لم يكن ''صفر مريم'' طالبة الثانوية العامة بالمنيا أقل شهرة من ''صفر المونديل 2004''، وصدمة الشعب المصري، حينها بعدم حصول البلاد على أي صوت من الجمعية العمومية للاتحاد الدولي لكرة القدم، يؤيد تنظيمها لكأس العالم عام 2010. قبل أسبوعين عاود الرأي العام مطالعة أخباره عن الصفر الغريب، الذي حصدته طالبة متفوقة دراسيا بامتحان الثانوية العامة، بحب قول أهلها، وفجرت الطالبة التي تقطن محافظة المنيا مفاجأة أمام لجان تظلم الثانوية، عندما اكتشفت أن كراسات إجاباتها حملت خطاً غريبا غير خطها، وإجابات ركيكة على أسئلة الامتحانات لايعقل أن تصدر عن طالبة حمل مشوارها الدراسي كله سمات التفوق اللافت. وأكدت أسرة الطالبة مريم ملاك ذكري، طالبة الثانوية العامة، المقيمة بإحدى قري مركز المنيا، أن تبديلا متعمدا لأوراق إجابات الطالبة تم لصالح طالبة أو طالب فاشل، مدللين علي ذلك باختلاف الخط داخل كراسات الإجابات المنسوبة للطالبة عن خطها الحقيقي والذي دونت به بياناتها علي كراسات الغلاف الخارجي لكراسات الإجابة. وقال باسم ملاك، طبيب بشري، شقيق الطالبة مريم ملاك ذكري، الطالبة بشعبة ''علمي علوم'' بالثانوية العامة، في مدرسة ''صفط الخمار'' الثانوية بالمنيا، أن شقيقته عرفت ببلدتهم بتفوقها اللافت طوال مشوارها التعليمي، بدءا من المرحلة الابتدائية وحتى الصف الثاني الثانوي. ودلل ملاك على كلامه بحصول شقيقته التي لقبها بالضحية، علي شهادات تقدير مختومة من إدارة مدرستها في الصفين الأول والثاني الثانوي، متسائلا كيف يحصد طالب متفوق علي صفر بالمائة من درجات كل المواد، وكيف التحقت اخته بالثانوية العامة من البداية إذا كان هذا هو مستواها. و أضاف ملاك في تصريحات ل''مصراوي'' أن ما تعرضت له شقيقته الطالبة بالمنيا، ظلم لا يحتمله بشر، متهما القائمين على ''الكنترول'' بالإهمال وتبديل أوراق إجابات شقيقته لصالح طالب آخر، مؤكدا أن اتهامه هذا دونه في محضر شرطة وبلا رسم تقدم به للنيابة العامة، مستشهدا بمدرسي شقيقته الذين كانت تراجع معهم إجاباتها عقب كل امتحان ويؤكدون لها أن إجاباتها نموذجية في كل المواد الامتحانية. و كشف ملاك أنه وشقيقته الصغرى مريم اتبعا المسار القانوني، بالتقدم بتظلمات في كل المواد، وبمجرد توجههم لمقر ''كنترول قطاع أسيوط''، كانت الصدمة باكتشافهم أن نماذج الإجابة ركيكة مكتوبة بلا مبالاة، والخط المدونة به مختلف تماماً عن خط شقيقته. و أكد ملاك أن الظواهر تؤشر أن تبديلا متعمدا لأوراق إجابات شقيقته تم لصالح طالب فاشل لينال مجموعا عاليا عبر سرقة تفوق واجتهاد شقيقته وبمعاونة آخرين شاركوا في الجريمة. ووجهت الطالبة مريم مناشدة للرئيس عبد الفتاح السيسي، قائلة:'' أملي أن تهتم سيادتكم بقضيتي، التي أؤمن تماما بعدالتها، فلا يرضيك أن تظلم بنت من بناتك ويدمر مستقبلها في أهم عام دراسي يحدد المستقبل''. وأضافت مريم باكية: ''واثقة من أدائي المتميز في امتحانات جميع، كنت فرحة طوال مدة الامتحانات لكون الأسئلة في مستوي أقل أو مكافئ لتحصيلي، أتحدي أي إنسان واثقة من أنني استحق الدرجات النهائية في كل المواد، ومن يشكك فليحضر لي إجاباتي الحقيقية التي دونتها بخط يدي، أما من سرق مجهودي وكفاحه فشكوته لله هو ومن عاونه في تدميري''.
