شفيق جلال.. نجم الأغنية الشعبية الذي عشق عبدالوهاب ولقب ب''أستاذ الموال''

رغم الرحيل الذي يُغيب الفنان عن جمهوره وعن عالمنا، تظل الأعمال التي قدمها تخلد ذكراه، خاصة عندما ينفرد هذا الفنان بإسلوب خاص به، لا يستطيع أحد أن يسير علي نهجه، ومن بين هؤلاء المطرب الشعبي شفيق جلال، المتربع على عرش الغناء الشعبي، والذي لقبه جمهوره ب ''أستاذ الموال''، بعد براعته في اثبات نفسه وسط جيله، واستطاع بأدائه لفن ''الموال'' ان يجذب المستمع اليه.

من بين أغانيه الشهيرة أغنية ''بنت الحارة يا بنت الحارة''، التي تقول بعض كلماتها ''بنت الحاره يا بنت الحاره، حبيتك يا ام حلق طاره، حبيتك يا ام حلق طاره ''، وهي الأغنية التي كتبها بيرم التونسي، ولحنها احمد صدقي، وتم تصويرها ضمن احداث فيلم ''ريا و سكينة'' لعام 1953، واخراج صلاح ابو سيف، وبطولة انور وجدي، وفريد شوقي، ونجمة ابراهيم.

يمكن أن تأخذ هذه الاغنية لقب ''المظلومة''، فقد عرفناها في فيلم الاثارة و الرعب ''ريا و سكينة''، و لم تُذاع أو يتم تداولها إلا في الفيلم، لذا لا يعرفها الناس، الا مرتبطة بالرعب رغم أنها من أروع ما غني شفيق جلال.
ولد شفيق جلال في الخامس عشر من يناير لعام 1929، بدأ مشواره الغنائي من منطقة الدرب الأحمر بالقاهرة، ولم تكن أغنية ''بنت الحارة'' هي التي علقت في أذان جمهوره فقط فكان له أغنية بعنوان ''شيخ البلد''، التي تقول في بعض كلماتها، ''شيخ البلد خلف ولد، يا فرحته قلبه انشرح، عامل فرح لخلفته''.
لمشاهدة لينك أغنية شيخ البلد .. اضغط هنا

أما الأغنية المميزة التي لم تستطع الأجيال أن تنساها، وهي من أشهر الأغاني الشعبية على الإطلاق أغنية ''أمونة''، حيث ظلت عالقة في أذهان المستمعين حتي بعد وفاة ''أستاذ الموال'' شفيق جلال .
لمشاهدة لينك الأغنية .. اضغط هنا

قدم أستاذ الموال في حياته سيلاً من الأعمال الفنية المتنوعة، التي شجعته علي أن يقدم أعمالاً سينمائية ومسرحية، وظل شفيق جلال يغني في الأركان والمناطق الشعبية، حتى اعتمدته الإذاعة المصرية عام 1943، وأعتبر أن محمد عبد الوهاب هو استاذه الذي تربي علي صوته وموسيقاه.


ففي أحد اللقاءات التليفزيونية النادرة قال جلال، أن محمد عبد الوهاب كان حلم كبير بالنسبة للمستمعين، وعندما يغني عبد الوهاب، يتحقق هذا الحلم، مشيراً الي أن أغانيه هي التي شجعته علي أن يباشر موهبته، قائلاً: ''لولا عبد الوهاب ما سمعنا المغنى الحلوة والموسيقى الجميلة، فأنا أعتبره هو وسيد درويش أهرامات فنية''.
لمشاهدة لينك اللقاء التليفزيوني النادر ..اضغط هنا


لم يقتصر حب شفيق جلال للفن علي تقديم الأغاني فقط، ولكن قدم عدد من الأفلام السينمائية منها ''أميرة حبي أنا، وحافية على جسر الذهب، وممنوع في ليلة الدخلة، والآنسة حنفي، وخلي بالك من زوزو، ورجال لا يعرفون الحب، وشلة الأنس، وكابوريا، وزنقة الستات، وبالوالدين احساناً'' وغيرها من الاعمال السينمائية .

ورغم تقديم شفيق جلال لأكثر من 30 عملاً فنياً، الا أن تلك المشاركات كانت تنحصر في ''المطرب الشعبي''، عندما كان يستعين به المخرجين من اجل تقديم الدور داخل العمل الفني، وتوفي عن عمر يناهز ال 71 عاماً، في يوم الخامس عشر من فبراير لعام 2000.