أخفته في الجبل.. كيف حرر الأمن ثري الصعيد من عصابة ''سكرتير النيابة''؟

في أقل من 72 ساعة، نجح رجال شرطة مركز طهطا في كشف غموض اختطاف "بطرس. م. ا." (49 سنة)، من أكبر أثرياء الصعيد وصاحب أول توكيلات لاستيراد التوك توك، على يد عصابة مكونة من 8 أفراد الأسبوع الماضي، طلبت فدية 2 مليون جنيه لتحريره، إلا أن رجال الأمن تمكنوا من تحديد مكان الرهينة وإطلاق سراحه.
وبدأت الواقعة الأسبوع الماضي، عندما تلقى الأمن بلاغا باختطاف "الثري"، وسرعان ما توصل رجال شرطة مركز طهطا، إلى خيط حدد هوية الخاطفين عبر تفريغ كاميرات المراقبة التي ثبتها المجني عليه داخل معرض السيارات ملكه، والتي كشفت أن "جرجس ن. ح." (36 سنة)، صاحب محل الملابس وفساتين الزفاف المجاور له ضمن العصابة.
وكشفت الكاميرات أيضاً أن صاحب محل الملابس استقبل خلال الأيام السابقة لعملية اختطاف المجني عليه أشخاصا غرباء عن المنطقة كشفت وجوههم الكاميرات، واتضح أنهم كانوا يخططون لارتكاب الجريمة وفحصوا مداخل ومخارج المنطقة وتحركات المجني عليه.
وألقى رجال الشرطة القبض على المتهم "جرجس"، واعترف بعد تحقيقات استمرت 6 ساعات ومواجهته بمضمون الكاميرات بتفاصيل الواقعة قائلاً: "اتفقت مع صديق لي يدعى (أ.ع.ج.) يعمل سكرتير نيابة بأحد مراكز سوهاج، على تنفيذ خطف رجل الاعمال وطلب فدية لتحريره بسبب مرورنا بضائقة مالية"، مضيفا: صديقي وافق على فكرتي دون تردد، وخططنا لتنفيذها على الفور، وتقاسمنا الأدوار فيما بيننا لأقوم بمراقبة، وتحديد مواعيد دخول وخروج الضحية على أن يقوم صديقي بالاتفاق مع بعض معارفه من أرباب السوابق الاجرامية ومطاريد الجبل والمعروف عنهم تخصصهم في الخطف والمساومة.
نفذ الاثنان جريمتهما ونجحا في اختطاف (صيدهما) الثمين حسبما أطلقا على العملية الإجرامية واقتاده باقي المتهمين إلى منطقة صحراء الغنايم بأسيوط واحتجزوه لمدة ثلاثة أيام وتولى سكرتير النيابة عملية مساومة نجل الضحية.
واتفق سكرتير النيابة وصاحب محل الملابس على طلب 2مليون جنيه لتحريره، كما اتفقا مع باقي افراد العصابة على دفع 10 آلاف جنيه فقط لهم مقابل إخفائه في المنطقة الجبلية لحين انتهاء العملية.
وعلى الفور، أمرت النيابة العامة بحبس "جرجس" المتهم الأول 4 أيام على ذمة التحقيقات وضبط وإحضار سكرتير النيابة والذي اعترف بالمشاركة في ارتكاب الجريمة، وحدد مكان اخفاء المجني عليه في المنطقة الجبلية.
وداهمت أجهزة البحث الجنائي بمديريتي سوهاج وأسيوط المنطقة الجبلية وتمكنت من التوصل إلى المغارة التي يختبئ بها المتهمون ويخفون بداخلها المجني عليه، لكنهم فور علمهم بقدوم رجال الشرطة لاذوا بالهروب وتركوا المجني عليه، وعثرت الأجهزة الأمنية على المجني عليه داخل حفرة جبلة مغطاة ببطانية قديمة وتمت عملية تحريره ومازالت تطارد باقي الجناة في جبال الغنايم بأسيوط.
وقال المجني عليه إن خاطفيه تقننوا في تعذيبه وتركوه في الحفرة الجبلية لمدة ثلاثة أيام رغم أنه أخبرهم بإصابته بمرض السكر، وأشار إلى أنه ترجاهم للمبيت معهم في غرفة يحتمون بها من البرد، لكنهم رفضوا وكانوا يلقون له الطعام عبارة عن رغيف خبز وقطعة من الجبنة وكاد أن يفقد حياته.
وقال مصدر أمني مسؤول ضمن فريق البحث إنهم سلكوا الدروب الجبلية واستدلوا بخبير في معرفة الطرق، لكنهم تاهوا في طريقهم للمغارة التي يختبئ بها المتهمون 3 مرات حتى توصلوا إليها في نهاية الأمر.
وأوضح أن التحريات أكدت أن الضحية يعد من أثرى رجال الأعمال في الصعيد وصاحب معارض سيارات وبيع توك توك، وأن الجناة خططوا لاختطافه لاعتقادهم أن ذويه سيقومون بدفع المبلغ دون تردد أو إخبار رجال الشرطة.
وأكد في تصريحات خاصة ل"مصراوي" أنه تم تحديد باقي أفراد العصابة وأماكن هروبهم وجاري محاصرتهم لضبطهم وتنفيذ قرار النيابة العامة.