''رب البيت راح''.. ''مصراوي'' في منزل ''قتيل'' السعودية بالدقهلية (صور)

10 سنوات من الغربة في سبيل عائلته، أنهتها 10 دقائق أخرج خلالها قاتله سكينًا أسكنه صدره. هكذا تبدو الحكاية إذا ما أردت اختصارها. أما إذا أردت النظر في التفاصيل الموجعة فأنت الآن أمام أم أثكلها القدر سندها الوحيد، وزوجة وطفلين أكبرهما لم يبلغ الخامسة، فقدا الأب، وأحيلت حياتهما يُتما.
"إن شاء الله هرجع ويتلم شملنا لأني تعبت من الغربة.. ادعيلي يا أمي"؛ كلمات أخيرة لن تنساها الحاجة سعاد أحمد محمد أبدًا عن رحلة ابنها أحمد بحثًا عن حال أفضل لها ولأسرته قبل أن تتلقى نبأ مقتله على يد شخص يمني زرع سكينه بجسد ابنها لخلاف على أولوية المرور بسيارته في أحد شوارع السعودية.
"كان حنين عليا وهو كل حاجة عندى في الدنيا وكان بيجهز أسافر ليه عشان أعمل عمرة لكن انتهى عمرك يا أحمد"؛ نادت الأم على ابن لن تراه مجددًا، مطالبةً بإعدام قاتله: "عاوزه أعدمه بأيدي زي ما حرق قلبي على ابني وولاده اللى اتيتموا في سن الزهور".
أحمد ترك خلفه هذه السيدة العجوز وطفلين (أسينات - 4 سنوات)، و(أسر - 8 أشهر)، وزوجة ظلت تردد خلال عزائه: "أحمد هيوحشني.. كان السند والدنيا وعشت معاه أحلى أيامي".
وتضيف الزوجة مروه محمد علي: "بعد ما أبوه مات أحمد قرر يسافر ويشتغل في السعودية بمجال تشطيب واجهات المباني بالألوميتال علشان يقدر يحقق مطالبنا لكن حسبي الله ونعم الوكيل في اللي كان السبب بموته وحرمنا منه".
ولم ير أحمد نجله "أسر" منذ ولادته إلا أنه كان يستعد لعودته بعد إنها إجراءات بقائه في السعودية بعد وفاة كفيله قبل 25 يومًا من الحادثة.
وتتابع القنصلية المصرية في جدة مقتل المواطن المصري أحمد عوض أبوشتات (35 سنة) الخميس الماضي في محافظة خميس مشيط التابعة لإمارة عسير جنوب المملكة العربية السعودية، بعد تعرضه لطعنة من مواطن يمني يقيم في السعودية، إثر خلاف على أسبقية المرور بالطريق.
وقال حازم رمضان، قنصل عام مصر في جدة، إنه أوفد مندوب القنصلية العامة المتواجد بشكل دائم في إمارة عسير إلى مقر شرطة الجنوبية بمحافظة خميس مشيط فور حدوث واقعة القتل لحضور ومتابعة التحقيقات.
وأضاف رمضان في بيان أن الشرطة السعودية ألقت القبض على الجاني، وتم التحقيق معه من جانب الادعاء العام، حيث اعترف بقيامه بالاعتداء بالطعن على المواطن المصري.
وأشار القنصل إلى لقاء مندوب القنصلية العامة مع أقارب القتيل المتواجدين بالمملكة لإنهاء إجراءات دفن الجثمان فور انتهاء العرض على الطب الشرعي لاستكمال إجراءات القضية، وهو ما أكده حمادة الصوالحي، زوج شقيقة المجني عليه، الذي أوضح أن الأسرة تواصلت مع المحامي السعودي الذي نُدب لمتابعة سير القضية، مشيرًا إلى التنسيق مع وزارة الخارجية والسفارة المصرية بالمملكة العربية السعودية من أجل عودة الجثمان.