شق الكوبري ودخول السرداب والذهاب إلى السلخانة، كل ذلك أمثلة من الحلول التي تحفظها النساء في قنا، لحل مشكلة تأخر الإنجاب أو العقم. والواقع أن هناك اتفاق بين علماء الاجتماع والنفس ومتخصصي الطب بأن ذلك كله محض عادات متوارثة لا فائدة منها، إلا أن ذلك لا يمنع أن هناك نسبة لا بأس بها من القنائيات يعتقدن فيها ويصدقنها. المُشهرة وترجع بعض المعتقدات سبب تأخر الإنجاب إلى "الكبسة" وتعني الكبسة دخول رجل غريب قادم من عزاء أو مقابر أو من سفر منزل امرأة متزوجة حديثًا، خاصة قبل حلول الشهر العربي. أم حسن، ربة منزل - 56 سنة، تقول إن دخول امرأة لم تنجب بعد إلى مكان به امرأة متزوجة حديثًا يتسبب ذلك في تأخر الإنجاب عند الثانية، وفي حال علاج الأولي يتطلب منها أن تُري الثانية دمًا منها، وهو ما يسمى "فك المُشهرة"، بحسب اعتقادها. شق الكوبري والمغيسلة ويعد "شق الكوبري" من أحد العادات التي تمارسها السيدات لعلاج تأخر الإنجاب، إذ يذهبن إلى كوبري معين في أواخر الشهر العربي، ولا تعود المرأة من نفس الطريق التي ذهبت منه، ومن ثم تذهب إلى مياه نهر النيل لتلقي نفسها فيه، وتدعو الله أن يذيقها نعمة الإنجاب. تقول أم حسين، 73 سنة، بعض النساء يذهبن أيضًا إلى ما يسمى "المغيسلة" الموجودة في منطقة الشيخ حسين بأبو تشت، والتي تحتوي على عدد من "توابيت الموتى"، تطوف حولهم المرأة من 3 إلى 7 مرات. شجرة الدم وفي سبيل الحصول على طفل قد تلجأ بعض النسوة أيضًا إلى "شجرة الدم"، والتي يعتقد أنها تنزف دمًا في يومي الإثنين والجمعة، وهي موجودة في مقام الشيخ نصر الدين بقنا. وتعتقد أم محمد، 67 سنة - ربة منزل، أن الشجرة تنزف دمًا نتيجة فراق صاحبها، قائلةً إن السيدات يذهبن إليها للتبرك بها، اعتقادًا منهن أن ذلك يعالج تأخر الإنجاب، بالإضافة إلى علاج المس الشيطاني وغيرها من الأمراض. السرداب أما سرداب معبد دندرة، وهو الذي كان يضع الفراعنة فيه مقتنياتهم الثمينة، وفيه تفزع فيه المرأة التي تعاني تأخرًا في الحمل لتنجب، بحسب شيماء نعيم، ربة منزل. عبدالحكيم الصغير، مدير معبد دندرة، يقول إن عادة "شق المعبد" من الأساطير القديمة، وليس لها أي أساس من الصحة، لكن النساء اعتدن الأمر لا أكثر، ولا أعلم أن تلك العادات متوارثة عن الفراعنة، إذ لو كان الأمر كذلك لدون الفراعنة تلك الأمور. أما محمد عبد السميع، اختصاصي نساء وولادة بمستشفى قنا العام، يقول إن تلك العادات التي تتبعها بعض السيدات لعلاج تأخر الإنجاب، لا أساس علمي لها، ولا أساس علمي يفيد أن "الخضة" يمكن أن تسهم في علاج تأخر الإنجاب. أما خالد خضر، وكيل وزارة الأوقاف بقنا، فيقول إن هذه العادات ما هي إلا خرافات لا يقرها الدين، ولم ينوه عنها في أي نص ديني. الغرقان يتعلق بقشاية "الغرقان يتعلق بقشاية" هكذا بدأ سيد عوض، اختصاصي علم الاجتماع، حديثه قائلًا إن ضغوط المجتمع على المرأة التي تتأخر في الإنجاب وظلمها، يجعلها تلجأ إلى مثل هذه العادات، خاصة وأن هناك دراسات أوضحت أن 70% من السيدات تعانين من هذه المشكلة. كما أن حدوث الإنجاب عن بعضهن بعد ممارسة هذه العادات، السبب هنا يعود إلى العامل النفسي، والذي يؤهلها إلى الحمل لتأثيره بشكل كبير عليها. ويضيف أن الصعيد على وجه الخصوص يعتبر تأخر الإنجاب كارثة، ويوجه اللوم على السيدة حتى وإن كان تأخر الإنجاب من زوجها، لاعتقادهم أن ذلك عار على الرجل.