بالصور - قبل العيد.. ملابس "البالة" للأغنياء والفقراء في بورسعيد

بورسعيد - طارق الرفاعي: تشهد أسواق الملابس المستعملة "البالة"، وأسواق بواقي المصانع "الاستوكات" بمحافظة بورسعيد، إقبالًا كبيرًا من المواطنين من مختلف المحافظات، قبل أيام من عيد الأضحي المبارك، في ظل الارتفاع الكبير لأسعار الملابس. البالة والمنطقة الحرة حول بداية أسواق "البالة"، قال محمد الصوافي، أحد أقدم تجار السوق، إنه مع إنشاء المدينة الحرة في بورسعيد عام 1975، أطلق أهالي المدينة اسم "البالة" على الملابس، لأنها كانت تأتي على متن السفن داخل "بالات"، وكان المواطنين يقبلون عليها من مختلف المحافظات، في رحلات جماعية، يومي الخميس والجمعة، لتميزها بجودة الخامات وعدم انتشارها في الأسواق، إضافة إلى رخص أسعارها التي تناسب إمكاناتهم المادية المتواضعة، خاصة بعدما اتسعت أسواق البالة وأصبحت تتميز بالتنوع، حيث تجدها منتشرة بكثرة في شارعي الحميدي، والتجاري، وأمام سوق السمك الجديد، وخلف مسجد التوحيد، وعدة مناطق أخرى. وأضاف "الصواف"، أن الملابس المستعملة كانت تباع في الماضي على عربات تجرها الحمير، تمر في كل شوارع بورسعيد، أما الآن فتقام لها محلات ذات واجهات زجاجية وتعرض على شماعات عقب إعادة غسلها وكيها ووضعها في صورة تلفت نظر الزبائن. الفقراء والأغنياء وقال محمد حسن، تاجر ملابس مستعملة خلف مسجد التوحيد، إن شراء الملابس المستعملة لم يعد مقتصرًا على الفقراء ومحدودي الدخل فقط، كما كان في السبيعينيات وحتى أوائل القرن الحالي، بل تغير الوضع ليشمل أصحاب الدخول فوق المتوسطة والأغنياء، التواجدين في أسواق البالة، ويشتري كلًا منهم ما يناسب احتياجاته، مضيفًا أن الفقير يبحث عن جودة الخامة والسعر، أما الزبون الغني فيبحث عن الماركة العالمية والجودة، ولا يشغله السعر كثيرًا. من 5 إلى 1000 جنيه ناصر السعيد، عامل بأحد محال الملابس المستعملة، قال: "الأسعار يتم تحديدها حسب الماركة والجودة والخامة، فنحن لا نشتري الملابس المستعملة بالقطعة، ولكن نشتريها بالكيلو داخل "بالات"، حيث تجد ملابس سعرها يبدأ من 5 جنيهات، لكن جودتها سيئة وتتناسب مع الفقراء للغاية، أما طبقة محدودي الدخل والطبقة الوسطى فيقبلون على الملابس التي تبدأ أسعارها من 30 جنيهًا حتى 250 جنيهًا، بينما هناك نوعيات من الملابس المستعملة الأوروبية يبدأ سعرها من 200 جنيه حتى 1000 جنيه ويقبل عليها الأغنياء وتكون لماركات عالمية شهيرة، تباع في المحال الكبرى والتوكيلات بأضعاف سعرها في سوق الملابس المستعملة". خلي العيال تفرح "خلي العيال تفرح".. هكذا بدأت "أم مروى"، ربة منزل، حديثها، مضيفة: "بقالي 5 سنين بنزل سوق الملابس المستعملة أشتري لعيالي ملابس المواسم والأعياد والمدارس، فأنا وزوجي دخلنا متوسط فهو عامل بمصنع ملابس، وأنا أعمل في محل مواد نظافة وبسعر قميص مصري داخل محل في التجاري أو طرح البحر أو الجمهورية أشتري هنا 3 أو 4 قطع لأولادي، خليهم يفرحوا، الأسعار غالية في سوق البالة والاستوكات، فما بالك بأسعار الملابس الجديدة". ماركات عالمية وقال شاب، رفض ذكر اسمه، عن تواجده في محلات البالة: "أشتري من هنا ماركات عالمية تباع ب700 جنيه وأكثر في الخارج، بينما أشتريها من سوق الملابس المستعملة ب400 جنيه بحد أقصى وبنفس الجودة والخامة، الاختلاف أنه يكون هناك عيب مصنع بسيط لا يلاحظه أحد سوى من يرتديه أو يركز جيدًا".