بركات.. مخرج الروائع الذي أنتج ''في بيتنا رجل'' من أجل 5 ألاف جنيه

علامة بارزة في السينما المصرية، وقيمة فنية لها رصيدها الكبير، يشهد له القدامى والجدد من السينمائيين بالمقدرة والكفاءة والأسلوب المتميز، هو المخرج الذي عقد أنجح زواج بين السينما والأدب، حينما أخرج فيلمي ''دعاء الكروان'' لطه حسين، و''الحرام'' ليوسف ادريس.
هنري بركات الذي ولد في الحادي عشر من يونيو لعام 1914، لا ينتمي الي مدرسة معينة من الاخراج، بل هو بالفعل المدرسة التي ينتمي لها الآخرون، تميز اسلوبه بالسلاسة بعيدة الافتعال، تكوينه الشخصي جعله لا يميل الي افلام العنف والجنس.
نجح بركات في تقديم الافلام السياسية فقدم هذه النوعية من خلال الفيلم الناجح ''في بيتنا رجل'' عندما أعجبته الفكرة وقت تقديمها كنص مسرحي علي خشبة المسرح القومي، ولكن لم يدخل بركات في هذا الاتجاه حباً في اخراج هذه النوعية من السينما، ولكن كان طمعاً في جائزة تقديرية خمسة آلاف جنيه.
كان يطمح بالفوز بالجائزة، ففي هذا الوقت أقيمت جوائز تقديرية للإنتاج ورأى بركات أن قصة ''في بيتنا رجل'' قصة سينمائية جميلة، فأنتج الفيلم وصرف عليه ببذخ وبدون تفكير أملا في الحصول علي هذه الجائزة، وكانت وقتذاك المنافسة قوية من المنتجين، وفي العام الذي قام بإخراج الفيلم وانتاجه كانت الصدمة وهي إلغاءها.
لم ييأس بركات بعد تلك الصدمة وهدأت نفسه بعد نجاح الفيلم جماهيرياً، وبعدها قام بقراءة رواية، ''الباب المفتوح'' للدكتورة لطفية الزيات، والتي استهوته روايتها فقام بشرائها ولكنه لم ينجح تجارياً ونجح فنياً.
كان يري بركات الذي بدأ حياته الفنية كمساعد للإخراج، أن النقد الفني بمعناه الحقيقي غير موجود، ويري أن الناقد في مصر يختار العيوب لينشرها، كان فناناً متميزاً، مخرجاً يبحث عنه المؤلفون، مبدعاً يتمني الممثلون الظهور في أفلامه، لذلك كانت اعماله تُحكي في كل زمان ومكان فقدم تراثا كبيرا من الأفلام الروائية الطويلة منها ''الشريد، المتهمة، القلب له واحد، الهانم، العقاب، الواجب، معلش يا زهر، آمال، ما تقولش لحد، غلطة أب، دعاء الكروان، في بيتنا رجل، أمير الدهاء، هذا جناه أبي، الحب الضائع، أفواه وأرانب''، وعدد كبير من الاعمال السينمائية ليرحل عن عالمنا يوم الثالث والعشرين من فبراير لعام 1997.