ماهر العطار طائر "الإمري"

التليفزيون ظلمني‏..‏ والسياسة خطفتني

هو صوت الفرح‏,‏ ومطرب الجامعات في خمسينات وستينات القرن الماضي‏,‏ زرع البهجة والأمل في أرض الأحزان‏,ظهروسط سرب هائل من طيور الغناء الجميل الذين صعدوا بالأغنية المصرية والعربية إلي عنان السماء. إنه المطرب عذب الأداء اماهر العطارب الذي قدم حوالي500 أغنية, و7 أفلام وأكثر من مسلسل تليفزيوني وإذاعي والعديد من المسرحيات, هي بمثابة تابلوهات فنية ذات بصمات خاصة ومميزة نافس من خلالها عبدالحليم حافظ في عزه بقوة في مخاطبة الوجدان والعزف علي أوتار قلوب العذاري في زمن كان عنوانه الأول االأغنية الرومانسيةب بامتياز, ورغم كل هذا الرصيد الضخم من الأعمال الفنية فقد غيبت وسائل الأعلام هذا الصوت عمدا, ولا أحد يدري لمصلحة من يكون كل هذا الغياب لقامة فنية مصرية وعربية أمتعت الجماهير لأكثر من نصف قرن من الزمان ؟!
والباعث علي الأسي والألم أنه يندرأن تجد له حوار في الجرائد والمجلات المصرية والعربية طوال عشرات السنين الماضية, وإذا دعتك نفسك للمغامرة وقلبت بالريموت كونترول فإنك لن تجد ضالتك المنشودة, وإذاحاولت تدور بمؤشر الراديو علي أي محطة من محطات الإذاعة المصرية لتسمع واحدة من أغنياته فربما تكون إذناك سعيدة الحظ في لحظة عفوية لتسمتع بالمصادفة إلي اافرش منديلك علي الرملةب أو ابلغوهب أو اداب قلبي, أو امين يأمنلك مين, وهي في النهاية تظل نقطة في بحار ومحيطات النغم الأصيل.
ومن هنا تقف الأهرام علي أعتاب عصر الرصانة وتحاور صاحب التجربة الحية والعريضة في الغناء الرومانسي الرقيق الذي غني: اقمري أنا, منديل الحب, دوبوني الغمزتين, الصبر طيب, وغيرها من الأغنيات التي حققت نجاحا كبيرا في زمن كان قوامه الفن الجميل, فإليكم التفاصيل..
مطربنا الكبير ماهر العطار.. لوحكينا عن مشوارك الفني الطويل الذي بدأ في نهاية الخمسينات زنبتدي منين الحكايةس؟
ضاحكا: من حي باب الشعرية حيث ولدت في بيت كل من فيه يتذوق ويحب الفن خاصة الغناء, وكان والدي الذي يعمل مقاولا يتمتع بصوت جميل, وكذلك والدتي التي كانت ربة منزل, وحتي الآن أحتفظ لهما بتسجيلات صوتية يغنيان فيها بعض أغنيات أم كلثوم ومحمد عبدالوهاب, ومن هنا أستطيع القول بأنني في هذا البيت المفعم بحب الفن عشقت الغناء وكنت أردد في طفولتي أغاني عبدالوهاب ومحمد فوزي وفريد الأطرش ومحمد عبدالمطلب.
هل كنت الولد الوحيد في أسرتك الذي يتمتع بصوت جميل؟
كان عندي شقيقان هما محمد وفؤاد والأخير كان صوته جميلا لكنه لم يحترف الغناء.
لماذا درست في كلية التجارة ولم تدرس في معهد الموسيقي العربية طالما أهلك يحبون الفن والغناء؟
لأن مهنة الفن غير مضمونة, وأي أسرة سواء في الماضي أو حتي الآن تحب أن يدرس ابنهم دراسة علمية ثم يتجه بعد ذلك للهواية التي يحبها,وهذا ما حدث معي فرغم عدم اعتراض أسرتي علي اتجاهي للفن إلا أنني درست في كلية التجارة جامعة عين شمس, وفي نفس الوقت درست الموسيقي في معهد الموسيقي العربية, وكنت أذهب لكلية التجارة نهارا و أدرس الموسيقي ليلا, إلي أن حصلت علي بكالوريوس التجارة عام1965 وأيضا دبلوم معهد الموسيقي العربية.
