوم، وخاصة تزامنًا مع وقوع الجريمة، لكن أسماء الأشخاص الذين ذكرهم كشفت كذب روايته.
على مدار 24 ساعة، استمرت المباحث في عملها لتتمكن من جمع خيوط الجريمة بالتفصيل، ناقشوا المتهم وواجهوه بالتحريات وأقوال شهود عيان حتى أقر بارتكاب بالواقعة، وأرشد عن شركائه الثلاثة، الذين سقطوا واحدًا تلو الآخر خلال 24 ساعة، وكشفوا عن مكان المسروقات والسلاح المستخدم، وعُثر على فارغ طلقة لا يزال بالبندقية، تم إرساله إلى المعمل الجنائي لمطابقته بالفارغ الذي عُثر عليه بموقع الحادث.
"إحنا مكناش عاوزين نقتله.. بس نصيبه كده" بهذه الكلمات علل المتهم وقوع الجريمة. حُرر محضر بالواقعة، أحاله اللواء مصطفى عصام، حكمدار الجيزة، إلى النيابة العامة التي أمرت بحبسهم 4 أيام على ذمة التحقيقات.