أكدت صحيفة ال "نيوزويك" الأمريكية أن المجاعة في جنوب السودان سببها ضعف القيادة السياسية والافتقار إلى الإرادة السياسية والرغبة الحقيقية في إحلال السلام في البلاد. وأن حدة المجاعة يُلام عليها القادة السياسيين. وأكملت الصحيفة أنه إذا كان هناك شيء واحد يمكن التوافق عليه ويُقلق الأطراف المتحاربة في جنوب السودان -والمنخرطة في حرب أهلية مدمرة وحادة منذ ثلاث سنوات- فهو الحاجة إلى مساعدات إنسانية ماسة لإنقاذ حياة شعب جنوب السودان والذي يعاني منذ فترة طويلة. ولفتت "نيوزويك" في تقرير لها، نشر اليوم السبت، إلى بعض التقديرات التي أشارت إلى أن نحو 100 ألف جنوب سوداني يواجهون الموت جوعا، وهي المرة الأولى التي يُعلن فيها عن مجاعة منذ 6 سنوات في العالم، منذ مجاعة الصومال عام 2011. وأشارت إلى أن هناك مطالبات من كلا الفريقين المتحاربين لإعادة المساعدات الغذائية والمياه وخدمات الصرف الصحي والرعاية الصحية التي تقدمها هيئات الأممالمتحدة الإنسانية والمنظمات غير حكومية. ونقلت "نيوزويك" عن زعماء قبائل ومسئولون محليون تحذيرهم من أن المجاعة ستتسبب في موت الكثيرين مالم يتم تقديم مساعدات فورية. وهو ما تؤكده حكومة جنوب السودان أيضا. وأشارت الصحيفة إلى أن جلب مساعدات إلى مدينتي ثونيور ولير كان متقطعا في الأشهر التي سبقت إعلان المجاعة. وكانت عدد من وكالات الأممالمتحدة والمنظمات غير الحكومية قد انسحبوا بعد تعرض مستودعات تخزين المواد الغذائية للنهب على يد عناصر مسلحة لمرات عديدة، وهو ما دفع هذه الوكالات للتوقف عن تقديم مساعداتها وذلك لخطورة الوضع على العاملين فيها، هذا على الرغم من تواجد قوات حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة في جنوب السودان، والتي تعمل من قاعدة مؤقتة خارج مدينه لير. وأشارت "نيوزويك" إلى أن نحو 1600 شخص يحتمون في قاعدة قوات حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة، وأنهم خائفون من العودة إلى منازلهم. وأضافت أن أغلب النازحين من النساء والأطفال، ويشكلون جزء من 223 ألف نازح ونازحة في جميع أنحاء البلاد والذين لجأوا إلى حماية قوات حفظ السلام، خوفًا من القتل. وأن منازلهم عادة ما تحترق نتيجة القتال، علاوة على أن الكثيرين منهم ليس لديه مكان يذهب اليه. وكان ائتلاف من الأممالمتحدة وهيئات أخرى في المكتب الوطني بجنوب السودان للإحصاء في العاصمة جوبا، قد أعلنوا يوم 20 فبراير أن المجاعة سوف تؤثر على نحو 100 ألف جنوب سوداني بمدينتي لير ومايندت فى الجنوب، وأن نحو 5.5 مليون شخص سوف يحتاجون إلى مساعدات غذائية بحلول يوليو القادم، بما في ذلك ما يقدر بنحو 1.1 طفل يعانون من سوء التغذية. وأكدت "نيوزويك" أن صمت القادة السياسيين في جميع الفصائل عن محنة مواطنيهم أصبح يصم الآذان، ويهيمن على حديثهم العمليات العسكرية والمكائد السياسية، ولا يفعلون شيئا لتخفيف من حدة العبء الإنساني. وأن ما زاد الطين بله في الأيام الأخيرة، هو أن السلطات المحلية أخبرت المنظمات الإنسانية بمغادرة بعض من أكثر المناطق المتأثرة بالمجاعة، وأنه تم منع العديد من الزيارات التي تقوم بها قوات الأممالمتحدة من الوصول إلى القرى الأكثر معاناة مع الصراع. وأوضحت "نيوزويك" أن معاناة جنوب السودان تحتاج وتستحق انتباه العالم، الآن أكثر من أي وقت آخر تحتاج للمساعدات الخارجية، والأهم من ذلك، تحتاج إلى قادة جنوب السودان والذين قاتلوا لعقود للحصول على الاستقلال. وعن الحلول، لفتت الصحيفة الأمريكية، إلى أنه يمكن كسر الاعتماد على المساعدات الخارجية وذلك من خلال عودة المواطنين لأراضيهم لزراعتها لتوفير الطعام لأنفسهم ولبقية البلاد، وإن لم يستطيعوا العودة فإن دائرة الاعتماد على المساعدات ستستمر عامًا آخر. وخلصت "نيوزويك" في تقريرها إلى أن توقف القتال يحتاج إلى قيادة قوية وإرادة سياسية ورغبة حقيقة للسلام، والتي تبدو مفتقدة حتى هذه اللحظة، وهذا هو السبب في أن مجاعة جنوب السودان هي بالكامل من صنع الإنسان.