وكيف اتجهت إلي عالم الفن ؟
عن طريق برنامج اركن الهواةب الذي كان يقدمه في الإذاعة المصرية الإذاعي الكبير علي فايق زغلول, حيث كنت أغني في هذا البرنامج أغاني كبار المطربين, وكان معي في البرنامج زملائي محرم فؤاد وعبداللطيف التلباني وعادل مأمون, لكنني كنت أصغرهم سنا حيث كان سني في ذلك الوقت حوالي18 سنة.
ما هي قصة أول أغنية قدمتها في مشوارك الفني؟
أول أغنية ابلغوهب كلمات عبدالعزيز سلام وألحان محمد الموجي, ولهذه الأغنية قصة طريفة, فبعد إعادتي لمجموعة كبيرة من أغنيات المطربين الكبار, أحببت أن يكون لي أغنية خاصة بي فذهبت إلي الملحن محمد الموجي وطلبت منه أغنية خاصة, وبعد أن غنيت أمامه العديد من الأغنيات التي أحفظها لجيل العمالقة ليعرف ماذا يليق علي صوتي, أعطاني أغنية زبلغوهس التي حققت نجاحا كبيرا في حفل زأضواء المدينةس ما جعل المخرج حسن الصيفي يبحث عني للقيام ببطولة أول أفلامي زإحترسي من الحبس.
في عام1957 تعاقد معك الموسيقار محمد عبدالوهاب علي بطولة فيلمين لكنهما لم يخرجا للنور لماذا؟! وماهي ظروف تعارفك بهذا العملاق؟
جاء تعارفي بالموسيقار محمد عبدالوهاب بالمصادفة البحتة, ففي أحد الأيام كان موجودا في الإذاعة وكنت أغني في اركن الهواةب أغنية اظلموهب التي لحنها لعبدالحليم حافظ, فأعجب بصوتي وطلب من المسئولين عن البرنامج رقم تليفون منزلي وبالفعل إتصل بي وردت عليه والدتي لكنها لم تصدق, وأعتقدت أن أحد المعجبين يعاكسها فأغلقت التليفون في وجهه, وعاود الإتصال مرة ثانية وأكد لها أنه عبدالوهاب, ونادت علي وهي لا تصدق أن هذا العملاق يتصل بابنها الذي لم يتعدي عمره العشرين عاما,ويومها أشاد بصوتي وطلب مني أن أزوره في منزله, وذهبت في اليوم التالي وأنا اطاير من الفرحة, لكن بمجرد أن جلست أمامه بدأت أرتجف ولم أستطع الكلام, وبذكائه الحاد بدأ يتكلم عن أغنياته وألحانه لعبدالحليم حافظ ونجاة الصغيرة وفايزة أحمد وغيرهم من المطربين, وسألني عن سر إختياري للدراسة في كلية التجارة, وبعد أن هدأت طلب مني الغناء,ونظرا لخوفي الشديد من الغناء أمامه أعطاني اظهره!,حتي لا أنظر إلي وجهه أثناء الغناء, وبعد أن التقطت أنفاسي غنيت له اأهواكب واظلموهب وافين طريقك فين, ويومها لم يتركني أنصرف حتي وقعت معه عقد بطولة فيلمين وأعطاني20 جنية كعربون, وكان الفيلم الأول بعنوان اموعد مع الحبب مع عمر الشريف, والثاني لا أتذكر إسمه حاليا, وكتبت الصحف والمجلات عن هذا التعاقد وبدأ إعلان فيلم اموعد مع الحبب ينشر, لكن مرت الأيام والشهور ولم يحدث شيئ ولم أدخل أي أستديو, وأثناء ذلك عرض علي المخرج حسن الصيفي بطولة فيلم اإحترسي من الحبب أمام الجميلة زبيدة ثروت فوافقت علي تمثيله فورا, وإستمتعت بالتمثيل أمام زبيدة ثروت التي كانت فتاة أحلام شباب هذه الفترة, وقبل عرض الفيلم, عرض علي الصيفي فيلمي الثاني االنغم الحزينب أمام سامية جمال فوافقت عليه أيضا, وبدأ من هنا المشوار مع السينما والأغاني والشهرة.
