مازال الغموض يحيط بالعلاقات الرسمية بين تركيا وإسرائيل، ففي الوقت الذي تهاجم فيه تركيا عبر رئيسها رجب طيب أرودغان أو وزير خارجياتها مولود جاويش أوغلو سياسات إسرائيل تجاه فلسطين، يرتفع ميزان التبادل التجاري بين تركيا وإسرائيل. وقبل أيام قرر وزير خارجية تركيا مولود جاوش اوغلو، عدم حضور مؤتمر ميونيخ للأمن في دورته الحادية والخمسين بسبب مشاركة اسرائيل في الجلسة الخاصة بالشرق الاوسط. غير أن الوزير نفسه رأى أن العلاقات الإسرائيلية - التركية يمكن أن تعود إلى طبيعتها، وذلك بعد أن تتحقق بعض الأسس والأمور التي نريدها، وفي حال تحققت هذه الأمور فيمكن أن ترجع سياستنا مع إسرائيل إلى الأمور الطبيعية العادية التي كانت من قبل. انسحاب أعلن وزير الخارجية التركي، مولود جاوش اوغلو، انسحابه وعدم مشاركته مؤتمر ميونيخ للأمن في دورته الحادية والخمسين بسبب مشاركة إسرائيل في الجلسة الخاصة بالشرق الاوسط. كان وزير الخارجية يعتزم حضور المؤتمر الذي يشارك فيها نحو 20 رئيس دولة و60 من وزراء الخارجية والدفاع . وقال جاوش أوغلو ''ولكننا قررنا عدم المشاركة في مؤتمر ميونيخ للأمن لانهم دعوا ممثلين عن إسرائيل لحضور الجلسة الخاصة بالشرق الاوسط''. وأضاف ان العلاقات بين تركيا وألمانيا ليست قاصرة على المؤتمر، مشددا '' هذا ليس موقفا ضد ألمانيا''. اقتصاد مزدهر ارتفع الميزان التجاري بين إسرائيل وتركيا بنسبة 25% خلال العامين الأخيرين''، بحسب القنصل الإسرائيلي في إسطنبول، شاي كوهين مؤكدا أن إسرائيل أصبحت شريكا تجاريا قويا لتركيا في المنطقة. ونقلت صحيفة ''ميللي جازته'' التركية، عن القنصل الإسرائيلي، قوله إن حجم الصادرات التركية إلى إسرائيل قفز إلى 2.925 مليار دولار بحلول عام 2014، مسجلا زيادة قدرها 94.34% بعد أن كان نصف مليار دولار فقط في عام 2009، مشيرا إلى أن الزيادة الملحوظة في حجم التبادل التجاري بين تركيا وإسرائيل لم يقتصر على الصادرات التركية لإسرائيل فقط، بل شهدت الواردات الإسرائيلية لتركيا أيضا زيادة ملحوظة خلال الفترة الأخيرة. غموض تركيا وضعت ثلاثة شروط أساسية لتتحسن علاقتها مع إسرائيل وهي بحسب وزير الخارجية: الاعتذار عن حادثة السفينة (التركية) مرمرة (التي هاجمتها القوات الإسرائيلية لدى محاولتها خرق الحصار الإسرائيلي على غزة مما أدى إلى مقتل نحو 17 تركيا) وهو أهم شرط من شروطنا.. فقد كنا نريد اعتذارا بشكل رسمي، وقد تحقق. كما طلبنا تعويضات لعائلات الأشخاص الذين قتلوا في هذه الحادثة الأليمة، وهو أمر قيد النقاش.. وطبعا طالبنا برفع الحصار عن غزة والمدن الفلسطينية التي تتعرض إلى مآس كبيرة جدا. هذه هي الشروط الثلاثة التي طالبنا بها، وقلنا للإسرائيليين إننا يمكننا أن نتعاون معهم من أجل هذه الأمور. وسبق أن اتهم رئيس الوزراء التركي، رجب طيب أردوغان، الإسرائيليين بتعمد قتل الأمهات الفلسطينيات، أثناء العدوان على غزة محذرا من أنهم سيغرقون في الدماء التي سفكوها. وحاول نشطاء ومناصرون للقضية الفلسطينية من عدة دول مختلفة في كسر الحصار عن طريق تنظيم أسطولين بحريين يحويان مواد تحظر دخول قوات الاحتلال وذلك في عام 2008، إلى أن تحرك ''أسطول الحرية'' من تركيا باتجاه غزة من 50 دولة مختلفة، وكان من أبرز المشاركين فيها أعضاء من البرلمان الأوروبي والألماني والإيطالي والايرلندي، وأعضاء آخرين من البرلمان التركي والمصري والكويتي والمغربي والجزائري والأردني، وكذلك أعضاء عرب من الكنيست الإسرائيلي، بالإضافة إلى أكثر من 750 شخصية ناشطة في المجال الحقوقي تضم عددا من الإعلاميين، وهذا يعتبر أكبر تحالف دولي يتشكل ضد الحصار المفروض على غزة، ويعد كذلك أكبر حملة تسعى إلى كسره. غير أن قوات الاحتلال الإسرائيلي اعترضت الأسطول في المياه الدولية وأطلقت عليه الأعيرة النارية، ما ادى إلى قتل 9 من الأتراك واعتقال العشرات من المشاركين بالأسطول.