نبروة أو كما يطلق عليها البعض ''عاصمة الفسيخ'' تعد الأولى محط الأنظار في شم النسيم نظرا لشهرتها الواسعة فى إنتاج الفسيخ على مدار عقود متتالية بل وصل بها الأمر لتكون من المدن المصدرة للعواصم العربية وعدد من الدول الأوربية عن طريق المصريين المقيمين بالخارج أبناء القرى المحيطة بالمدينة. تبعد نبروة عن المنصورة عاصمة محافظة الدقهلية 20 كيلو متر فقط لتصبح مقصدا للكثير من المشاهير من لاعبى كرة القدم والفنانين لشراء الفسيخ خلال احتفالات أعياد الربيع. ''مصراوى'' إنتقلت الى المدينة للتتجول بين محلات صناعة الفسيخ ومصانع إنتاجة المنتشرة بكافة شوارع المدينة بل إمتدت لبعض القرى القريبة منها ،لنتعرف عن سبب شهرة المدينة خاصة ان حجم تجارة الفسيخ بها تتعدى ملايين الجنيهات خلال موسم ''شم النسيم'' فضلا عن تواجد أكثر من 40 مصنع لصناعة الفسيخ والأسماك المملحة وأكثر من 5800عامل يعملون فى تلك المهنة بالمدينة فقط قال إيهاب اليمانى '' أشهر فسخانى بالمدينة'' إن شهرة '' نبروه '' في تصنيع الفسيخ ترجع إلي مطلع القرن الماضي عندما كان بعض التجار من أبنائها يسافرون إلي بلطيم عن طريق خط سكك حديد ''الدلتا القديم'' ويشترون أسماك البوري من صيادي بحيرة البرلس وتخصص بعضهم في مهنة الفسخاني الذي يقوم بوضع أسماك البوري في براميل خشبية بواقع طبقة من الملح وأخري من البوري وغلق هذه البراميل غلقًا محكمًا ولا يتم فتحها الا بعد أن يكون الفسيخ قد أصبح صالحًا للأكل وأضاف ان المدينة اصبح بها عدد كبير من العائلات''الفسخانية''وإستطاعت تلك العائلات ''صناعة الفسيخ'' في ''نبروه''، واحتكرت المهنة بعض الوقت، ومع الزمن وصل عدد مصانع الأسماك المملحة في المدينة إلي 40 مصنعاً، وهو ما أهلها إلي جانب أسباب أخري مثل ''الخبرة'' و''الصنعة''، إلي أن تشتهر باسم ''عاصمة الفسيخ'' مشيرا الى إنه ورث هذه المهنة أباً عن جد، وإنه توسع فيها بمشاركة أشقائه، أبرزهم شريف الذى يعمل معه بالمحل وأشار أن صناعة الفسيخ جعل المدينة تشتهر وحولها إلي قلعة صناعية وتجارية حتى أصبح زبائنها من كبار المشاهير. وقال:'' كانت الصناعة تتبع الطرق البدائية في تجفيف الفسيخ، وكان يعرض السمك للشمس لأيام حتى يجف بطريقة طبيعية ثم يضغط علي الذيل حتى تفك أعصابه ويترك لفترة أخري وتوضع عليه مياه دافئة لمدة نصف ساعة، ثم يغسل بالماء ويوضع في براميل خشب، وهذه الطريقة يمكن أن تستعمل فيها أسماك غير طازجة أو أسماك ميتة في الأحواض ولكن مع انتشار الوسائل الحديثة تم تحديث الصناعة طبقاً للمواصفات الصحية السليمة، بدءاً بنوعية الأسماك وانتهاء بعملية التصنيع، إذ يتم التعامل مع مزارع معينة لضمان جودة السمك، ولا نتعامل إلا مع التي تتميز بجودة السمك من نوعيات البوري، والطوبار، ولكننا لا نعمل في تصنيع السهيلي الذي يشبه البوري، ونحرص كل الحرص علي البعد عن المزارع التي تغذي الأسماك فيها على السبلة''. وتفاوتت اسعار الفسيخ هذا العام لتبدأ من 25 جنيهًا للأنواع الصغيرة وتتدرج حتى تصل إلى 65 جنيهًا للكيلو بالنسبة للأنواع الممتازة. فى السياق ذاتة حذر الدكتور محمد أبو سليمان ''وكيل وزارة الصحة بالدقهلية''المواطنين من الإفراط فى تناول الأسماك المملحة والفسيخ خلال أعياد الربيع مؤكدا أنه يحتوي على ''قنابل ميكروبية'' لها أثر ريب سصعلى السيدات الحوامل ومرضى القلب والأطفال. وقال أبو سليمان أنه عند تناول الفسيخ لابد من إزالة الرأس والأحشاء وأن يغمس في محلول مخفف من خل التفاح والليمون لمساعدة الجسم في التخلص من الأملاح الزائدة به وألا يتجاوز تناول الفرد 150 جرامًا من الفسيخ في الوجبة وطالب وكيل وزارة الصحة المواطنين بتناول البقدونس والبرتقال والموز والبصل الأخضر والخس والكنتالوب لتخيف حدة الاملاح الموجودة في السمك المملح حال تناوله.