سيل من الانتقادات واجهه الفنان الأردني، ياسر المصري، عقب الإعلان عن قيامه بتجسيد شخصية الرئيس جمال عبدالناصر، في مسلسل "الجماعة2"، ولم يكن الأول الذي تطاله تلك الانتقادات، حيث سبقه إليها الفنان، جمال سليمان، بعد تجسيده شخصية الرئيس الراحل في مسلسل "صديق العمر" قبل عامين، الأمر لا يتعلق فقط بكونهما غير مصريين، ولكنها أيضا "كاريزما" ناصر، التي تهزم النجوم.. نلقي الضوء على تاريخ ظهور "ناصر" في السينما، والذي بدأ بالإشارة له أو التغني باسمه، وتجاهله والهجوم عليه أحيان أخرى، قبل أن يغامر فنانون بتجسيد دوره، ويحظى عدد كبير منهم بالفشل. "احنا الشعب".. البداية بدأ ظهور صورة جمال عبدالناصر، في السينما بفيلم "بورسعيد"، للمخرج عز الدين ذو الفقار، عام 1957، حيث غنت بطلة العمل هدى سلطان، له أغنية "احنا الشعب"، وفي أحد مشاهد الفيلم يردد أحد الخواجات الذين يعيشون في المدينة: "عبدالناصر لازم يموت"، ليكون الرئيس السابق حاضرا رغم غيابه. لاحقا، ارتفعت صورة جمال عبد الناصر، في عدد كبير من الأفلام، من خلال الصور الرسمية الموجودة في المصالح الحكومية، وتغيرت الصورة، من اليوزباشي، الذي يرتدي الزي العسكري إلى الصورة المعهودة للرئيس المبتسم في زيه المدني، وكثيرا ما كان يتم مزج خطب عبد الناصر السياسية بمشاهد مؤثرة، كما في المشهد الختامي لفيلم "عمالقة البحار" عام 1961. يوسف شاهين وناصر تعمد يوسف شاهين وضع ما يوحى بأن هناك ما يجمع بين الزعيم "ناصر"، والبطل التاريخي "الناصر صلاح الدين"، وكان المخرج العالمي يفسر خشيته من تقديم شخصية الأول في عمل فني بعدم عثوره على فنان يملك القبول الكافي أو الكاريزما التي تمتع بها، ومع ذلك يعد يوسف شاهين، أول من قدم صورة شبه متكاملة لما حدث ليلة 9 يونيو 1967م، حين أعاد على الشعب خطبة الرئيس وهو يتنحى. مشاريع ناصر وتجاهل السينما تجاهل شاهين، تصوير عبدالناصر، حين قام بضغط زر تحويل مجرى نهر النيل، في حضور الرئيس السوفييتي خروشوف عام 1964، وذلك في فيلم "الناس والنيل" عام 1970، وهو الفيلم الذي كتبه عبد الرحمن الشرقاوي، وتم إنتاجه مرتين، كما لم تتم الإشارة إلى دوره كرئيس في الأفلام التي صورت المشاريع الكبرى، التي ارتبطت بفترة حكمه، خاصة السد العالي، حيث قدم المشروع في فيلم "الحقيقة العارية"، للمخرج عاطف سالم، دون الإشارة لناصر. الهجوم على ناصر.. الكرنك في السبعينيات، بدأت موجة الهجوم على "ناصر" ، وكانت أبرز الأعمال التي هاجمته "الكرنك"، وإن كان الرئيس الراحل، لم يظهر بشخصه، لكنه كان موجودا بصورة ما، فرئيس الاستخبارات خالد صفوان في الفيلم، يظهر متحدثا إلى الرئيس مباشرة في الهاتف، ويبدو مرتبكا رغم ثقته بنفسه، وهو يشكر الرئيس، وعاد للظهور بصورة سلبية في "الحب فوق هضبة الهرم". خطاب التنحي اهتمت السينما بمشهد خطاب التنحي، على مدى قرابة أربعين عامًا، وظل المشهد يتكرر بصورته الحقيقية في العديد من الأفلام، وكان من بينها فيلم "باحب السيما"، عام 2004، والذي أخرجه أسامة فوزي. ناصر بين "براعة" أحمد زكى و"مأزق" خالد الصاوي مثل تجسيد أحمد زكى، لشخصية ناصر، الاقتراب السينمائي الأجرأ من شخصية الرئيس الراحل، وتحول حلم تقديم شخصيته لواقع عام 1996 بمبادرة من أحمد زكى، وساعده على تحقيق حلمه الكاتب محفوظ عبد الرحمن، والمخرج محمد فاضل، وكان هذا في إطار مشروع كان يعده الفنان الراحل عن رموز مصر في التاريخ المعاصر. ورغم ما واجهه أحمد زكي، من صعوبات وهجوم خلال التصوير إلا أن نجاحه فاق حتى توقعات أبناء ناصر، أنفسهم، وشهد بذلك كل من عبد الحكيم وهدى عبد الناصر. عام 1998 قدم المخرج أنور القوادري فيلمه "جمال عبد الناصر"، ومنح فرصة تقديم شخصيته للفنان خالد الصاوي، وتناول العمل مساحة زمنية أطول من حياة عبد الناصر، السياسية، فبدأ منذ عام 1935، حين قدم أوراقه للالتحاق بالكلية الحربية، أي وهو في السابعة عشرة من العمر، وحتى وفاته عام 1970 م، أي خمسة وثلاثين عاما كاملة، إلا أن أداء شخصية بعمق وكاريزما "ناصر" مثل مأزقا للصاوي. "ناصر" في الدراما يعد الفنان مجدي كامل الأوفر حظا تليفزيونيا في تقديم شخصية "ناصر"، حيث قدمها في 4 أعمال درامية مختلفة، وهى "رد قلبي"، "فارس الرومانسية"، "أم كلثوم"، "العندليب"، قبل أن يصل لتقديم مسلسل كامل عنه هو "ناصر"، وهو ما أعطاه دفعة قوية تؤكد نجاحه في تجسيد الشخصية، وهو ما لم يحدث بالقدر نفسه مع الفنان نبيل الحلفاوي الذى مر تقديمه لشخصية الرئيس الراحل، في مسلسل "أوراق مصرية" بلا صدى تقريبا.