التهريب.. المخدرات والبطالة هذه هي الإجابة الحتمية التي من المؤكد أنك ستجدها في رد شباب بورسعيد إذا سألته عن أحواله بعد إلغاء المنطقة الحرة والتي جاءت نتيجة لقرار يعتبره أهل بورسعيد غير منصف لهم ولا يراعي البعد الاجتماعي لأبناء المحافظة خاصة أن اقتصادها قام علي مكاسب ذلك القرار رقم 12 لسنة 1976 بتحويل بورسعيد إلي منطقة حرة، المواطن والتاجر البورسعيدي في حيرة من أمره ليجد نفسه محاطا بتساؤل بسيط.. لماذا لا يتم مدها بشكل دائم؟ حول هذه القضية الشائكة التي حولت بورسعيد من الغني إلي الفقر، ومن الأنس إلي الوحشة كان هذا التحقيق. في البداية يؤكد لنا محمد أبو دنيا شباب بورسعيد العاملين بالمنطقة التجارية أن حالة البطالة التي يعاني منها الشباب في بورسعيد الآن سببها قرار إلغاء المنطقة الحرة التي جعلت الكثير من الشباب يلجأ إلي التهريب أو الجلوس علي المقاهي طوال اليوم دون عمل، وقال محمد "لو بورسعيد فضلت شغالة زي الأول هتجيب فلوس تكفي مصر كلهاا" كما يضيف أن الشباب الآن في بورسعيد فقد الأمل في كل شيء سواء في الحصول علي وظيفة محترمة تؤمن له حياته أو الحصول علي شقة من شقق المحافظة للزواج بها. دون جدوي أا محمد عبدالعزيز شاب فيقول: أنا خريج كلية حاسبات منذ سنتين وحتي الآن لا أجد وظيفة علي الرغم من سعيي الدائم للعمل في منطقة الاستثمار وهي احدي المناطق الصناعية في بورسعيد أو غيرها لكن دون جدوي بورسعيد فقدت الميزة الوحيدة التي تميزها بعد قرار إلغاء المنطقة الحرة، فالمسألة أن الشاب أو التاجر تم قرار المد للمرة الألف علي حد تعبيره البورسعيدي لم يعد يشعر بالأمان ويواجهه مستقبل مظلم. أما مجاهد أحمد مجاهد أحد التجار بالحي التجاري ببورسعيد يري أن إلغاء المنطقة الحرة أدي إلي انتشار البطالة بين شباب بورسعيد بل ظهرت أيضا حالات السرقة والمخدرات عند الشباب بسبب حالة الركود التجاري التي يعانيها السوق البورسعيدي الآن، ويضيف مجاهد قائلا وبصراحة الشباب عندنا في بورسعيد مش لاقي شغل فمثلا عندنا منطقة مثل منطقة الاستثمار بما تحتويه من كم كبير من العمالة إلا أن عدد الشباب البورسعيدي العاملين بها قليل جدا بالنسبة للعدد الكلي للعمال الذين أغلبهم من محافظات أخري مثل الشرقية والدقهلية، ويري أن الحل لهذه المشكلة هو إعادة تشغيل المنطقة الحرة كما كانت لأن اقتصاد بورسعيد قائم علي المنطقة الحرة ولا يوجد موارد أخري لها. وعود لا تنفذ في حين أن معتز محمد مصطفي صاحب أحد محال الأحذية يري أن المنطقة الحرة الآن في بورسعيد حتي بعد قرار المد ليس لها أي قيمة ولا حل إلا أن يجدوا مجالا آخر لتشغيل الشباب البورسعيدي سواء إلحاقهم بالعمل في القري السياحية الجديدة أو غيرها من المشروعات الاستثمارية وأضاف "المسئولون هنا بيوعدونا بوعود فقط لكننا لا نري أي خطوات جادة منها مثلا وعدونا ببناء نفق في شرق التفريعة بين بورسعيد وبورفؤاد وأيضا عدم وصول المياه إلي الأراضي الزراعية جنوب بورسعيد مما أدي إلي بوارها" فأصبح الشباب البورسعيدي الآن فاقداً الأمل ولا سبيل أمامه إلا العمل غير المشروع والتهريب. الأزمة ستعود ويؤكد "وسيم الغيطاني" عضو مجلس إدارة الغرفة التجارية أن بورسعيد عانت كثيرا خلال الفترة الماضية بسبب الركود الشديد، موضحا أن المنطقة الحرة ببورسعيد هي شريان الحياة بالنسبة للبورسعيدية ولذلك فنحن نحتاج إلي وجود مشروعات أخري بديلة لأن قرار المد بسنتين فقط، وبالتالي فالأزمة ستعود من جديد مشيرا إلي أن الأوضاع الاقتصادية الحالية لأهالي بورسعيد وعدم وجود مصادر رزق بديلة، بالإضافة إلي اعتماد المحافظة علي التجارة بصفة أساسية كانت يتطلب ضرورة استمرار العمل بنظام المنطقة الحرة مع تعديل مسارها لتكون ذات محاور تنموية متعددة تتجه في المقام الأول للإنتاج والتصدير وتشكل التجارة جزءا منها فيما يمكن تسميته بخريطة الطريق التي يتمناها أبناء المحافظة لمدينتهم الحرة وليس مد العمل بهذه المنطقة كالسابق. أين البديل؟