تايم: شعبية السيسي في تراجع.. لكنه سيفوز بالانتخابات الرئاسية القادمة

اجتمع الرئيسان عبد الفتاح السيسي ودونالد ترامب أول أمس الثلاثاء بالبيت الأبيض، ووفقًا لمجلة "تايم" الأمريكية، بدا خلال لقائهما أن فترة حكم الرئيس الأمريكي السابق باراك أوباما، وأحداث الربيع العربي كما لو أنهما لم تحدثا على الإطلاق.
وذكرت المجلة عبر موقعها الإلكتروني، اليوم الخميس، أن الرئيسين اتفقا على أن قتل الإرهابيين يجب أن يزيح الحديث حول حقوق الإنسان. وتابعت أنه على العكس من لغة جسد ترامب المتوترة خلال لقاءه مع المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل، ظهر الرئيسان ترامب والسيسي كزملاء قدامى. وكان السيسي أول الزعماء الأجانب المهنئين للرئيس ترامب بعد فوزه بالانتخابات الرئاسية في نوفمبر الماضي.
وتابع التقرير أن رئاسة ترامب بمثابة أخبار جيدة بالنسبة للجنرال السابق، مضيفًا أن الرئيس الأمريكي يريد حليفًا يمكن الاعتماد عليه وتكون عقليته مشابهة لطريقة تفكيره في الشرق الأوسط. ويبدو الرئيس السيسي مناسبًا هذا الموقع.
وأكدت "تايم" على أن السيسي وجد أخيرًا رئيسًا أمريكياً ينظر للأمور مثلما ينظر هو. وكان أوباما قد جمّد المساعدات العسكرية الأمريكية إلى مصر في عام 2013، واستمر لمدة 18 شهرًا، كاستجابة لتضييق الحكومة المصرية على المعارضين، وفقًا للمجلة. وسيتشجع السيسي بعدما قرر ترامب بيع طائرات (إف-16) إلى البحرين.
وتعد مصر ثاني أكبر المتلقين لمساعدات عسكرية من الولايات المتحدة الأمريكية، وفي الوقت الذي يرغب فيه ترامب في تخفيض المساعدات الأجنبية، يأمل السيسي في الاحتفاظ بتدفق الدولارات، وفقًا للمجلة أيضًا.
كما يأمل الرئيس المصري في إقناع ترامب باعتبار جماعة الإخوان المسلمين كمنظمة إرهابية. كما يرغب أيضًا في إرجاعه عن تعهده بنقل السفارة الأمريكية إلى القدس. وسيكون الأمر معقدًا –وخصوصًا في المسألة الثانية- لكن العلاقة ستظل قوية لأن كلا القائدين يريد بقاءها كذلك.
لكن كل الأمور لا تسير كما يريدها السيسي، فبالرغم من أن مصر أصبحت مستقرة سياسيًا بشكل أكبر من جيرانها، لكن قدراتها العسكرية والسياسية لم تعد كما كانت. حيث ارتفع التضخم بشكل كبير منذ تحرير سعر الصرف في شهر نوفمبر الماضي. كما أن موظفي الحكومة في مصر الذين يبلغ عددهم 6 مليون شخص، يتعرضون لضغط كبير لأن مرتباتهم لم ترتفع بشكل معادل لارتفاع الأسعار، وخصوصًا أسعار المواد البترولية والأغذية، وهو ما أدى إلى تراجع شعبية السيسي، وفقًا للمجلة.
واختتمت "تايم" تقريرها بأن السيسي على الرغم مما سبق يسيطر على الأوضاع وسيفوز في الانتخابات الرئاسية المقبلة في عام 2018.
وأشارت أيضًا إلى تحسن العلاقات مع المملكة العربية السعودية، وتعزيز السيسي لثقته في نفسه مع ارتباطه بكل من ترامب والرئيس الروسي فلاديمير بوتين.
وأضافت أن فترة رئاسة أوباما والربيع العربي أحداث وقعت بالفعل، والآن على السيسي وترامب إعادة رسم شكل التحالف بين مصر والولايات المتحدة.