وماذا كان موقف الموسيقار الكبير محمد عبدالوهاب الذي وقع معك عقد بطولة فيلمين ؟
تقبل الأمر بصدر رحب وسعد جدا بعملي مع حسن الصيفي, وفي أحد الأيام فوجئت بإتصال منه يخبرني إنه سينتج لي فيلما بعنوان احسن ونعيمة, فسعدت جدا بهذا لكن فرحتي لم تدم طويلا, حيث فوجئت في اليوم التالي وأثناء قراءتي للسيناريو إنني سأرتدي جلباب فلاحي وسأتحدث باللهجة الفلاحي, فرفضت الدور لأنني لم أري نفسي فيه,حيث كنت صغير السن ووسيم وطالب جامعي, ورشحت لهم زميلي في اركن الهواةب المطرب الشاب محرم فؤاد لأنه وجهه مصري جدا ومناسب للدور أكثر مني, وبالفعل اتصلوا بمحرم الذي قام بالدور كأفضل ما يكون, وحقق شهرة كبيرة هو وسعاد حسني بهذا الفيلم.
من أفلامك التي كانت سابقة لعصرها فيلم اه3 ب بطولتك مع سعاد حسني ورشدي أباظة ما ذكرياتك عن هذا الفيلم؟
هذا الفيلم كان سابقا عصره بالفعل, حيث يتحدث عن كيفية رجوع الشباب إلي الرجال المسنين عن طريق تعاطي عقار طبي إسمه اه3, وفي هذا الفيلم غنيت مجموعة من الأغنيات الجميلة لعل أبرزها ادوبوني الغمزيتينب التي مازالت ناجحة حتي اليوم, ومن المفارقات التي لا يعرفها أحد أن هذا الفيلم هو البداية الحقيقية لسعاد حسني في السينما وليس فيلم احسن ونعيمةب!.
ولكن كيف تقول هذا وكل المعلومات التي ذكرت في الكتب السينمائية بما فيها حوارات سعاد حسني تؤكد أن أول أفلامها كان احسن ونعيمةب؟
هذا صحيح!!, لكن الحقيقة أو المفارقة في الحكاية أن سعاد حسني بدأت تمثيل فيلم اه3 ب عام1959 وقبل فيلم احسن ونعيمة, لكن فجأة توقف تصوير فيلمي, وعرض عليها في هذا الوقت فيلم احسن ونعيمةب ووافقت عليه, وعرض في نفس العام وحقق نجاحا كبيرا, وبعد ذلك إستكملنا فيلمنا لكنه لم يحقق نجاح احسن ونعيمةب.
قمت ببطولة7 أفلام سينمائية ما أحب هذه الأفلام إلي قلبك؟
أستطيع القول أن أول فيلمين وهما اإحترسي من الحبب عام1959, واالنغم الحزينب عام1960 نظرا لنجاحهما الكبير, لكن هذا لا يمنع حبي لباقي أفلامي التي تحقق مشاهدة عاليه عند عرضها في الفضائيات.
كم بلغ عدد الأغاني التي قمت بغنائها حتي الآن؟
550 أغنية ما بين عاطفية وشعبية ودينية ووطنية, حيث غنيت كل الألوان الغنائية.
وما أحب هذه الألوان الغنائية إلي قلبك؟
اللون الشعبي أوبصورة أدق العاطفي الشعبي.
