بدأت جمعية "أطفالنا أحلامنا" بمدينة المنصورة، اليوم الخميس، أولى فعاليات اليوم العالمي لأطفال الشوارع، لعرض قضيتهم على المجتمع وحثهم على مشاركتهم فيها وكيفية التعامل معهم لكسب ثقة الغير ورعايتهم نفسيا، وإعادة تأهيلهم مرة أخرى حتى يعودوا إلى أسرهم. حاورت "ولاد البلد" ياسمين أحمد، مسؤولة العلاقات العامة ورعاية الأسر بالجمعية، للتعرف على الهدف من فعاليات اليوم العالمي للأطفال بالمنصورة، والتعرف على نسب أطفال الشوارع بالدقهلية، والمراحل التأهيلية التى يمر بها الطفل. كيف تحتفل الجمعية باليوم العالمي لأطفال الشوارع؟ **12 أبريل من كل عام هو اليوم العالمي لأطفال الشوارع، ولكن نحن فى جمعية "أطفالنا أحلامنا" بالمنصورة، نحتفل بهذا اليوم للعام الثاني على التوالي من تأسيس الجمعية، أول جمعة من بعد يوم 12 أبريل، لإحياء فعاليات اليوم العالمى للأطفال، حتى نتمكن من توصيل قضيتنا لكل فئات المجتمع ويستطيعوا أن يشاركوا معنا خلال يوم إجازتهم، لأن ذلك اليوم لا يعد احتفالا مثل يوم اليتيم والأعياد الأخرى ولكن هو مخصص لعرض قضية أطفال الشوارع والعمل على توعية المجتمع لمساعدة هولاء الأطفال والاهتمام بقضيتهم. ما هي فعاليات الجمعية للاحتفال بهذا اليوم؟ **تبدأ فعاليات هذا الاحتفال، الجمعة المقبلة، بعمل مسيرة بالدراجات تنطلق من أمام المستشفى العام القديم، ونحمل خلالها لافتات ورسائل توعية حتى نستطيع أن نوصل للمجتمع بأن قضية أطفال الشوارع مهمة جدا، وبعد ذلك يشارك معنا أتوبيس سياحي بنقل المواطنين مجانا من أمام نادي جزيرة الورد إلى المحافظة، وداخل الأتوبيس أعضاء للجمعية يقومون بتعريف أنفسهم وتعريف قضية أطفال الشوارع على المواطنين، وكيفية التعامل مع أطفال الشوارع، ثم نقوم بعمل سلاسل بشرية بداية من نادى جزيرة الورد إلى نادي الحوار بشارع الجمهورية، رافعين خلالها لافتات للتوعية بالقضية، لأن هناك أفراد كثر من المجتمع ليس لديهم وعي كامل بكيفية التعامل مع هولاء الأطفال، ونختتم الفعاليات بعمل معرض بنادي الجزيرة لبيع منتجات الجمعية من إكسسوارات وهاند ميد، وأشياء بسيطة تم صناعتها بواسطة الأطفال الذين ترعاهم الجمعية داخل الورش الفنية بالجمعية. كيف تؤهل الجمعية أطفال الشوارع؟ **تأهيل الأطفال داخل مقر الجمعية، حسب احتياجات كل طفل منهم، فلابد من عمل تأهيل كامل للأسرة والطفل وكيفية تعاملهم مع بعض، وذلك يكون حسب احتياج كل أسرة، فهناك تأهيل نفسي واجتماعى ومادي وتعليمي، يوجد أسر كثيرة مستواها الاقتصادي ضعيف جدا، وهذا أكثر أسباب عمالة الأطفال، فنحن نوفر هذه الماديات مقابل تعليم الطفل والاهتمام به، أما إذا كانوا يحتاجون لتأهيل اجتماعي فنقوم بتعليم الأسرة كيفية اكتساب ثقة طفلهم، وإذا كان نفسي يتم تأهيل الطفل من خلال اللجنة الطبية بالمركز، وهناك نوع آخر من الأطفال الذين يعيشون دون أسرة، بسبب رفض الأسرة لاستقبالهم وطردهم، ويتم التعامل مع هؤلاء بإرسالهم إلى إحدى المؤسسات بالقاهرة لرعايتهم لعدم وجود مقر حاليا بالجمعية لتربية الأطفال بالمنصورة. كيف تقوم الجمعية بتوطيد العلاقة بين الطفل وأسرته مرة أخرى؟ **بالفعل نجحنا في توطيد العلاقة بين كثير من الأطفال وإعادة تأهيلهم وإسترداد علاقتهم مرة أخرى بأسرهم، ونحن نلبي احتياجاتهم من مصاريف وأدوات مدرسية وكافة الأشياء التي يحتاجونها بعد عودتهم لتوطيد هذه العلاقة، بالإضافة إلى تحديدنا للكثير من الأماكن التي يوجد بها الأطفال بالمنصورة، بجانب أن هناك العديد من الأسر بدأت تلجأ إلينا لمساعدة أطفالهم، بالإضافة إلى أننا نقوم بعمل زيارات إلى مستشفى الأورام للأطفال بجامعة المنصورة، بصحبة هؤلاء الأطفال لكي يقوموا بتوزيع الأكل حتى ننمي بداخلهم روح العطاء. هل تقوم الجمعية بعلاج أطفال الشوارع المدمنين للمخدرات؟ **يوجد لجنة طبية متخصصة داخل الجمعية تقوم بالكشف على الأطفال ورعايتهم، ولكن الجمعية ليس بها مصحة لعلاج الإدمان والمخدرات، والمصحات الأخرى تحتاج إلى تكاليف مادية باهظة، ولذلك نحن نحتاج مساعدة من بعض المصحات الكبرى، للاهتمام بهذه القضية، ومساعدة الأطفال للإقلاع عن الإدمان، ولكن هناك أطفال تستطيع اللجنة الصحية بالجمعية السيطرة عليهم لو كانت فى مراحلها الأولى من تناول المخدرات، عن طريق تخفيض الجرعة أو علاجهم بأدوية بسيطة، أما إذا كانت الحالة في مراحل متأخرة من الإدمان فيصعب السيطرة عليها. ما هو نصيب محافظة الدقهلية من أطفال الشوارع؟ وكم عدد المدمنيين منهم؟ ** يصعب تحديد إحصائية دقيقة لأطفال الشوارع داخل محافظة الدقهلية، لأن الأطفال يتنقلون دائما من وقت لآخر داخل وخارج المحافظة، أما عن نسبة الأطفال الذين يتعاطون المخدرات فتقريبا 70% من أطفال الشوارع يتعاطون المخدرات، لأن بمجرد نزول الطفل إلى الشارع يبدأ تدريجيا في الانحراف ويقابل أشياء وعادات جديدة. ما هو الهدف من اليوم العالمي لأطفال الشوارع؟ **الهدف من هذا اليوم هو توعية المجتمع والعمل على مساعدة الأطفال، وهذا ليس يوما احتفاليا أو ترفيهيا، هو يوم عالمي من أجل دعم المجتمع ولفت نظرهم لقضية أطفال الشوارع. هل هناك تعاون بين الجمعية والشرطة؟ **هناك تعاون جيد بين الجمعية والشرطة، لو تم القبض على أحد الأطفال التابعين للجمعية وهو في مرحلة التأهيل، يتم التواصل مع رجال الشرطة من أجل الإفراج عن الطفل لاستكمال تأهيله وليس هناك أي تشدد من جانبهم إلا إذا كان هذا الطفل ارتكب جرائم جنائية. ما هي أصعب حالة تعاملتى معها؟ **"أصعب حالة تعاملت معها، كان مع طفل يبلغ من العمر 11 عاما، ويتعاطى المخدرات، وتعرفت على ذلك عن طريق طفل آخر يتم تأهيله بالجمعية، وكان ذلك الطفل يعمل تحت سطوة أحد الأفراد الذي يجمع أطفال الشوارع من أجل "التسول والشحاتة"، ولكن ذلك الطفل رفض هذا العمل وبدأ هؤلاء الأشخاص يحتجزونه في مكان ما لتعذيبه بأبشع الطرق، وبعد تحديدنا لذلك المكان تم إبلاغ الشرطة وتحرير ذلك الطفل وإعادة تأهيلة من جديد، وبدأنا معه بالتأهيل النفسي وتخفيض كمية تعاطى الحبوب والمخدرات واستطعنا أن نسيطر عليه من حالة الإدمان عن طريق تقليل الجرعات الذي يتناولها، والطفل الآن أصبح معافا من الإدمان وعاد لأهله مره أخرى. هل يختلف تأهيل الأطفال الذكور عن الإناث؟ ** نحن نعمل حاليا مع الذكور فقط، لكن هناك مرحلة أخرى في المستقبل للتعامل مع البنات، لأن الجمعية ليس لديها إمكانيات متوفرة لتأهيل البنات، لأنهم يحتاجون إلى إمكانيات أكبر، ويستحيل عمل دمج فى المقر بين الأولاد والبنات، بالإضافة إلى أن لهم تعامل خاص من الرعاية الاجتماعية، بسبب أن حالة البنت النفسية أصعب بكثير من الولد، ولكن هذا لا يمنع أننا لو تقابلنا مع بنت من أطفال الشوارع لا نقوم بمساعدتنا، بل نعمل على مساعدتها ولكن فى منزل أسرتها. "كان هناك بنت موجودة بجانب مقر الجمعية تبلغ من العمر 16 عاما، ومعها طفلها وكانت في أصعب حالتها النفسية وقررت أن تترك الطفل وتهرب ولكن نحن ساعدناها ونقلناها إلى المستشفى العام لرعايتها هي وطفلها وبعد شفاءها قمنا بإرسالها إلى إحدى دور الرعاية بالقاهرة لإقامتها هناك والاهتمام بها.