أثار قرار البابا تواضروس، بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية، بالتوجه إلى القدس عبر تل أبيب للمشاركة في جنازة الأنبا أبرهام مطران القدس، ردود فعل متباينة بين الأقباط، خاصة أن هذه الزيارة تعد انتهاكًا - حسب بعض المراقبين - لقرار المجمع المقدس في عام 1980، بمنع سفر المسيحيين للحج في الأراضي المقدسة، رفضًا للوجود الإسرائيلي بفلسطين، واحتجاجًا على الإجراءات التطبيعية مع الكيان الصهيوني، وهو القرار الذي سبقه موقف البابا شنودة، برفض مصاحبة الرئيس الراحل محمد أنور السادات في زيارته لتل أبيب عام 1977. وتعد هذه الزيارة والتي ترأسها البابا تواضروس وضمت وفد كنسي يضم ثلاثة أساقفة وكاهن وشماس، هي الأولى من نوعها منذ عام 1967، الأمر الذي اعتبره الكثير من أقباط نجع حمادي، بأن هذه الزيارة لا تعني عودة التطبيع مع إسرائيل، لكن تنفيذًا لوصية مطران القدس وهو مصري الجنسية، بالصلاة عليه ودفنه في القدس. فيقول حنا حسيب، ناشط قبطي، إن زيارة البابا تواضروس لا تعني عودة التطبيع مع إسرائيل أو عدم العمل بقرار المجمع المقدس بعدم السفر للقدس، ولكن جاء تنفيذًا لوصية مطران القدس بدفنه في القدس، موضحًا أن الصلاة على المطران لا بد وأن يترأسها البابا، لافتًا إلى أن الطائفة الأرثوذكسية المصرية لها كنائس وأديرة في القدس الشريف. ويشير مجدي بشرى، مشرف الشباب بالكنيسة الأرثوذكسية نجع حمادي، إلى أن مطران القدس صاحب مرتبة علي في الكنيسة، معتبرًا أن زيارة البابا تواضروس ليس لها أي أبعاد سياسية، لكنها جاءت تنفيذًا لوصية مطران القدس بالصلاة عليه ودفنه في القدس. ويقول ايهاب متياس، صاحب محل تجاري، إن غرض الزيارة ليس له أي علاقات سياسية ، ولكن بغرض الصلاة فقط، على مطران القدس. وكان الأنبا بولس حليم المتحدث الرسمي باسم الكنيسة، أعلن في تصريحات صحفية سابقة أن "موقف الكنيسة لا يزال كما هو ولم يتغير، وهو أنه لا سفر إلى القدس بدون جميع أشقائنا المصريين (المسلمين)"، موضحًا أن زيارة البابا إلى القدس لا علاقة لها بأي أجندة سياسية وإنما تأتي لأسباب دينية وروحية.