شهدت محافظة الأقصر منذ مطلع الأسبوع الجاري حملات نظافة متكررة بالمدينة، وتجديد رصف الشوارع، وتزيين الأشجار، بالتزامن مع الإعلان عن زيارة الرئيس عبدالفتاح السيسي، والرئيس الصيني للمحافظة، غدا الخميس. وأثار ذلك غضب مواطني الأقصر ولا سيما بالمراكز والقرى، لأن حملات النظافة لا تتم إلا للزيارات والاهتمام فقط بالمدينة مع إهمال القرى والمراكز، والتي تمتلئ بأكوام القمامة دون أي اهتمام من المسؤولين. ويقول علي أحمد "40 سنة"، موظف: "منذ الإعلان عن زيارة السيسي للمحافظة، بدأت حملات النظافة بالشوارع والتزيين والتجميل، الأمر الذي لا نراه بباقي الأيام، والغريب بالأمر بدء رصف شوارع وطرق، كانت قبل ذلك ليس لها ميزانية، وهذا يعني أن هناك مبالغ تأتي للمحافظة للتطوير، لكن الأمر يتعلق بتجاهل المسؤولين"، على حد قوله. وتابع أحمد: "أين القرى من كل ذلك، الشوارع مليئة بالقمامة والمخلفات لا يوجد صناديق حتى لها، المنازل تنهار لعدم وجود صرف صحي، نجوع لا يصلها مياه الشرب، في الوقت الذي تجرى تجهيزات بمبالغ طائلة بمعبد الأقصر والمناطق الآثرية، والتي ستشهد تدشين العام الثقافي المصري الصيني". وأضاف محمود علي، 30 سنة، من أهالي الأقصر: "ما يحدث في الأقصر الآن خير دليل على إهمال المسؤولين لعملهم، حيث نرى عمال النظافة من الصباح الباكر يجوبون الشوارع لإزالة القمامة وطلاء الأرصفة والأعمدة ، ووضع التنجيل الصناعي، إضافة إلى جولات لرؤساء الأحياء، فلماذا لا يحدث ذلك بصفة مستمرة". وتابع: "القرى كما هي وكأنها غير تابعة للمحافظة، لا يعلمون عنها شيئا، ولا تحظى بأي جولة من محافظ الأقصر، الاهتمام دائما بالمدينة، لتبقى القرى والنجوع تشكو من الإهمال". ويطالب جمال عبدالفتاح، 45 سنة مزارع، الرئيس عبدالفتاح السيسي بجولة ميدانية ليرى على الطبيعة معاناة أهالي الأقصر، وأن ما سيراه بالمدينة ليس واقعا، بل هو للزيارة فقط، بعدها يعود الأمر كما كان عليه. ويستطرد: "حتى التشديدات الأمنية التي تشهدها المحافظة بالشوارع، وتفتيش الأشخاص وفحص هويتهم، لا يحدث يوميا، وكأن حياة المواطن ليس لها أهمية". ويتساءل: "ماذا سيفعل السيسي في الأقصر، وبماذا سيستفيد المواطن من عام الثقافة المصري الصيني، لكن نريد منه محاسبة المسؤولين على ما يحدث من تقصير بالمحافظة، واتخاذ خطوة تساعد في عودة السياحة التي ما زال العاملون بها يعانون ضيق الحال".