تجار يجلسون أمام محالهم يضعون يديهم أسفل ذقنهم أو متقاطعتين علي صدورهم وهم ينظرون إلي بضائعم المتراكمة في محالهم المتواجدة بالشوارع التجارية الشهيرة بمحافظة بورسعيد شبه الخالية من المشترين، منتظرين قدوم زبون واحد صباحا للشراء منهم حتي "يستفتحوا" كما يقولون. وبمجرد وضع قدميك داخل أسواق التجاري والحميدي والثلاثيني الشهيرة بالمحافظة تفاجيء بوجود سيارات تسير بها بعدما كان أمراً صعباً للغاية أن تسير مترجلاً داخلها من شدة الزحام، أما اليوم فالوضع مختلفاً ويزداداً سوءً يوم تلو الأخر خاصة مع ارتفاع سعر الدولار أمام الجنيه المصري يصاحبه صرخات واستغاثات التجاري والمستوردين. السوق السوداء "الحال في انهيار ونسعي وراء الدولار في السوق السوداء" .. هذا ما قاله محمد مسعود، صاحب محل ملابس جاهزة بشارع طولون، قائلاً: "الأحوال في انهيار وكل يوم أسواً مما قبله، فلا يوجد زبائن كما تشاهد، وبالتالي لا نبيع أو نشتري، وبيوتنا اتخربت، ومصدر رزقنا الوحيد هو البيع والشراء، خاصة في ظل عدم توافر وظائف بالشركات الكبري، أو أراضي زراعية يخصصوها لنا، والأزمة ازداداً سوء عقب ارتفاع سعر الدولار فلقد كنا نستورد بضائع كثيرة بالمبلغ المحدد من الحكومة وهو 10 ألاف دولار أما اليوم فهذا المبلغ يوفر لنا كمية قليلة من البضائع بأسعار عالية جعلت الزبائن "تطفش" مننا، فالمدينة الحرة من المفترض أن تكون فيها الأسعار أقل من المحافظات الأخري وهذا ما لا يحدث الأن مما دفعنا للسعي وراء الدولار في السوق السوداء بسبب سياسة البنوك". الزبائن طفشت مصطفي محمد، بائع، يتحدث عن الأزمة بنبة حزن شديدة :"الزبائن طفشت بسبب الأسعار، واحنا ملناش ذنب، أولادنا مهددين بالتشرد، ولم يعد باستطاعتنا الصرف علي منازلنا وأسرنا، لا بد من تدخل الحكومة لوضع حل عاجل لتلك الأزمة وانتشال اقتصاد الوطن مما هو فيه، أناشد رئيس الجمهورية عبد الفتاح السيسي بالتدخل .. احنا محتاجينه". كارثة "الدولار أصبح كارثة" .. هكذا بدأ أسامة موسى، تاجر ومستورد، حديثه قائلاً :"ان ارتفاع سعر الدولار أصبح كارثة على كل تاجر ومستورد داخل المحافظة، وذلك لعدم معرفتهم بالطريق للوصول إليه، وان وصلوا له يكون من خلال السوق السوداء ليرتقع سعره مما يجعلنا فى ضائقة مالية بسبب كمية البضائع وأسعارها، فلقد كنا نستورد فى السابق ألف قطعة مبلابس مقابل 75 ألف جنيه مصري أما الأن مع فرق سعر الدولار أصبح سعر الألف قطعة 95 ألف جنيه علي سبيل المثال مما جعلني أبيع ما أستورده في مدة أطول وبأسعار أغلي تتسبب في نفور الزبائن والتسبب في حالة الركود التجاري". الموسم "اتضرب" محمد غنيم، تاجر ومستورد، يقول :" الموسم اتضرب (قاصدا خسائر لحقت بهم بسبب الركود) فالأحوال متوقفة بشكل كامل فلا نستطيع السفر إلي الخارج من أجل الاستعداد للموسم خلال شهر رمضان المبارك، فلا يوجد لدينا سيولة من الدولارات بالبنوك ومن يريد الشراء يلجأ للسوق السوداء، مما يجعل الأسعار مرتفعة بهذا الشكل، فهرب الزبائن إلي أسواق البالة والاستوكات،" مناشداً الحكومة بالتدخل لحل الأزمة التى تتصاعد بشكل يومى، مما قد ينزر بتراكم الديون والزج بقطاع كبير من التجار إلي السجون لعدم تمكنهم من سداد الأقساط والالتزامات.