إيمان عبد اللطيف، صفاء عزت، هاجر أحمد: أثارت الاتفاقية التي وقعتها مصر والسعودية بشأن ترسيم الحدود المائية بينهما، جدلًا واسعا لم تنته آثاره حتى الآن، ففي حين قالت الخارجية المصرية بتبعية الجزيرتين "صنافير وتيران" للسعودية، أكد كثير من المحللين وخبراء الجيولوجيا والقانون الدولي على حق مصر التاريخي في الجزيرتين، وهو الجدل الذي امتد إلى مواقع التواصل الاجتماعي، وحتى إلى الشارع المصري بصفة عامة، بين المؤيدين لقرار ضم السعودية الجزيرتين، والرافضين، الذين ذهبوا إلى حد الدعوة للتظاهر غدا تحت شعار "جمعة الأرض هي العرض". "ولاد البلد" ترصد آراء مواطني الفيوم حول الاتفاقية ودعوات التظاهر لمظاهرات الغد. "إنزل ومتسكتش على حقك" قالتها بيقين كبير فاطمة مصطفى، طالبة بالفرقة الثانية بكلية تربية جامعة الفيوم، عندما سألناها عن رأيها في دعوات التظاهر غدا الجمعة، مضيفة التاريخ يؤكد أن الجزيرتين مصريتين، فجميع الوثائق التي نشرت في أكثر من مكان تثبت هذا، ومن حق كل مواطن أن يخرج غدا للتظاهر للدفاع عن أرضه حتى لو لم يحقق هذا شيء فإنه أفضل من السكوت والتفريط في أرضنا. ويقول محمد علي طه، موظف بجامعة الفيوم، أرى أن هذا الموضوع أخذ أكبر من حجمه والفيصل في الموضوع هو مجلس النواب، الذي سيستند قراره بل شك إلى آراء خبراء القانون الدولي والمتخصصين، ويكفي قول الرئيس السيسي إننا "لن نفرط في ذرة رمل من أرضنا، ولكن لا نقبل أن نأخذ حق غيرنا". فيما يضيف محمود علاء، سائق، متعجبا "يعني إيه تيران وصنافير ويعني إيه جزر، أنا ماعرفش إن فيه في مصر جزيرتين بالاسم ده، ولا عمري سمعت عنهم نهائيا، ولا حتى في نشرة أخبار". ويرى الدكتور وليد نصر، قيادي بالحزب الديمقراطي الاجتماعي، أن خبر التنازل عن الجزيرتين كان صادما لمشاعر المصريين، الذين فوجؤوا بين ليلة وضحاها بالكارثة، المتمثلة في غياب الشفافية وإعلان الحكومة فجأة أن هناك عدة لجان انعقدت وقررت أن الجزيرتين تابعتين للسعودية، دون أن يعلم الشعب شيء وبالتالي تم إبرام اتفاق التنازل عن تيران وصنافير. ويضيف "نصر": أما بالنسبة للتظاهر غدا فأنا أرفض التظاهر في ظل الوضع السياسي الراهن مع تأييدي للحق في التظاهر السلمي. ويقول علي الحسيني، 58 عاما، موظف، إن ما حدث فضيحة وعار سيلازم مصر، فالأرض هي العرض، ومن فرط في أرضه فرط في عرضه، فنحن نقاتل وتكون أرواحنا ودمائنا الثمن حتى لا يمس أحد أراضينا، ومظاهرات غدا لابد أن تحدث وهي رد فعل طبيعي وسينادي المصريين بشعار "عواد باع أرضه". ويضيف الحسيني "لكني متخوف على المتظاهرين، فالضرب والسحل والاعتقال أصبحو نصيب أي معارض" بحسب قوله. وتتابع مروة أحمد، 12 عاما، طالبة، بأن التنازل عن الجزيرتين تفريط في تراب مصر، فهذه أرض الشعب وليس من حق أحد التنازل عنها، مهما كان منصبه. وترى أن مظاهرات الغد مهمة لأنها تعبير عن رأي المواطنين الرافضين لمثل هذا التنازل، فالأرض مصرية ومن حق كل مواطن مصري التعبير عن رأيه فيما يخص أرضه، بالطريقة التي يراها. بينما ترى تقى محمد، 23 عاما، أن هذا ليس تنازل من الأساس، فهذه الجزر ليست مصرية وليس لدينا إثبات أن هذه الأرض مصرية إذا فمبدأ التنازل والبيع غير متواجد، وترى أيضا أنه لن يكون هناك مظاهرات، وليس من حق أحد الاعتراض على قرار سيادي. ويقول أحمد علي 29 عاما، معلم، إن ما حدث هراء، فلا يملك شخص ما الأرض كي يتنازل عنها لأحد، ليس من أملاكه كي يتصرف بها كما يحلو له ويبيع ويشتري، فكيف يسمح مسؤول لنفسه أخذ قرار مثل هذا دون الرجوع إلى الشعب، وكيف يفكر أحد مجرد تفكير هذا إنه تصرف مخزي. ويرى "علي" ضرورة نزول المواطنين في مظاهرات الغد كي يعبروا عن رفضهم ويثبتوا للعالم أجمع أن المصريين لا يتنازلوا عن أراضيهم ولن يوافقوا على هذه المهزلة. وتقول هبة عبدالرحمن، طبيبة، أعتقد أنها مصالح دولية، فأنا لا أعلم بالسياسة جيدا ولكن ماسمعت عنه من الكثير من المواطنين مصطلح "عواد باع أرضه"، وتضيف أن وجهة نظري الخاصة هي أن المسؤولين عن البلاد يدبرون لشئ أكبر من هذا، ونحن لانعلم ماذا سيباع بعد ذلك أو ماقد بيع بالفعل بدون علم الشعب؟ فبيع الجزيرتين يولد الشك لدى المواطن البسيط، مضيفة أنا أؤيد تظاهرات الغد بشدة، ولكن لا أعتقد أنها ستغير شئ بل سيكون ضررها على المتظاهرين أكثر من نفعها. ويصف أحمد رجب، معلم، قرار التنازل عن الجزرتين لدولة السعودية بالفاشل، مضيفا أنه أمر محزن لأي مصري يجعلنا غير آمنين على مستقبلنا ومستقبل أولادنا. ويردف رجب "أوافق بشدة على دعوات التظاهر، فعلى كل مصري أن يخرج غدا تحت شعار واحد". ويرى علي أحمد، موظف، أن الحكومة تعاني من نقص في الميزانية واتجهت إلى حل هذه المشكلة على حساب بيع جزء من أرض الوطن، و هذا يعتبر خيانة للأرض والوطن، مشيرا إلى أن جميع الشعب ومنهم السياسيين والمثقفين وبعضهم مؤيد للنظام الحالي غير موافق عن هذا القرار. وعن رأيه في دعوات التظاهر يقول إن من حق المصريين أن يخرجوا رافضين بيع أراضيهم ولكني متخوف على الشباب من السجن والموت.