"شباب بورسعيد مش بتوع شغل.. بتوع مكاتب وبس"، هي اتهامات توجه إلى شباب المدينة الساحلية بين الحين والآخر وكلما خرجت إحصائية جديدة تكشف معدلات البطالة المرعبة بالمحافظة. هكذا أيضًا تحدثت تصريحات المحافظ اللواء عادل الغضبان، الذي أبدى حزنًا على معدلات البطالة في المحافظة، مؤكدًا توافر فرص عمل عديدة في مصانع الاستثمار والمنطقة الصناعية تبدأ من 1500 إلى 1800 جنيه شهريًا، مشددًا على ضرورة أن يغير شباب بورسعيد ثقافتهم بالاتجاه للعمل في القطاع الخاص في ظل الكيانات الاقتصادية العملاقة المقرر افتتاحها خلال العامين المقبلين، والتي لن يشغلها البورسعيدية إذا لم يتم يغيروا ثقافتهم، على حد قوله. الشباب عاطل وعلى الرغم من تدشين عدد من المشروعات الضخمة في منطقة شرق بورسعيد، والإعلان عن بدء مشروعات أخرى بالمنطقة الصناعية والميناء الغربي مقررًا لها أن ترى النور خلال العامين المقبلين، بما يوفر آلاف فرص العمل للشباب، إلا أن تقرير مركز المعلومات بمجلس الوزراء كشف ارتفاعًا في معدلات البطالة بين شباب بورسعيد بالفئة العمرية من 15 إلي 29 عامًا وصل إلى 48.7%. ويوضح التقرير، الذي حصل "مصراوي" علي صورة ضوئية منه، أن تعداد السكان في بورسعيد والذي كان في (العام 2006) 570 ألفًا و603 نسمة، وصل في الأول من يوليو 2016 إلى 683 ألفًا و381 نسمة، بنسبة ذكور 51% وإناث 49%، منوهًا إلى أن معدل البطالة وصل إلى 24.2% بينما ارتفعت نسبته إلى 48.7% بين فئة الشباب من 15 إلى 29 عامًا. ويشير التقرير أيضًا إلى أن بورسعيد تأتي في الترتيب الخامس بين محافظات الجمهورية من حيث الإعالة الكلية بنسبة 45% وإلاعالة الصغرى بنسبة 38.8%، بينما تحتل المركز ال 18 لمعدل الإعالة الكبرى بنسبة 6.2%، ووصلت نسبة كبار السن إلى 4.3%، أما صغار السن فبلغت نسبتهم 26.8%. وظائف البترول للغرباء محمد صبري (27 عامًا)، وهو شاب حاصل على بكالوريوس تجارة، بدأ حديثه لمصراوي بالقول: "كل ما نريده هو العدالة في توزيع الوظائف، فليس من الطبيعي أن تتواجد شركات للبترول والغاز وكبرى شركات الحاويات على أرض بورسعيد ومعظم العاملين بها من أبناء المحافظات المجاورة، ويتقاضون آلاف الجنيهات شهريًا، فيما لا توفر المحافظة لأبناء المدينة سوى وظائف مصانع الاستثمار برواتبها الضعيفة التي لا تكفي "مصروف الجيب". احنا بتوع شغل ويبدي سعد عبد الكريم (21 عامًا)، حاصل على دبلوم فني صناعي، استيائه من عبارة "البورسعيدية مش بتوع شغل"، قائلاً: "احنا بتوع شغل، أنا جاهز للعمل في تخصصي فورًا، لكن في وظيفة ذات راتب يكفي مصاريف الحياة. أين الوظائف المتاحة للبورسعيدية بشركات البترول والغاز والحاويات، كلما بحثت عن الوظيفة لا أجد سوى مصانع الاستثمار ذات الراتب الضعيف والمعاملة السيئة". احنا مش بتوع مكاتب شيماء فياض، حاصلة على بكالوريوس تربية نوعية -تحدثت بلهجة محتدة- قائلةً: "احنا مش بتوع مكاتب، أنا بنت ومستعدة أن أعمل في غير مجالي، ولا أريد أن أجلس على مكتب، كل ما أريده وظيفة ملائمة لفتاة براتب محترم". المحافظ يعترف من جانبه، أشار المحافظ إلى أن المحافظة تستقبل أكثر من 20 ألف عامل يوميًا من المحافظات الأخرى، بإجمالي رواتب تتخطي ال 30 مليون جنيه، مؤكدًا أن رواتب العاملين من خارج المحافظة لو تم ضخها في تطوير أبناء المحافظة لن يكون هناك تغيير في مجالات كثيرة بالمدينة، إلا أنه ربط ذلك بتأهيل الشباب أنفسهم بما يتناسب مع فرص الاستثمار والمشروعات المقبلة خاصة في شرق بورسعيد، وكذلك في المنطقة الصناعية ومصانع الاستثمار. وأكد محافظ بورسعيد على توافر أكثر من 12 ألف فرصة عمل داخل المصانع برواتب وحوافز مجزية، موضحًا أهمية التعاون والتعاطف مع الشباب والنشئ وتوعيتهم بتغيير ثقافة العمل لديهم ليتوافدوا على العمل بالقطاع الخاص. البورسعيدية في البترول إلى ذلك، كشفت مستندات -حصل عليها "مصراوي"- عن نسب العمالة البورسعيدية بشركات البترول في غرب المحافظة، ومن بينها أن إجمالي عدد العمال بموقع حقل ظهر غرب المحافظة (تحت الإنشاء) بلغ 4% من نسبة العمالين بالمشروع، بينما في الشركة المصرية لإنتاج البروبلين يبلغ عدد العمال 709 عاملين منهم 426 عاملاً من أبناء بورسعيد بنسبة 60%، وإجمالي عدد العمال بالشركة المصرية لصناعة المواسير 301 عامل منهم 273 من أبناء بورسعيد بنسبة 91%، وإجمالي عدد العمال بشركة بترول بلاعيم 457 عاملاً منهم 140 عاملاً من أبناء بورسعيد بنسبة 31%، ما يظهر تضاءل نسب العمالة البورسعيدية في الشركات العاملة بمجال البترول.