قال بابا الفاتيكان فرنسيس الأول في مقابلة نشرت اليوم الاثنين إن النظام الاقتصادي العالمي غير العادل ، والذي يقدم المال على البشر، هو سبب جذري لأزمة الهجرة في أوروبا وغيرها. وقال البابا لإذاعة "راديو رينسانسا" ،حسبما جاء في ترجمة إنجليزية للمقابلة نشرتها الإذاعة البرتغالية، إن "هؤلاء الفقراء يفرون من الحرب والجوع ، ولكن هذا هو قمة الجبل الجليدي . لأنه بالأسفل هناك سبب ، والسبب هو نظام اجتماعي اقتصادي سيء وغير عادل". وأكد فرنسيس أن :"ذلك هو النظام الاقتصادي المهيمن حاليا ، لقد أزال البشر من المركز ، ووضع المال محله ، ليصبح المعبود المفضل .. إنني مطلع على قضية الهجرة". وقال البابا فرنسيس :"أود أن أتحدث عن ذلك دون الإشارة بإصبعي إلى أحد بعينه .. عندما يكون هناك فضاء خالي ، يحاول الأشخاص أن يشغلوه . إذا لم يكن لدى دولة ما أطفال ، فإن المهاجرين يأتون ليأخذوا مكانهم". وفي الوقت نفسه قال فرنسيس إنه يتفهم صعوبة أن تفتح أوروبا أبوابها وسط ارتفاع معدل البطالة وتزايد التهديدات من قبل الجماعات الإسلامية المتطرفة في شمال أفريقيا والشرق الأوسط. وقال بابا الفاتيكان ،في إشارة واضحة لتنظيم "الدولة الإسلامية" في ليبيا :"الحقيقة أنه على بعد 400 كيلومتر فقط من جزيرة صقلية، توجد جماعة إرهابية قاسية بشكل لا يصدق ، ومن ثم فإن هناك خطر من التسلل ، هذه هي الحقيقة". كما ذكر أن الأمر يتطلب مزيدا من الجهود لتحقيق السلام والرخاء لبلاد يفر منها البشر ، وأشار إلى محنة أقلية الروهينجيا المسلمة في غرب ميانمار، والتي توفي الكثير من أبنائها في البحر خلال محاولة الوصول إلى ماليزيا أو إندونيسيا. كما سؤل البابا عن دعوته في 6 سبتمبر الجاري التي وجهها لكل أبرشية كاثوليكية أوروبية من أجل استضافة أسرة مهاجرة، مع إعلان أن الابرشيتان الموجودتان داخل دولة الفاتيكان سوف تستضيفان اثنتين من هذه الأسر. وذكر فرنسيس :"عندما أقول أنه ينبغي على كل أبرشية استضافة أسرة (مهاجرة)، لا أعني أنه يتعين بالضرورة أن تعيش هذه الأسرة داخل الأبرشية، ولكن (أعني أنه) ينبغي على مسؤولي الابرشية إيجاد مكان وتحويله إلى شقة صغيرة (من أجل الأسرة)". وعلى صعيد منفصل، دعا الفاتيكان إلى اجتماع حول الأزمة في سورية والعراق يتم عقده مع أساقفة الشرق الأوسط وأكثر من منظمة خيرية كاثوليكية تعمل في المنطقة . وقال إن أكثر من 12 مليون سوري وأكثر من 8 ملايين عراقي في حاجة للمساعدة.