يبلغ عدد الترع والمصارف في نطاق هندسة الأقصر 47 ترعة و11 مصرفا، خلاف الواقع في هندسة أرمنت وإسنا، جميعها دون تغطية، وتملأها القمامة والمخلفات، إضافة إلى أنها مصدر لنقل الأوبئة والأمراض، ومنها ما يستخدم لصرف مياه الصرف الصحي وتروى به الأراضي الزراعية، ما يهدد المحاصيل وحياة الأهالي. في العشي الترع تبتلع 4 أطفال في قرية العشي التابعة لمركز الزينية شمالي الأقصر، يكثر وجود الترع من جميع نواحي القرية وأمام المنازل، الأمر الذي يمثل خطورة على الأهالي خاصة الأطفال. يقول عبد الناصر عبد العزيز (47 سنة – مدرس) إنه طوال الوقت تعيش الأسرة حالة من الرعب والفزع، حيث يقيم أمام ترعة، خاصة بعد غرق ابنه وابن أخيه بها عندما كانا يلعبان بجوارها، وغرق طفلين آخرين، لتتحول الترع لكارثة. ويضيف عبد العزيز أن الترع لها أضرار أخرى، فهى مع مرور الوقت ونتيجة لعدم وجود حاجز تعمل على تآكل الشارع، إضافة إلى أنها مصدر لانتشار الحشرات ونقل الأمراض والأوبئة، مطالبا وزارة الري بتغطيتها أو على الأقل تغطية أجزاء منها أمام المنازل، أو عمل سور أو حاجز. ويشير جمال أحمد (47 سنة – مزارع) إنه يقيم بجوار ترعة تحولت لمكان تجمع للحشرات والقمامة، إضافة إلى أنها تساعد على نمو الحشائش، وتروي بها الأراضي الزراعية أيضا، لتكون سببا في الإصابة بالأمراض، ونتيجة لعدم تطهيرها بصفة مستمرة يرى الأهالي بها ما يطلق عليه "بالورن" الذي قد يلتهم الأطفال، وإذا قام الري بالتطهير يترك المخلفات بجوار الترعة لتعود مرة أخرى لها أو تعمل على إعاقة حركة المرور بالشارع. في نجع الترعة "الصرف" يروي المزارع أما في نجع الترعة الغربي الواقع بقرية المنشأة شمالي الأقصر، ولعدم وجود خطوط للصرف الصحي، تكون الترعة هي البديل لصرف مياه الصرف الصحي، فى الوقت الذي تستخدم فيه أيضا كمصدر لري الأراضي الزراعية. يقول علي أحمد (50 سنة – موظف)، إن نجع الترعة الغربي دون صرف صحي حتى الآن، ومجلس المدينة لا يوفر سيارات الكسح باستمرار، لذا يضطر الأهالي لصرفها بالترعة التي تقع أمامهم، وفي الوقت نفسه هي المصدر الوحيد لري الأراضي الزراعية. ويضيف أحمد أن الترعة كانت سببا في مصرع 3 أطفال غرقا، هذا خلاف ما تسببه من انبعاث الروائح الكريهة والحشرات. أما أحمد إبراهيم (65 سنة - على المعاش) فيقول إنه أصيب بالحساسية نتيجة الروائح التي تنبعث من الترعة طوال الوقت، والحشرات والقمامة والمخلفات، مطالبا الري بتطهير الترعة، حيث تستخدم في ري الأراضي الزراعية، أو عمل صرف مغطى لها كما حدث بترعة القرية الأم منشأة العماري. في نجع الترعة الشرقي الترع تسبب تهالك المنازل يقع نجع الترعة الشرقي بين ترعتين، ما أدى إلى تآكل أجزاء من المنازل خاصة في موسم ارتفاع منسوب المياه. وتشكو أم أحمد (40 سنة - ربة منزل)، من أن منزلها وهو من الطوب اللبن معرض للانهيار في أي لحظة، حيث يقع على حافة الترعة مباشرة، ما أدى إلى تآكل أجزاء منه، ومع مرور الوقت تخشى سقوطه. وتضيف أم أحمد أن جميع المنازل بالنجع بها تشققات بالحوائط، ومن ناحية أخرى الترع نتيجة للإهمال تحولت إلى مكب للنفايات والحيوانات النافقة، الأمر الذي يجعلها مصدرا للروائح الكريهة والحشرات، وناقل للأمراض خاصة للأطفال. في المريس الترعة مكب للقمامة يقول محمود ذكي (48 سنة – مدرس) إنه يعمل بقرية المريس التابعة لمركز الطود جنوبي الأقصر، ضمن القرى الأكثر فقرا، وبها ترعة من بداية القرية حتى نهايتها، تحولت لمكب لإلقاء القمامة والمخلفات والحيوانات النافقة، دون أي اهتمام من الوحدة المحلية رغم مطالبات الأهالي المستمرة بتطهيرها. ويضيف ذكي إن الحشرات تنتقل ليلا إلى المنازل، إضافة إلى الروائح الكريهة. ويرى محمود عبد السلام - مهندس، أن تغطية الترع أمر ضروري ويمنع التعديات عليها بإلقاء القمامة وغيرها من قبل الأهالي، إضافة إلى حماية للبيئة، لكن الري يشترط أن تكون وسط كتلة سكنية من الجهتين، أما المصارف فلا يمكن تغطيتها حيث إنها تتسبب في مشكلات خاصة بالبيئة والأرض، إذ إن المصارف عبارة عن مياه زائدة تبتلعها أثناء ري الأراضي الزراعية، لكن تغطيتها تتسبب في حدوث جفاف، الأمر الذي يضر بالأراضي المحيطة بها. الزراعة: تغطية الترع مكلفة وكان محمد بدر - محافظ الأقصر، قد عقد اجتماعا بمسؤولي الري وحماية النيل خلال شهر فبراير الماضي، طالبهم خلاله بضرورة إجراء حصر للترع التي بحاجة إلى تغطية، وضغط الجدول الزمني المقرر لها، لكن الأمر يتعلق بميزانية وزارة لأن التغطية بحاجة لملايين، حيث تبلغ تكلفة تغطية 150 مترا من ترعة يحتاج إلى مليون ونصف، وهو ما يؤكده صالح بغدادي - وكيل وزارة الري بالأقصر قائلا "إن تغطية الترع أمر مكلف جدا ويحتاج إلى الملايين، والمديرية تضع في خطتها السنوية تغطية ترع لكن لعدم وجود ميزانية لا تأتي موافقة من الوزارة، ويتم تأجيلها لخطط مقبلة". ويضيف بغدادي، أنه تجري حاليا تغطية 150 مترا من ترعة الزينية شمالي الأقصر بتكلفة مليون ونصف، إضافة إلى إضافة أحجار لترع منشية النوبة، وترعتي الكرنك الشرقي والغربي بجوار كمين يسي شمالا بتكلفة مليونا جنيه، والأحجار بهدف منع انهيار الشوارع والجسور، إذ إن الترع تعمل على تآكلها، كما أنه تمت تغطية ترعة منشأة العماري. ويشير وكيل الوزارة، إلى أن جميع ترع الأقصر بنواحيها بحاجة إلى تغطية، خاصة تلك التي تقع في نطاق كتلة سكنية، لكن التكلفة المالية تقف عائقا، فبكل خطة استثمارية قد تتم تغطية جزء من ترعة، لافتا إلى أن يتم تطهير الترع من وقت لآخر، وإزالة المخلفات، لكن القمامة هي "سلوك مواطنين" فهم من يلقون بها في الترع.