لطالما امتدت الحرب بين الحزبين الجمهوري والديمقراطي منذ نشأة كلاهما، ففي كل انتخابات مرت بها الولاياتالمتحدةالأمريكية دقت أبواق الحرب بين الحزبين، ما بين مناظرات وفضائح تطفو على السطح لكل مرشح من حيث لا يحتسب. هكذا كانت الحرب كما عرفها العالم عن الحزبين، إلا أن هذا العام الحرب الدائرة بين المرشحين هيلاري كلينتون المرشحة عن الحزب الديمقراطي ودونالد ترامب المرشح عن الحزب الجمهوري هي حقًا حرب تكسير للعظام. لفهم الحرب الدائرة بين الحزبين، يجب النظرة إلى تاريخ الحزبين منذ القدم، منذ تولي لينكولن للرئاسة وهو أول رئيس من الحزب الجمهوري: الحزب الديمقراطي يعد الحزب الديمقراطي هو أقد الأحزاب السياسية المعاصرة في الولاياتالمتحدة، وكان يُسمى فيما قبل ب"الحزب الجمهوري الديمقراطي"، تأسس الحزب في عام 1792 وكان يحمل أفكارًا مختلفة تمام الاختلاف عن تلك التي يحملها الآن. وقد تأسس الحزب الديمقراطي قبل منافسه اللدود الحزب الجمهوري بأكثر من نصف قرن، على يد توماس جيفرسون الرئيس الثالث للولايات المتحدة وذلك لكي يُنافس الحزب الليبرالي الذي تأسس على يد أول رئيس للولايات المتحدة جورج واشنطن. وتحول اسم الحزب إلى الحزب الديمقراطي بعد إزالة الجمهوري منه على يد الرئيس الأمريكي آندرو جاكسون. وتبدلت الأفكار شديدة المحافظة التي يتبناها الحزب على يد الرئيس الأمريكي فرانكلين روزفلت، حيث أصبح ينتهج أيديولوجية أكثر تحررًا وانحيازًا للحقوق العمالية ومواجهة التدخل الحكومي في الاقتصاد. الحزب الجمهوري أما الحزب الجمهوري فتأسس في 1854. قبل تلك الفترة كان هناك 3 أحزاب رئيسية في الولاياتالمتحدة: الحزب الديمقراطي والحزب اليميني وحزب الأرض الحرة. تأسس الحزب الجمهوري وهو يحمل أفكارًا غير تلك التي يحملها الآن، فقد كان مناهضًا للعبودية وكان يحمل الأفكار التي قامت عليها الثورة الأمريكية ووثيقة الاستقلال، رغم أنه كان حزبًا محافظًا إلا أنه كان مؤيدًا للحداثة بشكل كبير. ويمكن الآن رؤية كيف تحولت الأفكار التي يتبناها كل حزب منذ وقت تأسسيه وحتى الآن. يتخذ الحزب الجمهوري من "الفيل" شعارًا له فيما يتخذ الحزب الديمقراطي من "الحمار". الرؤساء بشكل الحزبين الحديث، هناك 16 رئيسًا للولايات المتحدة من الحزب الديمقراطي، و 18 رئيسًا من الحزب الجمهوري، غير 4 رؤساء كانوا في الحزب الديمقراطي الجمهوري الذي أصبح الحزب الديمقراطي فيما بعد، بالإضافة إلى رئيس واحد مستقل، ويتوزع الباقيين على الحزب اليميني والحزب الفيدرالي. انحصرت المنافسة بين الحزبين منذ عام 1852 منذ تولي تولي فرانكلين بيرس لرئاسة الولاياتالمتحدة، فبعدها جاء جيمس بيوكانان وتلاه إبراهام لينكون، واستمرت المنافسة بين الحزبين على المنصب حتى التنافس الحالي بين هيلاري كلينتون ودونالد ترامب.