تكشف السلطات الألمانية، اليوم الاثنين، عن التقرير الأول المعمق للتحقيق حول أعمال العنف التي جرت في كولونيا وقدمت بشأنها أكثر من 500 شكوى، في وقت أضعفت هذه الأحداث موقف المستشارة انجيلا ميركل في مسألة اللاجئين. وينظم الفرع المحلي لحركة "الوطنيين الأوروبيين ضد أسلمة الغرب" (بيجيدا) المعادية للإسلام في المساء تظاهرة ضد اللاجئين وضد ميركل في لايبزيج (شرق) بعد تجمع جرى في كولونيا في نهاية الأسبوع الماضي وتخللته صدامات مع الشرطة. وسيستمع برلمان مقاطعة شمال الراين-فيستفاليا (غرب) في الساعة 10,00 (9,00 بتوقيت جرينيتش) إلى الوزير المكلف شرطة كولونيا رالف ييجر المشرف على الشؤون الداخلية في المقاطعة. وقد وعد بعرض شامل لما توصل إليه التحقيق حول موجة الاعتداءات التي وقعت في ليلة رأس السنة واستهدفت بصورة خاصة نساء. وستكون جلسة الاستماع هذه الأولى من نوعها في هذه القضية إذ اتسم موقف شرطة كولونيا منذ أسبوع بالبلبلة في نقل المعلومات وبقلة العناصر التي تم الكشف عنها، ما دفع ييجر إلى إقالة رئيسها في نهاية الأسبوع الماضي. ويسجل ارتفاع في عدد الشكاوى بشأن أعمال العنف ليلة رأس السنة في كولونيا يوما بعد يوم، وبلغ بحسب آخر معلومات الأحد 516 شكوى، حوالى 40% منها تتعلق باعتداءات جنسية. كذلك شهدت هامبورج خلال الليلة ذاتها أعمال عنف رفعت بشأنها 133 شكوى ولا سيما في تعديات جنسية. ويعتبر في الوقت الحاضر 19 شخصا من المشتبه بهم في كولونيا وأفادت الشرطة حتى الآن أن معظمهم لاجئون ومهاجرون غير شرعيون يتحدرون من دول أفريقيا الشمالية، بدون أن تعلن عن توقيفات ولا سيما في الأعمال الأكثر خطورة مثل عمليات الاغتصاب. وتبقى اسئلة كثيرة عالقة: كيف اتخذت أعمال العنف هذا الحجم بدون أن تتدخل الشرطة التي كانت في جوار الحوادث؟ ولماذا انتظرت عدة أيام قبل أن تكشف حجم التعديات؟ هل كانت أعمال العنف مخططا لها أم أنها كانت تجاوزات مردها استهلاك الكحول أثناء الاحتفالات برأس السنة؟ وحسم وزير العدل هايكو ماس، هذه المسألة الأخيرة معلنا "حين يتجمع مثل هذا الحشد لخرق القانون، يبدو لي أن الأمر يكون مخططا له بشكل أو بآخر". مخاوف السكان: ولم تعلن الشرطة بعد عن أي أدلة تثبت تورط لاجئين في الأحداث إلا أن ما حصل في كولونيا أثار شكوكا متزايدة لدى الرأي العام حول قدرة البلاد على دمج طالبي اللجوء المليون الذين توافدوا العام الماضي وحده إلى ألمانيا قادمين من سوريا والعراق وافغانستان وشمال أفريقيا. وبات حوالي 57% من الألمان يخشون تزايد الجرائم مع وصول هذه الأعداد من المهاجرين، مقابل 40% يخالفونهم الرأي وفق استطلاع للرأي أجرته شبكة "ار تي ال". وفي مثل هذه الأوضاع، تراجع وزن شعار "سوف ننجح" الذي أطلقته ميركل بتصميم كبير حول اللاجئين. وفي مواجهة تحدي أحداث كولونيا قبل أقل من عامين من الانتخابات العامة المقبلة، اضطرت المستشارة إلى الحد من سياسة فتح الأبواب للمهاجرين وأعلنت في نهاية الأسبوع الماضي عن تسهيل آلية طرد طالبي اللجوء بالنسبة للذين يخالفون القانون. ويعتزم وزير داخليتها تكثيف انتشار كاميرات المراقبة ونشر المزيد من عناصر الشرطة في الساحات العامة. وتباشر الكتل النيابية لأحزاب الائتلاف الحاكم اعتبارا من الاثنين التحضير للتدابير التشريعية بهذا الصدد. وفي المساء تسعى "ليجيدا"، فرع حركة "بيجيدا" في لايبزيج، لاستغلال المخاوف المنتشرة بين الألمان فتنظم تظاهرة في الساعة 18,30 (17,30 بتوقيت جرينيتش) في الذكرى الأولى لتأسيسها، يتوقع أن يشارك فيها الآلاف. كما تجري في المدينة تظاهرة مضادة على شكل "سلسلة مضيئة" حيث دعي المشاركون إلى حمل الشموع.