قدمت ريما خلف، الأمين التنفيذي للجنة "إسكوا" بالأممالمتحدة، استقالتها في مؤتمر صحفي بالعاصمة اللبنانية بيروت، الجمعة، بعدما رفضت سحب تقرير نشرته اللجنة، قبل يومين، يكشف وجود نظام فصل عنصري ضد الفلسطينيين في إسرائيل. استقر في وجدان الدكتور ريما خلف أن في إسرائيل نظام فصل عنصري فأصدرت تقريرًا موثقًا باسم اللجنة التي تتولي مسؤوليتها يكشف تلك الحقيقة التي يراها رجال كثيرون ويعجزون فعل بعضًا من أفعالها التي لم تقف عند حدود موقف بطولي يلخص مأساة شعب يتعرض لانتهاكات منذ أكثر من نصف قرن، بل امتد إلى التضحية بمنصبها والاستقالة منه حتى لا تسحب التقرير بناءً على طلب الأمين العام للأمم المتحدة الذي تعرض لضغوط كبيرة من إسرائيل. وتعد ريما خلف واحدة من النساء العربيات اللاتي تقلدن مناصب رفيعة في الأممالمتحدة. ولدت خلف عام 1953، وهي اقتصادية وسياسية أردنية، حاصلة على شهادة البكالوريوس في الاقتصاد من الجامعة الأمريكية في بيروت كما حصلت على الماجستير والدكتوراه في علم الأنظمة من جامعة بورتلند الرسمية في الولاياتالمتحدة. وكانت خلف اختيرت من قبل صحيفة "فايننشيال تايمز" كإحدى الشخصيات الخمسين الأولى في العالم التي رسمت ملامح العقد الماضي. وعملت خلف وزيرة للصناعة والتجارة في الأردن بين عامي 1993 و1995 ثم وزيرة للتخطيط بين عامي 1995 و 1998 ثم عينت نائبة لرئيس الوزراء بالإضافة إلى حقيبة وزارة التخطيط بين عامي 1999 و2000. انتقلت خلف للعمل مع برنامج الأممالمتحدة الإنمائي، رئيسة للمكتب العربي برتبة أمين عام مساعد بين عامي 2000 و2006. وفي هذه الفترة أنجزت بمساعدة عدد من الخبراء العرب مجموعة تقارير حول "التنمية الإنسانية العربية" وقد صدر التقرير الأول عام 2002 والذي تحدث عن النواقص الأساسية في العالم العربي وهي الحرية وتمكين المرأة والمعرفة، ثم صدر عام 2003 التقرير الثاني تحت عنوان "بناء مجتمع المعرفة". وحصل التقرير الثالث عام 2004 بعنوان "نحو الحرية في العالم العربي" على جائزة "الملك حسين للقيادة الإنسانية". اختارها الأمين العام للأمم المتحدة، بان كي مون، عام 2010 أمينة تنفيذية ل"الاسكوا" برتبة وكيل أمين عام، وهو المنصب الذي استقالت منه، اليوم، بعد رفض طلب الأمين العام الجديد بسحب تقريرها عن الفصل العنصري في إسرائيل. وحصلت خلف على العديد من الجوائز والميداليات من بينها "جائزة الجامعة العربية لأكثر السيدات العربيات تميزًا في ميدان المنظمات الدولية".