رغم القصف والدمار والاشتباكات، وانهيار البنية التحتية والفقر والجوع، وانتشار وتفشي الأمراض، فإن اليمنيين لم يتخلوا عن مخدرهم المفضل "القات". اليمنون الذين اعتادوا على نقص الماء والغذاء والوقود وانقطاع الكهرباء، ولكن لا تجد سوقا في اليمن وإلا به "القات" ولا صوت يعلو فوق صوت بائعوه، ويتسارع اليمنيون على شراءه حتى قبل الماء والغذاء. و"القات" هو نبات يمضغ من قبل مستهلكيه للحصول على تأثير منشط، ويزرع في اليمن ومعظم بلدان شرق أفريقيا، ويشكل تهديدا لصحة الأفراد الجسدية والعقلية، كما ينعكس سلبا على المجتمع نتيجة الآثار الاقتصادية الناجمة عنه مثل تراجع الإنتاجية. ويتراوح سعر كيس "القات" في العاصمة صنعاء، ما بين دولارين و14 دولارا، يدفعها اليمن الذي يعيش أكثر من 80 بالمئة من سكانه تحت خط الفقر من أجل الشراء – بحسب تقرير مصور لقناة سكاي نيوز عربية. ويقول أحد الشباب اليمنيين في التقرير، إنه يتناول "القات" بسبب انعدام الحاجات الأساسية كالبترول والغاز، فنتجه إلى القات كي ننسى الهموم"، ويصف أخر القات ب"الصديق الوحيد للشعب اليمني" وبحسب منظمة الصحة العالمية، فإن التقديرات تشير إلى أنّ نحو 90% من الذكور البالغين يمضغون القات طيلة ثلاث ساعات إلى أربع ساعات يومياً في اليمن. وقد تناهز نسبة الإناث اللائي يتعاطينه 50% أو أكثر من ذلك بسبب ميل الفتيات إلى اتّباع تلك العادة؛ وتشير نتائج إحدى الدراسات التي أُجريت لصالح البنك الدولي في الآونة الأخيرة إلى أنّ 73% من النساء في اليمن يمضغن أوراق القات بشكل متكرّر نسبياً. وما يثير الذهول، في الوقت ذاته، نزوع 15% إلى 20% من الأطفال دون سن 12 عاماً إلى تعاطيه بشكل يومي أيضاً. وأعلن تنظيم القاعدة في اليمن، فرض فرض غرامات على تجارة القات، وقال التنظيم في بيان إن أي تاجر يوقف وبحوزته بين 1 و10 كلج من القات عليه تسديد غرامة 500 ألف ريال (2500 دولار تقريبا). وتضاعف قيمة الغرامة مرتين للكميات بين 10 و100 كلج، وتصل إلى مليون ريال ومصادرة السيارة عند تجاوز 100 كلج. ومنع التنظيم استهلاك القات في مدينة المكلا التي يسيطر عليها في 14 مايو، لكن الكثير من السكان يؤكدون عجزهم التخلي عن عادة مضغ أوراقه. وحَرّمّت السعودية ومصر القات واعتبروه مادة مُخدرة، حيث حرم العلماء في المملكة العربية السعودية وعلى رأسهم الشيخ عبد العزيز بن باز وكذلك حرمها علماء الأزهر الشريف واعتبروها مادة مخدرة محرم شرعاً تعاطيها .أو استخدامها بأي شكلٍ من الأشكال. وأعلنت الأممالمتحدة أقصى حالات الطوارئ الإنسانية في اليمن، محذرة من انهيار وشيك للنظام الصحي. ويحتاج أكثر من 21.1 مليون شخص، أي 80 في المئة من الشعب اليمني، إلى مساعدات. كما يعاني 13 مليون شخص نقصاً في الأغذية، و9.4 مليون شخص من قلة المياه. وشن تحالف عسكري بقيادة السعودية ضربات جوية ضد الحوثيين وأنصار الرئيس اليمني السابق علي عبدالله صالح، في اليمن بهدف إبعادهم وإعادة هادي إلى السلطة بعد استغاثة الأخير بمجلس التعاون الخليجي نهاية مارس الماضي. واستطاع الرئيس عبد ربه منصور هادي، الفرار من حصار الحوثيين لمدينة عدن متوجها سلطنة عمان ومنها إلى السعودية بعد أن سيطر الحوثيون على العاصمة اليمنية صنعاء في سبتمبر الماضي، قبل أن يتوجهوا للسيطرة على المزيد من مناطق البلد.