ما الأغنيات التي تعتبرها محطات مهمة في مشوارك الفني؟
بلغوه, داب قلبي, دوبوني الغمزتين, قلبي سألته عليك, ظلمته مره واحدة, أفرش منديلك علي الرملة, ياما زقزق القمري, قمري أنا, مين يأمنلك مين, أيوه يا واد, الصبر طيب, وعيد الميلاد وغيرها.
من أجمل أغنياتك العاطفية أغنيتان الأولي بعنوان اقلبي سألته عليكب والثانية اظلمته مرة واحدة.. ظلمني هو مية, لكن كثير من المستمعين يستمعون إلي هاتين الأغنيتين بصوت فايزة أحمد ووردة الجزائرية.. كيف وصلت لهما هاتان الأغنيتان؟
هاتين الأغنيتان من ألحان بليغ حمدي ولقد غنيت أغنية اقلبي سألته عليكب في فيلم االنغم الحزين, واظلمته مرةب غنيتها في فيلم ابنات بحري, وبعد النجاح الكبير الذي حققته هاتان الأغنيتان بصوتي, فوجئت ببليغ يعطهما لفايزة وورده نظرا لحبه الشديد لصوتيهما.
هل غضبت من بليغ حمدي عندما فعل ذلك؟
إطلاقا لأن بليغ كان صديقي جدا وكنت أعلم أنه ضعيف أمام النساء ولا يرفض لهن طلبا, ويكفي إنني ساهمت في جزء من شهرة فايزة أحمد ووردة.
كانت بدايتك من خلال الأغاني العاطفية وحققت نجاحا كبيرا لماذا تحولت إلي الغناء الشعبي؟
عبدالحليم حافظ هو السبب في هذا التحول فبعد تقديمي لمجموعة كبيرة من الأغنيات العاطفية, قابلني وقال لي: يا ماهر حتي تحقق نجاحا كبيرا لابد أن تتخصص في لون معين من الغناء, لهذا انصحك بترك الغناء العاطفي, وغناء لون آخر يتناسب مع سنك وشبابك, وفي هذا الوقت كنت أغني أغنية عاطفية شعبية ناجحة جدا بعنوان ادوبوني الغمزيتين, فطلب مني أن أكمل في هذا اللون الناجح فقدمت بعدها امين يأمنلك مين, واأفرش منديلكب وتوالت الأغنيات.
هل كان هذا خبثا ودهاء من عبدالحليم أم نصيحة لوجه الله لمصلحتك؟
الله أعلم, لكن عموما عبدالحليم حافظ كان أهم ما يميزه ذكائه الشديد وعشقه لفنه!.
من الذي أطلق عليك لقب اصوت الشبابب؟
محمد الموجي وبليغ حمدي والملحن والمطرب سيد إسماعيل, حيث كنت أغني كثيرا في الجامعات وتتميز أغنياتي بالمرح والتفاؤل والشباب.
أسست شركة إنتاج كاسيت بعنوان اصوت الشبابب أيضا ما الهدف من إنشائها ولماذا أغلقت أبوابها بعد فترة؟
الهدف كان الوقوف بجوار الأصوات المصرية الجميلة التي لا تجد أحد ينتج لها, وأذكر إنني أنتجت لعدد من الزملاء منهم ليلي جمال ومحمود شكوكو وشريفة ماهر وعايدة الشاعر,ولكن انشغالي في تصوير الأفلام وإحياء الحفلات جعلني أبيعها إلي زميلي الملحن سيد إسماعيل الذي غير اسمها إلي اراندا فونب علي إسم ابنته راندا.
من الملحن الذي أعطاك الأجمل لحنيا في مشوارك الفني ؟
محمد الموجي وبليغ حمدي وحلمي بكر وإبراهيم رأفت, الموجي أعطاني أجمل اغنيات الأفلام, وبليغ أهداني أجمل أغنيات الحفلات فمثلا من الأغنيات التي لحنها لي وكانت اتكسر الدنياب في الأفراح والملاهي الليلية عندما أغنيها أغنية اوالنبي يامو نعمه أديني نعمه, أما إبراهيم رأفت فكنت سببا في شهرته وتسميته بإسم رأفت بعد أن رفض محمد الموجي شقيقه أن يطلق علي نفسه إسم إبراهيم الموجي, وكانت أول أغنياته لي أغنيتي الشهيرة اأفرش منديلك علي الرملةب التي وزعت17000 إسطوانة في ثلاثة أيام فقط.
