"وكالة الغوري" أكثر الأماكن متعة في عالم السياحة الأثرية، تقع في مصر القديمة، التي تعتبر متحفًا مفتوحًا للآثار الإسلامية، يعتبرها الكثيرون جوهرة تزين تاج الفن والإبداع لما تحتضه من عروض فنية واستعراضية، تزاد في ليالي شهر رمضان. تنسب الوكالة إلى "قنصوه الغوري"، آخر سلاطين المماليك، والذي حكم مصر منذ سنة 1501 ميلادية حتى قُتل مع دخول العثمانيين مصر سنة 1516 ميلادية. وقد بناها سنة 1510 وكانت تسمى "وكالة النخلة"، وهي مسجلة ضمن الآثار الإسلامية والقبطية تحت رقم 64، حيث تعد من النماذج القليلة المكتملة بالنسبة للوكالات التجارية الأثرية. وتتكون المجموعة المعمارية للوكالة من "وكالة الغوري - مسجد الغورى - قبة وسبيل وكتاب ومدرسة الغورى"، وشُيدت في آخر عصر المماليك، وتتميز بتصميم فريد، فتجدها عبارة عن كتلة بنائية واحدة تتخذ شكل حرف "U"، تظهر فيها خطوط متصلة بين كل أجزاء المباني. ونتيجة هذا التميز المعماري في أكتوبر عام 2005 فتحت وكالة الغورى أبوابها مرة أخرى كموقع أثرى وكمركز ثقافي يعمل من اجل التنمية الثقافية والبشرية في منطقة القاهرة الإسلامية ويتواكب أنشطته الثقافية والفنية مع ما يحدث في هذه المنطقة من مشروعات في مجالي العمارة والعمران. أصبحت "وكالة الغوري" تابعة لصندوق التنمية الثقافية، وأسهم موقعها المميز في قلب القاهرة الإسلامية في دعم فكرة استثمارها ثقافياً وفنياً، فتم تجهيز الوكالة لتتحول إلى سوق فني وإبداعي، وخشبة مسرح حديثة، وغرف مجهزة لتبديل الملابس، وكراسي لقاعة العرض الواسعة التي تتسع لاستقبال 300 متفرج، وتتوسطها النافورة الرخامية ثمانية الأضلاع، إضافة إلى منفذ بيع الهدايا التذكارية والكتب. كما أن هذا المركز الفني مجهز بنظامي صوت وإضاءة على مستوى راق. وتحتضن وكالة الغوري عروض "فرقة التنورة" التي تتميز بالحضور الجماهيري لها من مختلف مدن العالم، حيث تقدم أغاني مديح الرسول مصاحبا برقص التنورة الشهيرة والآلات الموسيقية. وتكونت فرقة التنورة للفنون التراثية، في فبراير عام 1988م، بمقر قصر الغوري للتراث، وتعد إحدى فرق الهيئة العامة لقصور الثقافة. وشاركت فرقة التنورة في برنامج التبادل الثقافي الخارجي، والمهرجانات الدولية، وقدمت عروضها الفنية في العديد من البلدان، من بينهم، اليابان، والولايات المتحدةالأمريكية، والنمسا، والمجر، وإيطاليا، والسويد، والنرويج، والدنمارك، وفرنسا، وتونس، وسوريا ولبنان، وغيرها من دول العالم.
