شوارع خالية من المارة ووجوه يكسوها الحزن، أول ما تقع عليه عينيك في مدخل أهم شوارع محافظة بورسعيد التجارية، بعدما أضابته حالة الركود التجاري يستيقط عليها وينام تجار المدينة الباسلة، لا جديد إلا تصاعد أزمة الدولار والديون التي أصبحت تهددهم بالسجن، فمن جهة يحاصرهم ارتفاع سعر الدولار، الذي أصبح الوصول إليه مستحيلًا إلا عن طريق السوق السوداء ومن جهه أخرى تقع عليهم قرارات الجمارك المتغيرة بين وقت وآخر ليستقر بهم الحال أمام محالهم التجارية في انتظار رحمة السماء. رصدت عدسة "التحرير" حال أصحاب المحال التجارية والمستوردين الذين وصفوا ما وصلوا له بالكارثة على المدينة الحرة التى كان معروفًا عنها البيع والشراء لتتحول إلى مدينة أشباح شوارعها خالية. يقول أسامة موسى، تاجر ومستورد، إن ارتفاع سعر الدولار أصبح كارثة على كل تاجر ومستورد داخل محافظة بورسعيد وذلك لعدم معرفتهم كيف يصلوا إليه وإن وصلوا له يكون من خلال السوق السوداء ليرتفع سعره مما يضعهم في ضائقة مالية. ويوضح موسي: "كنت في السابق أقوم باستيراد 1000 قطعة من الملابس مقابل 75 ألف جنيه مصر الآن مع فرق سعر الدولار أصبح سعر الألف قطعة 95 ألف جنيه مصري، بالإضافه إلى أن سعر البيع والشراء يختلف مما جعلنى أبيع ما استورده في مدة أطول وبعد حساب ما قمت ببيعه اكتشف خسارتي لتبدل الأسعار بين يوم وآخر". ويضيف أن قوانين الجمارك وارتفاع أسعار الجمارك مع ارتفاع سعر الدولار يصبح سعر البضائع مرتفعة جدًا مما جعل حالة البيع والشراء في توقف كامل داخل مدينة بورسعيد، التي من المفترض أن يتم التعامل فيها كأي مدينة حرة. ويذكر محمد مسعود، صاحب محل ملابس بشارع طولون: "الأحوال في انهيار لا يوجد أي زبائن ولا بيع ولا شراء ولا يوجد حل، خصوصًا أننا لا يوجد لدينا شركات نتعين فيها ولا أراضي زراعية نعمل بها، مصدر رزقنا الوحيد هو البيع والشراء والتجارة". ويتابع مسعود: "كنا في السابق نستورد البضائع بالمبلغ المحدد من الحكومة، 10 آلاف دولار وكانت كمية مرضية، أما الآن فهذا المبلغ يجلب كمية صغيرة من البضائع وأسعارها مرتفة لا تباع؛ لأن الزبائن تعتقد أن بورسعيد مدينة حرة فيجب أن تكون فيها الأسعار مختلفة عن المحافظات الأخرى، وهذا لا يحدث الآن". ويشير إلى أنه يحاول جلب الدولار من السوق السوداء التى وصل بها سعر الدولار الواحد إلى 10 جنيهات واختفاءه الكامل من البنوك". ويقول محمد غنيم، تاجر ومستورد: "الأحوال الآن متوقفة بشكل كامل، لا نستطيع السفر إلى الخارج من أجل الاستيراد استعدادًا لموسم شهر رمضان، فلا يوجد لدينا سيولة من أجل السفر والاستيراد، ولا يوجد دولارات بالبنوك ومن يريد الشراء من السوق السوداء يصطدم بالأسعار المرتفعة، وزائري المحافظة بورسعيد أصبحوا يتوجهون إلى أسواق "الأستوكات والبالة" وتركوا البضائع المستوردة لارتفاع أسعارها".