أصدر العاهل السعودي الملك سلمان بن عبد العزيز، أمرًا ملكيا بمنع سفر جميع أعضاء مجلس إدارة مجموعة بن لادن السعودية والمهندس بكر بن محمد بن لادن وكبار المسؤولين التنفيذيين في المجموعة وغيرهم ممن لهم صلة بالمشروع وذلك حتى الانتهاء من التحقيقات وصدور الأحكام القضائية في حادث سقوط الرافعة بالحرم المكي. وبحسب وكالة الأنباء السعودية (واس)، أمر الملك سلمان أيضًا بإيقاف تصنيف ( مجموعة بن لادن السعودية ) ومنعها من الدخول في أي منافسات أو مشاريع جديدة ، ولا يرفع الإيقاف إلا بعد استكمال التحقيقات وصدور الأحكام القضائية في هذه الحادثة ويعاد النظر في التصنيف في ضوء ذلك ، وبما لا يؤثر على المشاريع الحكومية التي تقوم المجموعة حالياً بتنفيذها. وكلف العاهل السعودي، وزارة المالية والجهات المعنية بشكل عاجل بمراجعة جميع المشاريع الحكومية الحالية التي تنفذها مجموعة بن لادن السعودية وغيرها ، للتأكد من اتباع أنظمة السلامة والحرص على ذلك ، واتخاذ ما يلزم وفقاً للأنظمة والتعليمات . وسقطت رافعة في الجانب الشرقي من الحرم المكي، يوم الجمعة أسفرت عن سقوط 107 قتلى و238 مصابا. ويشهد الحرم المكي كثافة عددية هذه الأيام مع توافد أكثر من 850 ألف حاج لأداء فريضة الحج. وتجري السلطات السعودية حاليا اكبر عملية توسعة للحرم المكي في تاريخه، ولكن جرت العادة على وقف أعمال التوسعة مع بدء توافد الحجيج. وكان العاهل السعودي الملك سلمان بن عبدالعزيز دشن في يوليو الماضي 5 مشروعات ضمن التوسعة السعودية الثالثة للمسجد الحرام بمكة المكرمة، والتي تعد أكبر توسعة في تاريخ المسجد الحرام. وصدر تقرير اللجنة المكلفة بالتحقيق في حادث سقوط الرافعة، والذي انتهت فيه إلى انتفاء الشبهة الجنائية وأن السبب الرئيس للحادث هو تعرض الرافعة لرياح قوية بينما هي في وضعية خاطئة وأن وضعية الرافعة تعتبر مخالفة لتعليمات التشغيل المعدة من قبل المصنع والتي تنص على إنزال الذراع الرئيسية عند عدم الاستخدام أو عند هبوب الرياح ومن الخطأ ابقاؤها مرفوعة. كما جاء في تقرير اللجنة، أن الشركة لم تفعل وتتبع أنظمة السلامة في الأعمال التشغيلية ، وعدم تطبيق مسؤولي السلامة عن تلك الرافعة التعليمات الموجودة بكتيب تشغيلها يضاف إلى ذلك ضعف التواصل والمتابعة من قبل مسؤولي السلامة بالمشروع لأحوال الطقس وتنبيهات رئاسة الأرصاد وحماية البيئة وعدم وجود قياس لسرعة الرياح عند اطفاء الرافعة بالإضافة إلى عدم التجاوب مع العديد من خطابات الجهات المعنية بمراجعة أوضاع الرافعات وخاصة الرافعة التي سببت الحادثة. وأوصت اللجنة بتحميل المقاول ( مجموعة بن لادن السعودية ) جزءاً من المسؤولية عما حدث لما أشير إليه من أسباب وإعادة النظر في عقد ( الاستشاري شركة كانزاس ) ومراجعة أوضاع جميع الروافع الموجودة بالمشروع والتأكيد على توفير جميع متطلبات واحتياطات الأمان والسلامة فيها.