قمت ببطولة7 أفلام أمام جميلات الشاشة زبيدة ثروت وسعاد حسني وأمال فريد ومها صبري هل تمنيت أن تتزوج من واحدة منهن؟
لأ.. لأن كل واحدة من منهن كان لديها حبيب عندما وقفت أمامي, لكن الوحيدة التي تمنيت أن أتزوجها هي الفنانة ماجدة الخطيب,لإنها كانت في مثل سني وتهتم بي جدا, وتحضر العروض الخاصة لأفلامي, وأيضا حفلاتي.
ولماذا لم تتزوجها؟
لإنني أفضل أن تكون زوجتي ربة منزل, وليست فنانة, وماجدة كانت عاشقة للفن, وصعب أن تتركه.
خلال مشوارك هل قدم أحد زملائك أغنية وتمنيت أن تكون في رصيدك الفني؟
أغنيتان الأولي ارمش عينهب التي قام بغنائها محرم فؤاد وكانت سببا في شهرته, أول مرة إستمعت إلي هذه الأغنية بكيت وتمنيت أن تكون في أرشيفي, والأغنية الثانية اعرباويب لمحمد رشدي.
كثير ما نسمع ونقرأ أن الوسط الفني في الماضي كان يخلو من الأمراض النفسية لنجومه وأهله يتميزون بالود والحب هل هذه صورة وردية ؟
عاد برأسه إلي الوراء وقال: أبدا أبدا ليست صورة وردية ولكن صورة واقعية وحقيقية, وهذا ربما يعود إلي أن عددنا كان قليلا جدا وكنا نشعر إننا جميعا أسرة واحدة, وكل مطرب يقدم لونا مختلفا عما يقدمه زميله, فالأغاني التي يقدمها عبدالحليم حافظ مختلفة عما يقدمه محمد رشدي ومحرم فؤاد والتلباني ومأمون, وأنا كنت مدللا بينهم بحكم إنني كنت أصغرهم سنا, وأذكر إن حفلات عيد ميلادي كانت تجمع معظم المطربين فكنت تجد عادل مأمون يعزف لي علي عوده وأنا أغني, ومحمد رشدي يغني لي أغنيتي اأفرش منديلك, وأنا أغني له اعرباوي, وفي أحيان كثيرة كان يحضر عبدالحليم ويقوم بتقليد طريقة غنائي ويغني بعض أغنياتي, ثم يتركنا في نهاية السهرة,وهكذا كانت الحياة الفنية كلها حب وود.
هل تشعر إنك أخذت حقك إعلاميا أم وقع عليك ظلم شديد؟
سألني وقسمات وجهه يعتريها الألم: ما رأيك أنت ؟! الحقيقة أنني ظلمت إعلاميا جدا, خاصة من جانب التليفزيون فقد قدمت عشرات الأغاني في الحفلات التي كان ينقلها التليفزيون المصري, لكن لا يوجد أثر حاليا لهذه الحفلات ولا تعرض ولا أدري لماذا؟! ولست أنا فقط الذي يقع عليه هذا الظلم, ولكن هذا الظلم يتعرض له كل جيلي من المطربين!.
لكن البعض يقول إن عملك السياسي والنقابي كان سببا في الظلم الذي وقع عليك؟
يجوز.. فقد كنت عضو مجلس محلي لمحافظة القاهرة عن دائرة عابدين في الفترة من1979 إلي1983, وبعد ترميمي لمعهد الموسيقي العربية علي نفقتي الخاصة, أصبحت مستشار فاروق حسني وزير الثقافة السابق, ووجدت نفسي أصحو باكرا مثل أي موظف, وبدأت أرفض كثيرا من الحفلات الخارجية في سويسرا وإيطاليا وباريس وروما وغيرها بآلاف الدولارات نظرا لإرتباطي بعملي الوظيفي, وهذا بالتالي أثر علي مكانتي الفنية عند متعهدي الحفلات, وتوقفوا عن طلبي, خاصة بعد إنشغالي في عملي النقابي كعضو في نقابة الموسيقيين مع زميلي النقيب السابق صلاح عرام.
