"نحن على مقربة من مطار النزهة بالإسكندرية.. نرجو ربط أحزمتكم".. جملة لم تذكر إطلاقًا على متن أي طائرة منذ ما يزيد على 7 سنوات، بعدما أطفأ المطار العريق أنوار أبراجه ومدرجاته ورفع لافتة دون عليها "مغلق للتحسينات". قرار إغلاق المطار الذي يعد أحد معالم مدينة الإسكندرية لم يحدد - وقتها- موعدًا لإعادة افتتاحه أو مصيره، بل ألمح الفريق أحمد شفيق وزير الطيران الأسبق إلى هدمه بسبب صعوبة تطويره؛ نظرًا للزحف العمراني وارتفاعات العقارات الملاصقة له. وكشف وزير الطيران – وقتها- عن وجود فرصة محدودة للإبقاء على المطار كمطار محلى احتياطي للطائرات الصغيرة والمتوسطة والخاصة، بعدما فقد أكثر من ممر ملاحى فوق المطار بما لا يسمح باستقبال الطائرات الكبيرة بسبب الزحف العمراني. ويبعد مطار النزهة الذى أنشىء عام 1947 نحو 6 كيلو مترات عن وسط مدينة الإسكندرية، وتبلغ مساحته 650 فدانًا، ويتكون المطار من مبنى للركاب يحتوي على صالتين واحدة للسفر والثانية للوصول. ويضم المطار الذى يقع في ملتقى طريقي الإسكندرية الزراعي والصحراوي، مكاتب شركات الطيران والعديد من الخدمات الأخرى مثل البنوك والكافيتريات، وصالة للشحن الجوي، ومبنى للسوق الحرة، ونادي الإسكندرية للطيران الشراعي. وفى أعقاب ثورة 25 يناير 2011، أكد حسين مسعود، وزير الطيران المدني الأسبق، وجود اتجاهين للمطار أما تحسين أوضاعه للرحلات الخفيفة فقط أو إطالة الممر الموجود وهو ما يتطلب انتزاع أراضي وملكيات، قائلا:" لن يصلح أن يكون مطارا دوليا لذلك تطوير مطار برج العرب أكثر فائدة". ووفقًا للشركة القابضة للمطارات والملاحة الجوية، تقرر إعادة افتتاح المطار وتشغيله خلال الربع الأول من العام الجاري بعد الانتهاء من مشروع تطويره ورفع كفاءته والطاقة الاستيعابية للمطار من 300 ألف راكب إلى مليون راكب سنويًا بتكلفة 300 مليون جنيه. وخلال مؤتمر صحفى فى 22 أغسطس الماضي، علّق شريف فتحى، وزير الطيران، على ما يحدث فى مطار النزهة قائلًا: "المسئول الذى اتخذ قرار تطوير مطار النزهة كان غير موفقا .. مطار النزهة محتاج نزهة"، مشيرا إلى أن الاستثمار فيه كان غير موفق. ورغم إعلان وزير الطيران عن تشكيل رئاسة الوزراء لجنة لإعادة تقييم العمل بالمطار، منوهًا إلى وجود مقترحا بهدمه واستبداله بمنطقة تجارية، إلا أن أعمال التطوير مازالت تجرى على قدم وساق بالمطار وتتضمن صالات للمستقبلين والمودعين وجميع الخدمات من أسواق حرة ومطاعم وكافتيريات، استعدادًا لافتتاحه قريبًا. ولم يصاحب خطة التطوير أي أعمال إزالة للتعديات على حرم المطار، مما يعني أنه لن يكون قادرًا على استقبال الطائرات الكبيرة، ليبقى السؤال "من المسئول عن إهدار المال العام فى مشروع تطوير مطار النزهة بالإسكندرية؟".