هل تندم الآن علي انخراطك في العمل السياسي والنقابي؟
إطلاقا لأنني من خلال عملي السياسي والنقابي خدمت ناس كثيرين, وحبهم كان سببا في ترشيحي وفوزي في كل المناصب التي حصلت عليها,وأتذكر هنا أن الرئيس السابق حسني مبارك أستغل شهرتي وحب الناس لي خاصة في منطقة عابدين وباب الشعرية,وغيرها من المناطق الشعبية وطلب مني مرافقته في انتخابات الرئاسة الثانية, وبعد وقوفي بجواره ومساندتي له أعطاني اسبحة فضةب.
ما حقيقة إنك غنيت منذ سنوات قليلة ألبوم غنائي كامل لصالح إحدي شركات الكاسيت, وهذه الشركة لم تقم بطرحه حتي الآن؟
هذا صحيح, فبعد النجاح الكبير الذي حققه هذا المنتج مع محمد رشدي ومحرم فؤاد وشفيق جلال وكارم محمود, عندما أعادوا غناء أغنياتهم القديمة بتوزيع جديد, طلب مني أن أقوم بإعادة8 أغنيات من رصيدي وبالفعل وقع إختياري علي ابلغوه, وإفرش منديلك, ومين يأمنلك مين وغيرها وقام الموزع يحيي الموجي بإعادة توزيعها, لكن هذا المنتج مازال يحتفظ بهذا الألبوم حتي الآن ولم يطرحه ولا أدري متي سيطرحه؟! وكل مرة أسأله فيها عن مصير هذا الألبوم يقول لي إنني سأطرحه في الوقت المناسب ولا أدري متي سيكون هذا الوقت؟!
ما رأيك في الأغنية الشعبية الآن؟
انحدر مستواها لدرجة لم يكن أكثر المتشائمين يتصورها,أويتخيلها, وأصبحنا نسمع مفردات يندي لها الجبين, رغم أن الهدف من الغناء الشعبي كما تعلمنا من الأجيال التي سبقتنا يعني الغناء لكل فئات المجتمع وليس لفئة معينة, وكان المطرب في جيلي يحلم بأن يغني لكل الشعب, وليس لجيل معين, وكنا نفتخر بإننا ننتمي للأغنية الشعبية, لكن منذ ظهر أحمد عدوية إتجهت الأغنية الشعبية لفئة معينة من الجمهور!.
من يعجبك الآن من المطربين الموجودين علي الساحة؟
علي الحجار ومحمد منير ومحمد الحلو ومحمد ثروت وهاني شاكر وأنغام, ومن الجيل الجديد لؤي وشيرين عبدالوهاب وهيثم شاكر وإبني أحمد العطار.
هل قدمت أغنية وندمت عليها؟
لم يحدث هذا لأنني كنت دقيقا في إختياراتي.
من صاحب الفضل عليك في مشوارك الفني؟
محمد الموجي وبليغ حمدي وإبراهيم رأفت.
ومن المطرب الذي لم يأخذ حقه من الشهرة والتكريم؟
أستاذنا محمد عبدالمطلب وصديقي عبداللطيف التلباني.
ما آخر عمل فني قمت ببطولته؟
مسلسل األف ليلة وليلةس مع المطربة الجميلة إيمان الطوخي منذ عشرين عاما.
ما مدي رضاك عن مشوارك؟
الحمد لله راضي عنه كل الرضا ولو رجع الزمان سأسير فيه كما هو لكني سأحذف منه فقط سنوات الشقاوة مع البنات.